نجلاء ابوزيد
دنيا الحواديت .. حصالة الأصدقاء
يحكى أنه كانت هناك فتاة تحب صديقتها والتي كانت تعانى ضائقة مالية، ووجدتها ترفض أى مساعدة، فتحدثت الفتاة مع والدها عن رغبتها في مساعدة صديقتها دون جرح مشاعرها وفكرت أن تخبرها أن يدخرا سويا من مصروفهما ثم يفتحان الحصالة كل فترة ويقتسما ما ادخرتاه، فأعجب والدها بفكرتها وزاد مصروفها ووعدها بمبلغ يضعه كتشجيع في الحصالة، وذهبت للمدرسة وأقنعت صديقتها بالفكرة وبأنه ليس المهم المبلغ لكن فكرة التعاون والادخار، وبعد فترة فتحتا الحصالة واقتسمتا المبلغ، وعندما ذهبت صديقتها لأمها وأخبرتها بما ادخرته مع صديقتها ضحكت أمها قائلة: صديقتك تحبك فعلا حافظي عليها، لأنها فهمت ما فعلته البنت، وظلت الصديقتان على هذه العادة.
***
كلمة فى ودنك
تدريب الأبناء على الاختيار يبدأ منذ طفولتهم، فحرية اختيار الطعام والملابس تعلمهم فكرة الاختيار والمفاضلة بين البدائل حتى يتعلم الاستقلال ولا يكون معتمدا على الآخرين.
ترتيب المنزل وتنظيفه مهم لكن الجلوس مع الأبناء وتركهم يلعبون في البيت أكثر أهمية لحاضرهم ومستقبلهم.
التربية علم نتعلمه ومهارة نكتسبها بالتدرب عليها لكن الاجتهاد والتقليد يسبب مشكلات تربوية يصعب إصلاحها.
مراقبة الأبناء ضرورية بشرط ألا نشعرهم بعدم الثقة أو أنهم محاصرون وأن تتم على فترات متباعدة وبشكل غير ملحوظ لتحقق رغبتنا في حمايتهم وليس التضييق عليهم.
****
سؤال محيرنى .. أكره المذاكرة
"ادخل ذاكر" عبارة لا تمل أمى من تكرارها كلما رأتنى، جعلتنى أكره المذاكرة، ولا تقولها إلا لى أما باقى إخوتى فلا تقول لهم شيئا، وعندما أسألها لماذا أنا تنظر لى ولا تجيب؟
محمد، ثالثة إعدادى
بداية دعنا نتفق أنك من داخلك تعرف السبب لكنك تحتاج من يجلس معك ويتناقش معك فى رغبتك فى عدم المذاكرة، لذا ترى أن عدم إجابتها على سؤالك هو مشكلتك، وأنا أتفق معك فى رغبتك بل وأطلب من والدتك أن تجلس وتستمع لسبب عدم حبك للمذاكرة لأنه بالتأكيد هناك شيء ما بداخلك يجعلك لا تهتم بالمذاكرة، لكنى أطلب منك عدم مقارنة نفسك بأشقائك لأنك من داخلك أيضا تعرف لماذا لا تقول لهم نفس العبارة، فمن المؤكد أنها تراهم مهتمون بالمذاكرة وبالتالى لا تكرر على مسامعهم هذه العبارة وتختصك أنت بها، ولتبدأ أنت بالطلب منها أن تجلس معك لتعرف لماذا لا تجلس على المذاكرة، وبدلا من أن تقول لها لماذا أنا أخبرها أن هناك ما يجعلك لا تحب المذاكرة، وعليها هى أيضا أن تهتم وألا تردد العبارة دون البحث فى أسبابها، فأنتما الاثنان تتعمدان تجاهل المشكلة الأساسية، وكلاكما يقول ما يضايق الآخر، ولأنها الأم فمسئوليتها أكبر وعليها أن تبادر بسؤالك عن الأسباب، وعليك ألا تتعجب من ترديدها لهذه العبارة، وعندما تتفقا من داخلكما على أن هناك مشكلة ستتعاونان سويا على علاجها.
****
حصة تربية .. المال لا يصنع إنسانا
نجاح وتفوق أبناء البسطاء رغم ظروفهم الصعبة رسالة مهمة لكل أم عليها أن تقرأها جيدا وتنقلها لأبنائها ليعيدوا تقييم الأشياء من حولهم.
وحول كيفية الاستفادة من نجاح المكافحين فى غرس الطموح فى أولادنا وإقناعهم بأن المال لا يصنع إنسانا لكنها الإرادة والمثابرة، عن ذلك تحدثنا مع د. عزة كامل، مدرس علم الاجتماع جامعة حلوان فقالت: كثرت فى الآونة الأخيرة شكاوى الأمهات من لا مبالاة الأبناء وعدم رغبتهم فى بذل أى جهد لتحقيق ما يريدونه، دائما مرفهين، وعلى الأهل توفير كل شيء لهم والنتيجة الحتمية شخصيات ضعيفة مرفهة سهل السيطرة عليها من أصحاب السوء، بالإضافة لعدم وجود هدف واضح يجتهدون لتحقيقه، وهنا على الأمهات قبل الشكوى أن يبحثن ما سبب اقتناع الأبناء أن الرفاهية فى كل شيء أحد أساسيات الحياة، وعليهن الاستفادة من نجاح نماذج مكافحة فى تحقيق أعلى الدرجات رغم صعوبة حياتهم، وهناك نماذج تعيش بيننا وليست قصصا من الماضى يمكن استلهام إصرارها على النجاح لتكون قدوة لهم، وأضافت مؤكدة أن تلبية كل طلبات الأبناء ليست بالأمر الإيجابي لأنه يرسخ للقيم المادية فى حياتهم، وختمت قائلة: على كل أم أن تشرح لأبنائها أن حياة النجوم والنماذج المشهورة ليست هى النموذج الأنسب الذى يقتدون به لكن هناك نماذج تستحق منا التقدير والتعلم من تجاربهم واعتبارهم قدوة علينا اتباع خطواتها لتحقيق النجاح والرفاهية المادية.
ساحة النقاش