كتبت: إيمان العمري

واحد وخمسون عاما مرت على انتصارات أكتوبر المجيدة التي أعادت للأمة العربية كرامتها وغيرت تاريخ المنطقة كلها ورغم مرور السنوات الطوال لا يزال النصر العظيم مصدر الهام للشباب ويقدم لهم العديد من الدروس العظيمة في الوطنية والفداء، ما هي أهم الرسائل التي يتعلمها الأصدقاء من تلك الذكرى العزيزة على الجميع؟

تحدثنا د. سهير عثمان، أستاذة الصحافة ووكيلة كلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة قائلة: الاحتفال بحدث عظيم وهو نصر أكتوبر المجيد وتسليط الضوء عليه له أهمية كبرى في تكريس مفهوم الانتماء لدى الشباب ولذلك على الإعلام دور كبير في تقديم ذلك النصر للأجيال الجديدة بشكل مبسط وعميق في نفس الوقت حتى يدركوا أهميته بشكل شامل بعيدا عن تقليصه في مجرد عبور قناة السويس ورفع العلم على سيناء كما يجب مواجهة الكثير من القنوات المغرضة التي تحاول التقليل من قيمة ذلك الحدث وتقديم معلومات مغايرة للواقع.

وتضيف: يحمل الاهتمام بهذا النصر رسالة غير مباشرة للشباب ودرس في القدرة على التحمل والإصرار الذي مكننا من عبور الهزيمة إلى النصر وتلك الروح على الأجيال القادمة استلهامها دائما حتى يحققوا التقدم والازدهار.

الأبطال 

يؤكد كلامها د. رأفت الخولي، استشاري الأمراض النفسية والعصبية بوزارة الصحة قائلا: يجب أولا الحديث عن انتصار أكتوبر طوال الوقت وليس في فترة ذكراه فقط حتى يتعرف الشباب على التضحيات التي قام بها أبطال مصر ويتعرفون على المفاهيم والمعلومات الصحيحة بعيدا عن الكثير من المغالطات وإعطاء صورة حقيقية عن ذلك الحدث العظيم الذي غير تاريخ المنطقة كاملة كما أدى إلى تغيير نظرة العالم إلى مصر والأمة العربية جمعاء بعد ما قمنا به من ملحمة عسكرية وطنية وهذا هو دور الإعلام في تقديم مادة جاذبة للجيل الحالي تتفق مع ذوقه وتفضيلاته كذلك تلعب المؤسسات الدينية والتعليمية دورا كبيرا في هذا المجال وهو ما سيكون له تأثيره الإيجابي في بناء شخصية الشاب المصري ويجعله أكثر وعيا بتاريخ بلاده وحاضره ومستقبله ويزداد ارتباطه بتراب وطنه الذي روي بدم الشهداء.

ويثمن الخولي مما يتم القيام به من تسمية بعض المحاور والأنفاق والكبارى على أسماء أبطالنا في حرب 73 حتى تتعرف الأجيال الحالية على أبطالهم الحقيقيين ويتخذونهم قدوة في التضحية والفداء من أجل غد أفضل للبلاد.

الصبر والانتماء 

يقول د. حسن شحاتة، أستاذ التربية بجامعة عين شمس: لابد أن يقرأ الشباب تاريخ بلادهم بشكل عام فمعرفتهم بالأحداث التاريخية المهمة ستجعل الشباب يزداد لديهم الشعور بالانتماء والولاء لمصرنا الحبية هذا بشكل عام، أما بالنسبة لنصر أكتوبر فله أهمية خاصة جدا فهو يعد علامة فارقة بين الهزيمة المتمثلة في حرب يونيو 1967 والانتصار المجيد في أكتوبر 1973، وعلى ذلك فهو يبعث للشباب عبر الأجيال المختلفة رسالة أمل في المستقبل ويرسم لهم طريقا لغد أفضل قائم على ضرورة العمل والبناء حتى نحقق ما نتمناه.

ويحث د. شحاتة الشباب على ضرورة استلهام روح أكتوبر في الصبر والعزيمة والمثابرة وأن تكون إرادتهم من فولاذ حتى يستطيعوا قهر أي صعاب وتحويل أي إخفاق لنجاح مع التمسك بالقيم الوطنية الأصيلة من تضحية وفداء.