سماح موسى

فى الوقت الذى يقصر فيه الكثيرون أهمية العاصمة الإدارية الجديدة على الجوانب الاقتصادية تتجلى نظرة أخرى تبرز الأهمية الإنسانية والاجتماعية للعاصمة، حيث أكد عدد من الشخصيات العامة وأعضاء البرلمان وأساتذة الجامعات أن العاصمة مدينة مكتملة الأركان من الناحية العمرانية وكذا الاجتماعية حيث روعى فى تصميمها الاحتياجات الأساسية لقاطنيها من الموظفين العاملين بها وذويهم.

"حواء" استمعت إلى آرائهم حول العاصمة الإدارية الجديدة وأهميتها الاجتماعية وكذا الاقتصادية. 

في البداية يقول د. سيد قنديل، رئيس جامعة حلوان: لا شك أن للعاصمة أهمية كبيرة لا سيما بعد نقل الوزارات إليها، بجانب أنها جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية، وتخلق فرصا جديدة للشباب، وبفضل البنية التحتية الحديثة والتصميم المتطور لها فإنها تعزز صورة مصر الحضارية أمام العالم حيث تعد وجهة حضارية مشرفة تجسد تطلعات مصر وشعبها نحو المستقبل من خلال تحقيق العديد من الفوائد الاقتصادية والحضارية والبيئية، كما أن أهمية العاصمة لا تقتصر على كونها مقرا بديلا للمصالح الحكومية ومركزا ثقافيا وحضاريا بل تتعاظم هذه الأهمية في ظل المستهدف من كونها مدينة اقتصادية جديدة لمصر، حيث تعد خطوة علي الطريق الصحيح لبناء دولة حديثة والانتقال إليها إداريا أو سكنيا، إضافة إلى العوائد الاقتصادية المرتقبة منها.

ويؤكد د. قنديل أن توسعة شبكة الطرق وإقامة مناطق صناعية وخدمات معاونة يحقق رواجا استثماريا ويساعد على التوسع العمراني بما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري ككل من خلال جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي والمحلي ما يدفع عجلة النمو الاقتصادي، حيث يسمح بإقامة مشروعات للسلع الرأسمالية والإنتاجية زيادة الاسثمار في المجالات الرائدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتحقيق فائض وجلب العملة الصعبة، كما توفر المشروعات المقامة بها العديد من فرص العمل الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين.

الفكرة قديمة وتنفيذها عصرى

اعتبرت النائبة مرفت الشرقاوي، عضو مجلس النواب إنشاء العاصمة الجديدة استغلالا أمثل لصحراء مصر خاصة مع التخطيط الجيد والعصرى الذى جعل منها مدينة نموذجية، لافتة إلى أن نقل مقار الوزارات إلى العاصمة خطوة جريئة وفاصلة في تخفيف التكدس السكانى والازدحام عن القاهرة الكبرى، فضلا عن تحول المقار القديمة إلى فرص استثمارية كبيرة، فبعضها يقع على النيل مباشرة ما يضمن استثمارات ضخمة.

أما د. صبورة السيد، عضو مجلس النواب فتقول: على الرغم من أن فكرة إنشاء العاصمة تعود إلى عهد الرئيس الراحل أنور السادات إلا أن الفضل فى تنفيذها ينسب إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى اتخذ تلك الخطوة الجريئة رغم ما تواجهه الدولة من تحديات مراهنا بشعبيته مقابل تحقيق نقلة حضارية وتنموية لمصر، مؤكدة أن الفكرة نفذت بشكل مبتكر يتناسب ما تستهدفه مصر من التحول الرقمى والاعتماد على الاقتصاد الأخضر.

تحول رقمى

"العاصمة الإدارية حالة مصرية وخبرات دولية" هذا ما بدأت به د. أمل رمزي، عضو مجلس الشيوخ حديثها، وتقول: جاءت فكرة إنشاء العاصمة الإدارية لتوسيع دائرة التنمية والعمران وتحويل مصر إلى دولة ذات اقتصاد رقمي قائم على المعرفة، وقادر على تقديم خدمات مميزة للمواطنين والمستثمرين في المجالات الرائدة خاصة السياحية والصناعية والزراعية، بجانب تصنيع الآلات اللازمة للارتقاء بالإنتاج المحلي بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وفائض للتصدير، بما يساعد على التوفير في الميزان التجاري والمدفوعات وزيادة الإيرادات، وقد نجح المشروع منذ انطلاقة فى إيجاد قيمة اقتصادية للأرض المقام عليها وحولها إلى مصدر لتمويل عمليات الإنشاء وتشغيل مختلف المشروعات، كما ساهم في دعم توجه الدولة لإنجاح ملف تصدير العقار المصري للخارج.

ويقول د. شريف شاهين، أستاذ المكتبات والمعلومات والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة القاهرة: تجسد العاصمة الإدارية مفهوم الحكومة الإلكترونية ومستقبلها الذكي حيث تقدم خدماتها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون عناء الانتقال والترحال ما يساعد على الارتقاء بالثقافة الرقمية للمواطنين مع الربط بمنظومة السداد الإلكتروني، كما أن انتقال الوزارات والأجهزة الحكومية للعاصمة امتداد وتوسع طبيعي نتيجة تضخم الأعباء والمهام للأجهزة الحكومية التي مارست كل أشكال التوسعات الرأسية والأفقية عبر عشرات وأحيانا مئات السنين ولم يبق أمامها أية فرصة للتوسع والامتداد.

من جانبه يرى المستشار عبد الوهاب خضر، المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل أن العاصمة من أهم المشروعات التي  أنشأتها الدولة التي وفرت فرص عمل للشباب، فضلا عن أنها بنيت على أساس علمي وتكنولوجي بشكل عصري، مؤكدا أن نقل الوزارات يهدف إلى تسهيل الإجراءات والخدمات التي تقدم للمواطنين وليس تخفيف الأعباء على القاهرة الكبرى فقط.

 

أما عن مميزات العاصمة الإدارية فتقول د. هدى محمد شعبان، أستاذ الفلسفة في علوم الاقتصاد المنزلي بكلية البنات للعلوم والآداب جامعة عين شمس: لا تقتصر العاصمة الإدارية على كونها مقرا للوزارات بل هي مدينة اقتصادية جديدة تساعد على تعزيز الاقتصاد وإقرار منظومة إصلاح تشريعية جديدة تتعلق بالملف الاقتصادي المصري وتمهد هذه الطريقة إلى بناء دولة قوية، كما أن انتقال الخدمات إلى العاصمة مع الميكنة يؤدي إلى جذب المستثمرين إليها وتسهيل إقامة الشركات والمشروعات بها.

وتقول دينا الجندي، عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومي للمرأة: تعد العاصمة مدينة مكتملة الأركان حيث توفر للقاطنين بها مختلف الخدمات الثقافية والصحية والدينية والترفيهية وغيرها من الخدمات التى تقدمها العاصمة، حيث تم مراعاة مختلف الجوانب الاجتماعية فى تصميمها بداية من المنشآت الرياضية والمراكز الثقافية والمكتبات بجانب المتنزهات العامة والتى تمثلت فى الحديقة المركزية والنهر الأخضر، بجانب شبكة المواصلات التى تسهل على المواطنين التنقل بين أحيائها المختلفة وتربط بينها والقاهرة بشكل سهل ومريح لا يحمل المواطن العناء أو التعب.

وتوافقها الرأى د. هالة يسري، مقرر مناوب لجنة المرأة الريفية بالمجلس القومي للمرأة، مؤكدة أن العاصمة كاملة شاملة تتوفر بها مختلف عوامل الجذب من إمدادات كهرباء وخطوط سلكية ولا سلكية وشبكات مياه وطرق وكباري والتى من شأنها رفع مستوى المعيشة للمصريين.


المصدر: سماح موسى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 317 مشاهدة
نشرت فى 3 يوليو 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,259,464

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز