سماح موسى

تذكرى دائما أنه لا أحد يقدم السعادة لنا، بل نحن من نمنح السعادة لأنفسنا، ولا أحد في العالم يستطيع أن يؤذيك إلا إذا أعطيته الفرصة لذلك، أو يجعلك تشعرين بالضيق والضرر إذا لم تفسح له المجال، لذلك دائما أسعدى نفسك بفعل الأشياء التي تحبينها، فليس شرطا أن يكون الارتباط العاطفى السبيل الوحيد للسعادة.

خطوات تساعدك على حب نفسك وتجنبك الأنانية نقدمها لك فى السطور التالية من خلال نصائح خبراء النفس والاجتماع.

البداية مع حور محمد، التى تجد سعادتها فى الوحدة وتقول: الارتباط يتطلب التقييد والتحكم من قبل شخص آخر، بالإضافة إلى أن إنجاب أطفال مسئولية لا أستطيع تحملها، لذا قررت أن أعيش سعيدة بعيدة عن تلك المسئوليات الصعبة، لأننى أرى سعادتي في حب نفسي وممارسة رياضة السباحة بشكل يومي.

أما رقية إبراهيم فتقول: السعادة لا ترتبط بوجود شخص في حياتي، فالارتباط بالنسبة لي فكرة فاشلة وذلك لأن تجارب أصدقائي جميعها باءت بالفشل وأخشى المرور بنفس مصيرهم، لذا قررت أن أبحث عن سعادتي فوجدتها في عملي والتفوق في مجال الهندسة والوصول إلى أعلى المناصب والتميز.

بينما تعوض ريم أحمد شعور الحب والارتباط بمساعدة الآخرين وخدمة أسرتها الصغيرة وإسعادهم بكافة الطرق فهى تعتبرهم حياتها.

وتقول نيرمين محى، طبيبة: سعادتي في تخفيف آلام المرضى، وغايتى تحقيق شهرة وإنسانية البروفيسور د. مجدي يعقوب، وأرى أن فكرة الارتباط معاناة وتضيع وقتا لا داعي منه.

أما تقى محمد فتطوعت لخدمة كبار السن والأيتام بمحافظتها لأن ذلك يجعلها في قمة سعادتها، وتقول: أستطيع أن أحقق سعادتي بنفسي دون انتظار شخص آخر يحققها لي.

جزء من الحياة

تعلق د. أميرة شاهين، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية على وسائل تحقيق السعادة الذاتية قائلة: الارتباط هو جزء من الحياة وليس كل الحياة، فإذا كان هناك من يستطيع معي التعامل بشكل مريح وسعيد ويعطني المشاركة والاستقرار ويشعرنى بأنه السند الحقيقى فمرحبا بالارتباط، أما إذا كان حدث العكس فأشجع فكرة الوحدة وأعوض ذلك في التفكير فيما يسعدني كالتفوق في الدراسة والعمل وتوطيد العلاقة مع الأهل والأصدقاء.

وتتابع: إذا أعطت الفتاة الارتباط أهمية زائدة ستشعر بالانهيار والخذلان بسبب عدم وجوده، لذا أنصح من لم ترتبط أن تشعر بقيمة ذاتها وعملها الذي تقوم به مهما كان، وتتأكد أنها تستطيع إسعاد نفسها دون وجود شريك لها.

شعور نسبى

تقول د. عزة أحمد صيام، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها: ترجع السعادة لاحتياج الفرد نفسه ومعايير السعادة بالنسبة له وهل الإنسان يجدها في علاقته بالآخرين أم يشعر بها عند الارتباط بشخص آخر يحققها له؟ وهل يضعها في إطاره الاجتماعي الذي ينشأ داخله مثل علاقته بأفراد أسرته وأصدقائه، أم يكتفي بحياته وحيدا منفردا؟ فالحميمية ترجع لنظرة الإنسان بالمحيطين به، فبالنسبة لي تتحقق سعادتي بقراءة كتاب جديد أو ابتكار شيء جديد في منزلي أو استقبال أشخاص في منزلي لنتبادل الحوار في حين قد يشعر شخص آخر بأن وجود أشخاص داخل منزله يسبب له إرباكا اجتماعيا، لذا فإن فكرة السعادة تختلف من شخص لآخر، فبعض البشر يرون أن اكتناز المال سعادة، البعض تتحقق سعادته بمساعدة الآخرين وحل مشاكلهم، فيوجد شخص يجلس وحيدا يكتب مقالة أو كتابا لمدة شهر كامل دون أن يرى أحدا لكنه سعيد بذلك.

تضيف: تختلف معايير فكرة من شخص لآخر فيلجأ البعض للزواج بسبب حبه للطرف الآخر، أو طلبا للاستقرار، ويسعى البعض الآخر للزواج من أجل المصلحة أو تلبية رغبة عائلته، لذا فإن فهم معايير السعادة والقواعد المجتمعية ضرورة لنكون سعداء.

خطط بديلة

تنصح د. آية صلاح، خبيرة علم الاجتماع بضرورة حب الشخص لذاته والآخرين أولا وأن يعوض حرمانه من الحب والارتباط بتطوير مهاراته، كأن يضع مدة زمنية محددة لتحقيق أهدافه وعندما يصل إلى ما خطط إليه مسبقا يشعر أن وقته لم يضع هباء وبالتالي يشعر بالسعادة.

وتقول: السعادة لا تقتصر على الاتباط فقط فيمكن أن أحققها من خلال الحصول على دورات تدريبية تدعم مجال عملي أو أنشئ مشروعا خاصا بي أو أمارس الرياضة التى أفضلها، أو أقيم علاقة صداقة جديدة حتى لا أشعر بالوحدة أو أساعد الآخرين ماديا ونفسيا، فلابد من السعي والاستمرارية دون توقف فمن الممكن أن أرتبط ولم أوفق، لكن لا شك أن الحياة لن تتوقف على شخص، البعض يرفض فكرة الارتباط ومشاركة الحياة والآخر يرى تجارب الآخرين الفاشلة فيبتعد تماما خوفا من تكرار التجربة وفى كل يجب عدم الحكم على تجربة غيري ولابد ألا أعطى فرصة لأحد يسيطر علي وأفكارى، وأن أدير حياتى بنفسى وأسعى في اتجاهات مختلفة وأضع خطط عديدة فإذا فشلت خطة ستنجح أخرى.

المصدر: سماح موسى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 382 مشاهدة
نشرت فى 14 فبراير 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,472,141

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز