إيمان العمري

أصحابي الأعزاء صديقتنا نادين كانت تتابع حسابها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي وفجأة أطلقت صيحة إعجاب بصورة صديقة لها منشورة على ذلك الموقع، ولما سألتها جدتها عن سبب ما أبدت من إعجاب جعلتها ترى الصور التي نشرتها صديقتها وهي على الشاطئ في الساحل الشمالي حيث تقضي هناك أسبوع إجازة، وأخذت نادين تحكي لجدتها تفاصيل رحلة صديقتها، وعندما سألتها جدتها هل هي على اتصال دائم بها لتعرف كل هذه التفاصيل؟ أجابتها بأن صديقتها توثق كل لحظات حياتها الجميلة بالصور الفوتوغرافية أو بالفيديو وتنشر ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.

علقت الجدة بسخرية بأن صديقتها تعيش "أون لاين"، وعندما سألتها نادين عن ما هو الخطأ في ذلك أجابتها بأن الاعتدال في كل شيء مطلوب، فلا بأس من أن ينشر الشخص صور له في رحلة أو تجمع مع الأصدقاء ويذكر المناسبة على سبيل أنه يشارك تلك اللحظة الجميلة مع أصحابه في الواقع الافتراضي لكن ما يفعله البعض من أنه يجعل حياته وكأنها كتاب مفتوح على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا غير مقبول نهائيا، فالحياة الشخصية لها خصوصيتها ومهما كان قرب الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي لا يفترض أنهم يكونون على معرفة تامة بكل تفاصيل حياتنا، فلا أحد يعرف ما في النفوس وكيف يمكن استغلال تلك التفاصيل سواء بحسن أو سوء نية.

ثم إنه ما هو الجميل في أننا بدل من الاستمتاع بلحظات رحلتنا الجميلة نضيع الوقت في توثيقها بالكاميرا العادية أو الفيديو وننشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ما الفائدة التي ستعود علينا، وللأسف هناك من نجدهم يكتبون تعليقات سخيفة تزعجنا وتحول لحظاتنا الجميلة إلى ذكرى سيئة.