بقلم د. صبورة السيد

مع الأحداث المروعة التي يعيشها قطاع غزة من حرب دامية وقتل للأطفال عن عمد يأتي دور الأسرة المصرية في تعليم أطفالها أهمية القضية الفلسطينية، والتعريف بفلسطين وحق شعبها في أرضها، وعن الاحتلال وما يقوم به من جرائم حرب من قتل وإبادة للأطفال، كما أن غرس دعم القضية الفلسطينية في نفوسهم يمكن أن يساهم في بناء جيل واعٍ ومسئول يسعى للعدالة والسلام في المجتمع والعالم، فضلا عن أن تعريفهم بدور مصر وقيادتها السياسية فى دعم القضية الفلسطينية ورفضها القاطع لتصفيتها أو تهجير الشعب الفلسطينى من شأنه تعزيز الانتماء بداخلهم، لكن يبقى السؤال كيف يمكننا غرس دعم القضية الفلسطينية في نفوس أطفالنا؟

الأطفال كالوعاء يمكن ملؤه بما نريد، كما أنهم يستمدون معلوماتهم من خلالنا كآباء وأمهات ويقلدون تصرفاتنا، بل يتخذون نفس مواقفنا، فهم يرون فينا القدوة التى يجب أن يقتدوا بها والمثل الذى يحتذون به، لذا يجب أن نظهر لهم موقفنا الداعم للفلسطينيين ومؤازرتنا لحقهم فى المطالبة باستعادة الأرض المغتصبة، ومساندتنا للقرارات التى تعلنها الحكومة المصرية تجاه الوضع القائم فى غزة، وإظهار التعاطف لما نشاهده من أخبار ومقاطع مصورة عبر شاشات التلفزيون.

ولأن مواقع التواصل الاجتماعى باتت مصدرا مهما للمعلومات، ووسيلة سهلة للتعبير عن الآراء وإعلان المواقف يجب على الآباء متابعة حسابات أبنائهم الشخصية والإشادة بما يشاركون من منشورات داعمة لهذا الهدف، والتحذير من أى تعليقات سلبية عن مواقف الدولة العربية وأى منشورات من شأنها أن تنال من مكانة مصر والأشقاء العرب الذين لا يتوانون لحظة عن الدفاع عن الفلسطينيين وحقهم الأصيل فى الأرض، والتعريف أن مثل هذه المنشورات وراءها كتائب إلكترونية مجندة تهدف لهز ثقة المواطنين فى حكوماتهم. 

ومن المهم تعريف أبنائنا بقضية فلسطين وتاريخها وذلك من خلال عرض خرائط لفلسطين يحفظها الأطفال، والتعريف بالمسجد الأقصى وأهميته الدينية، ومن الضروري ربط الأطفال بالأحداث وتوضيح ما يحدث، وعدم تركهم للأخبار المتضاربة، وحمايتهم من تلقى أى أخبار عبر الإنترنت تشكك في القضية العادلة لفلسطين وحقهم في الدفاع عن أرضهم.

وأخيرا يجب أن نعرف أبناءنا بنماذج الأطفال الذين يضحون بأرواحهم، والذين يقعون كل لحظة ضحايا للقذف الغاشم والعدوان الظالم، والتعريف بأهمية الانتماء للوطن، ومن المفيد أن نحثهم على المساهمة فى دعمهم من خلال التطوع فى تجهيز المعونات التى تقدمها الجمعيات الأهلية، والمشاركة فى المبادرات الحكومية التى تعزز العمل الخيرى والمجتمعى فى نفوس الصغار، كما يمكن أن نعلم الأطفال الدعاء والصلاة لإخوانهم