حوار سماح موسي

حظى قطاع الصحة باهتمام بالغ من القيادة السياسية والتى أطلقت العديد من المبادرات التى استهدفت صحة المواطنين والارتقاء بالمنظومة الصحية وتحسين جودة الخدمة العلاجية المقدمة للمواطن.

حول مردود هذه المبادرات على المواطن وما حققته من إنجازات ملموسة على أرض الواقع التقت "حواء" د. بهاء الدين ناجي، استشاري الروماتيزم والتغذية العلاجية والذى حدثنا عن أبرز المبادرات الصحية وما حققته منذ إطلاقها.

فى البداية يقول د. بهاء ناجى عن مبادرة 100مليون صحة: أطلقت المبادرة عام 2018، واستهدفت القضاء علي فيروس "سي" والكشف عن الأمراض غير السارية مثل السكر وارتفاع ضغط الدم والسمنة، وقد تم فحص الملايين من المصريين وتقديم العلاج المجاني للمصابين بفيروس سي والأمراض الأخرى، فبالنسبة لفيروس سي يمكن القول إنه تم القضاء عليه، بل وتم إنتاج العلاج الخاص به في مصانع مصرية، وساهمنا في علاج مرض فيروس سي في عديد من الدول الأفريقية كدعم للعلاقات المصرية بدول القارة، ومازالت المبادرة من خلال المستشفيات العامة تتبع أي حالات جديدة، أما بالنسبة للأمراض غير السارية مثل السمنة فقد ساهمت معاهد التغذية وكليات الطب والجمعيات الأهلية ووسائل الإعلام فى التوعية بعلاجها، وكان لدار الهلال دور فعال من خلال ندواتها التوعوية والتى شاركت فيها على المستوى الشخصى، واستقبلت حالات كثيرة مصابة بالسمنة محولة من دار الهلال من قرائها، وبالنسبة للضغط والسكر فمن خلال القوافل الطبية والمسح الطبي للقرى والنجوع والمدن، فقد تم معرفة إحصائيات عن عدد المرضى وأكثر المناطق التى ينتشر فيها، وكذا الضغط خاصة أن العامل الوراثي يلعب دورا في الإصابة بتلك الأمراض، ومن خلال الإحصائيات تم توفير العلاج المناسب وضمان وصوله للمرضى.

وحول مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي يوضح د. بهاء أن المبادرة استهدفت الكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى المصريات وتقديم العلاج في مراحله الأولى، وشملت المبادرة التوعية بأهمية الفحوصات الدورية وتقديم الخدمات الطبية وذلك من خلال قوافل طبية متحركة تحتوي على أجهزة الأشعة والتحاليل وتشخيص الحالات وتحويلها للمستشفيات المتخصصة كل حالة حسب احتياجها.

صحة مصر

أما عن الجوانب التى شملتها مبادرة صحة المرأة فيقول عنها د. بهاء: هدفت مبادرة صحة المرأة إلى الكشف المبكر عن الأمراض المتعلقة بها خاصة الصحة الإنجابية وكذا الحد من الزيادة السكانية، وتفرعت من تلك المبادرة مبادرات عدة أهمها "أيامنا أحلي" والتى أطلقت الدولة من خلالها أعدادا كبيرة من القوافل الطبية الخاصة بتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية على مستوى الجمهورية لتوفير وسائل تنظيم الأسرة للمنتفعات بالقرى والمناطق المحرومة من تلك الخدمات، وكذا حملة "من حقك تنظمي" والتى جاءت ضمن مبادرة "أيامنا أحلى"، بالإضافة إلى حملة "اثنين كفاية" والتى هدفت لرفع وعي السيدة المصرية بتنظيم الأسرة، وقد ساعدت تلك المبادرات بشكل فعال في توسيع مظلة الحماية الاجتماعية لغير القادرين.

وكيف ساهمت المبادرات الصحية فى القضاء على قوائم الانتظار؟

أطلقت الدولة مبادرة خاصة للقضاء على قوائم الانتظار وتقليل فترات الانتظار للمرضى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية خطيرة مثل عمليات القلب والكبد والكلي، وجاءت هذه المبادرة بالتعاون مع المستشفيات الحكومية والجامعية والخاصة لتسريع توفير الخدمات الجراحية وزيادة عدد ساعات العمل بالعيادات الخارجية وغرف العمليات وتوفير المستلزمات الطبية ومعالجة بيروقراطية الإجراءات، حتى وصل الأمر للعلاج في أقل من أسبوع بل وفي نفس الوقت للحالات الحرجة وهذا لا يحدث في أغني دول العالم وأكثرها إمكانيات.

الطفولة حاضرة 

يؤكد د. بهاء أن الطفولة لم تكن بمنأى عن اهتمام القيادة السياسية بل كانت ضمنت أولوياتها إيمانا منها أن أطفال اليوم شباب الغد ومستقبل الوطن، ويقول: شملت مبادرة صحة الطفل برامج تغذية ورعاية صحية للأطفال حديثي الولادة وحتى سن المدرسة مثل مكافحة سوء التغذية والأنيميا، وذلك من خلال مسح شامل وقياس الوزن والطول وتحليل صورة الدم والبراز، وتشخيص حالات التقزم لعلاجه مبكرا وكذلك السمنة والنحافة ومعرفة أسباب الأنيميا وفقر الدم وإعطائهم العلاج المناسب والتغذية السليمة التي تحتوي على الحديد والكالسيوم.

السمع والبصر نعمتان من الله حرم منهما الكثير من الأطفال فكيف ساهمت المبادرات فى علاج ضعاف السمع والبصر؟

هدفت تلك المبادرة إلى إجراء الفحوصات السمعية لكل الأطفال حديثي الولادة للتدخل المبكر إذا تم اكتشاف أية مشاكل في السمع، وأيضا الأطفال في سن المدارس من خلال النزول إلى المدارس بأجهزة قياس سمع حديثة وإجراء الفحوصات الطبية للطلاب.

ويتابع: كما أن "نور الحياة" مبادرة تستهدف مكافحة ضعف البصر وعلاج أمراض العيون مثل المياه البيضاء والزرقاء خاصة بين الأطفال وكبار السن، وهذه المبادرات تأتي في إطار سعي الدولة للحد من الأمراض المزمنة والوبائية، وتستمر هذه المبادرات في عملها والمتابعة الدائمة بداية من القيادة السياسية للعاملين في مجالي الصحة والتعليم والمجتمع المدني