ابتسام أشرف
يجيب عن تساؤلات قارئات «حواء »هذا العدد د. مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية
هل يجوز للمرأة أن تؤمَّ غيرها من النساء في الصلاة؟ راجية محسن 50 سنة
لا مانع شرعا، بل يستحب إمامة المرأة للنساء في صلاة الفرض أو النفل التي تؤدى جماعة كالتراويح وغير ذلك لما روي أن السيدة عائشة كانت تؤم النساء وتقف بينهن، وروي عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يأمر جارية له أن تؤم نساءه في ليالي رمضان، وعلى هذا يتضح مشروعية إمامة المرأة للنساء سواء في صلاة الفرض أو النفل كالتراويح ونحوها، وتقف في وسطهن كما صرحت بذلك الأحاديث، فالصلاة في جماعة من شعائر الإسلام، ومن شيم الصالحين الكرام؛ وقد أعلى الشرع الشريف من شأنها، ورغب فيها؛ فقال تعالى: ﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة: 43] أي: في جماعتهم، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «صَلَاةُ الجَمَاعَةُ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» متفق عليه، وقال: «مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ» رواه أبو داود والنسائي، قال السائب بن حبيش -أحد رواة الحديث-: بمعنى بالجماعةِ الجماعةَ في الصلاة، وهذه النصوص وغيرها تدل على أنه لا فرق في استحباب الجماعة بين المرأة والرجل.
ما حكم تأخير الغسل بالنسبة للحائض إلى بعد الفجر في رمضان؟ سامية محمد 46 سنة
إذا تطهرت الحائض قبل طلوع الفجر وتيقّنت الطّهر فإنه يجب عليها أن تنوي الصيام وتصوم، وصيامها صحيح حتى وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، ولا قضاء عليها؛ لأن تأخيرها للغسل لا يبطل صومها، ولأنها صامت وهي طاهر قال الإمام النووي– رحمه الله- "وَإِذَا انْقَطَعَ الْحَيْضُ، ارْتَفَعَ تَحْرِيمُ الصَّوْمِ وَإِنْ لَمْ تَغْتَسِلْ" أما إذا كان الحيض موجودًا ثم انقطع بعد الفجر، فلا صيام عليها في هذا اليوم، ويجب عليها القضاء.
أتى رمضان وعلي أيام من رمضان الفائت لم أصمها فهل علي القضاء والكفارة أم القضاء فقط؟ مديحة عبدالرحمن 56 سنة
من دخل عليه رمضان قبل قضاء ما عليه فعليه أن يصوم شهر رمضان الحاضر، ثم يبادر بعد ذلك بقضاء ما عليه، ولا تلزمه الفدية، والأصل المبادرة إلى قضاء ما فات من صيام رمضان، ويجوز تأخير القضاء ما لم يتضيق الوقت، بألا يبقى بينه وبين رمضان القادم إلا ما يسع أداء ما عليه، فيتعين ذلك الوقت للقضاء عند الجمهور، فعن عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قالت: "كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلَّا فِي شَعْبَانَ، عن رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أخرجه مسلم في "صحيحه".
وإذا أخر القضاء حتى دخل رمضان آخر، فقط عليه أن يصومه ويقضي ما عليه من أيام، لكن إذا كان به مرض مزمن أو سيستمر به بقية حياته فهنا يمكنه إخراج فدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم، لقوله تعالي "أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون".
ساحة النقاش