كتبت: سماح موسى 

أصبح التنمر الإلكتروني آفة تهدد استقرار المجتمع، خاصة وأنه يستهدف الأطفال والشباب المختلفين في المظهر أو الخلفية الدينية والثقافية أو الحالة الاجتماعية أو ممن لديهم مشكلات صحية أو إعاقات جسدية أو ذهنية.. فما السبيل لمواجهة تلك الأفة؟

في البداية تقول مريم أحمد، 20 عاما، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام جامعة القاهرة:  تعرضت كثيرا للتنمر الإلكتروني خاصة عند نشر صوري الشخصية تنهال علي الكثير من التعليقات السلبية بسبب وزني الزائد وبالتالي أغلقت جميع صفحاتي الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبت بحالة اكتئاب جعلتني أعشق الوحدة بعيدا عن المجتمع.

أما محمد إبراهيم، 25عاما، خريج كلية تجارة جامعة عين شمس فيقول: التنمر الإلكتروني له فوائده كما له أضراره، فقد استفدت من تنمر البعض علي في تطوير نفسي وتصحيح كثير من الأخطاء حتى جعلت من كان يسخر مني يشيد بما حققته من نجاحات.

لا يقتصر التنمر الإلكتروني على الأشخاص العاديين فللمشاهير أيضا حظ كبير من السخرية ولعل أشهرهم الأميرة كاثرينا أماليا، ولية عهد هولندا التي تعرضت للتنمر بسبب وزنها الزائد، كما عانى الكثير من أبناء  الفنانين من التنمر الإلكتروني على صورهم، وشمل ذلك الانتقاد السخرية من سلوكهم أو شكلهم، ومن هؤلاء الضحايا بنات الفنان شريف منير فريدة، وكاميليا، وأسما، وابنة إيمان العاصي، وابنة رانيا يوسف، وابنة تامر حسني.

سلوك عدواني

يعلق د. عماد مخيمر، عميد كلية الآداب بجامعة الزقازيق وأستاذ علم النفس على أضرار التنمر  قائلا: التنمر بشكل عام سلوك عدواني يكون هدفه إيذاء شخص بشكل متعمد، وفي الغالب يرصد  المتنمر أي منشور للضحية، ويعلق عليه بشكل غير لائق ويسبب للضحية وذويه الألم النفسي، فيشعر الضحية بخيبة الأمل وعدم الثقة بالنفس، وقد يصل الأمر لإيذاء النفس وقتل الأطفال أنفسهم أو بعضهم البعض، لذا أنصح الآباء بمراقبة أبنائهم إلكترونيا بشكل غير مباشر حتى تظل حائط صد لأي سلوكيات خاطئة من الآخرين قد تعرضهم لضياع حياتهم ومستقبلهم، وتتمثل أسبابه فى الحسد والهوس المرضي والبطالة والفشل في الحياة المهنية أو العامة.

ويؤكد د. مخيمر على ضرورة وجود إشراف على المنتديات الإلكترونية وتفعيل قوانين العقوبات خاصة قوانين التنمر الإلكتروني، والترصد الإلكتروني والقبض على المتنمر ومحاسبته حتى يكون عبره لغيره من المتنمرين. 

أما د. محمد صبره، استشاري الصحة النفسية والتربية الخاصة بالجامعة الأمريكية بواشنطن فيرى أنه في ظل توجهات العولمة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي انتشر التنمر الإلكتروني وهو ما يترك أثرا سلبيا على الضحية خاصة أن هذا السلوك غالبا ما يتعرض له الأطفال أو الشباب، فعندما ينشر الشاب صورة له أو يكتب منشورا ما على صفحته تتم عملية الإسقاط كوسيلة تعبير بشكل غير لائق عن طريق شكل كتابي أو ملصقات.

وعن آثاره السلبية يقول: يشعر الضحية بحالة من التوتر والقلق والصراع النفسي قد تصل إلى إصابته بالاكتئاب لعدم الاحترام وقلة التقدير، بجانب الإصابة بعدم التوافق النفسي والاجتماعي التي قد تؤدي إلى الرفض التام والعزلة والتعميم بأن جميع وسائل التواصل الاجتماعي غير جيدة وغير داعمة فيقبل على رفضها، بالإضافة إلى ظهور الاضطرابات المجتمعية وزعزعة منظومة القيم.

وينصح د. صبره الضحية بأنه يجب الرد على المتنمر بأن نجعله يضع نفسه مكان الضحية (لعبة تبديل الأدوار) حتى يشعر  بالضرر النفسي الذي يتعرض له المتنمر عليه، كما أن على المتنمر عليه ألا يستمد قيمة التقدير من الآخرين ويعرف قيمة نفسه مع تجاهل المتنمر بشكل إيجابي كأن شيئا لم يكن ويستمر في نجاحاته وتحقيق أهدافه.

المصدر: سماح موسى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 698 مشاهدة
نشرت فى 25 يونيو 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,800,712

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز