سماح موسى

القضاء على الأمراض السارية والاهتمام بصحة المواطنين باختلاف أعمارهم وفئاتهم كان ضمن أولويات القيادة السياسية والجمهورية الجديدة التى رفعت شعار "بناء البشر أهم من بناء الحجر"، حيث أطلقت العديد من المبادرات الصحية التى استهدفت المرأة والطفل وكذا المواطن بشكل عام، لتشكل هذه المبادرات والحملات قبلة حياة للمصريين خاصة محدودى الدخل الذين كانوا ينتظرون شهورا وسنوات ضمن قائمة الانتظار لتلقى العلاج على نفقة الدولة.

في البداية تقول مديحة أحمد، من إحدى قرى محافظة الدقهلية: اكتشفت إصابتى بسرطان الرئة من خلال الكشف في المستشفى العام التابعة لقريتي وأبلغني الطبيب أنه لولا اكتشاف المرض مبكرا لكان قد انتشر في جميع الجسم، فقمت بعمل قرار على نفقة الدولة بإجراء جراحة استئصال فص من الرئة، بعدها حصلت على الموافقة لتلقى العلاج الكيماوي ثم الاشعاعي والحمد لله تم شفائي تماما. 

أما محمد عبدالفتاح، من محافظة الغربية فيقول: أصبت بورم في المعدة والذى أصيب به والدي من قبل لكنه لم يتلقى العلاج بسبب بطء الإجراءات، ولأننا أسرة محدودة الدخل ولا نمتلك مالا للعلاج علمت أن مصيرى سينتهى كوالدى، لكننى اكتشفت أن جاري المريض بورم في المخ يتم علاجه على نفقة الدولة وأنه حصل على قرار العلاج المجانى بسرعة، فتوجهت سريعا إلى المستشفى الحكومي التابع لها وأجريت جراحة لي، الآن أتلقى جلسات كيماوي في نفس المستشفي دون أية أعباء مادية.   

الاكتشاف المبكر للمرض

يعلق د. أحمد عبدالحكيم الشرقاوي، مدير مستشفى ميت غمر العام على المبادرات الصحية التي أطلقتها الدولة قائلا: ساهمت هذه المبادرات فى إنهاء قوائم الانتظار خاصة الجراحات والتي استهدفت تخصصات طبية حرجة تشمل القلب المفتوح والقسطرة القلبية وزراعة الكلي والكبد والقوقعة والقرنية، وإزالة المياة البيضاء وجراحة الأورام والمخ والأعصاب، وهو ما خفف المعاناة عن المرضى وأتاح لهم الحصول على خدمة طبية بجودة عالية دون تحمل أى أعباء مالية، كما دعمت هذه المبادات الأسرة حيث ساعدت على الاكتشاف المبكر لأمراض كثيرة ما ساعد على سرعة علاجها.

وكشف مدير مستشفى ميت غمر العام عن عدد الجراحات التى أجرتها المستشفى بقرارات علاج على نفقة الدولة قائلا: قمنا بإجراء 496 حالة قسطرة قلبية بجانب الحالات الأخرى بدعم من وزارة الصحة التى حرصت على توفير المستلزمات الطبية اللازمة.

أما د. أشرف غريب، أستاذ الجراحة العامة بكلية الطب بجامعة الزقازيق فيقول: من بين المبادرات الصحية التى أطلقتها الدولة "حملة 100 مليون صحة" والتى جابت مختلف محافظات الجمهورية وساهمت فى الكشف المبكر عن الأمراض السارية وقدمت العلاج بالمجان، كما ساعدت هذه المبادرة ملايين المواطنين فى اكتشاف إصابتهم بأمراض سارية كالسكر والضغط والتهاب الكبد الوبائي، بالإضافة إلى مبادرة القضاء على قوائم الانتظار، حيث كان المريض ينتظر عدة أشهر لإجراء العمليات الجراحية المتعددة منها جراحات الأورام والمناظير والعظام والعيون، أما الآن فأصبح المريض يدخل المستشفي دون واسطة ويتم اتخاذ كافة الإجراءات والتحضيرات له واتخاذ الإجراءات اللازمة له خلال أيام معدودة.

ويتابع: من بين المبادرات الصحية التى استفادت منها المرأة "الكشف المبكر عن أورام الثدي" والتى أطلقتها وزارة الصحة بعد زيادة معدلات الإصابة به في الآونة الأخيرة، وقد قدمت هذه المبارة خدمات الفحص الإكلينكي والإشاعات اللازمة للتشخيص مثل الأشعة التلفزيونية والماموجرام للسيدات فوق الأربعين، فضلا عن توعية النساء بكيفية الفحص الشخصى بالمنازل، وبجانب سرطان الثدى كانت هناك مبادرة الكشف المبكر عن أورام القولون والمستقيم حيث أجرت هذه المبادرة مناظير مجانية على القولون للمصابين بأعراض تزيد من احتمالية إصابتهم بالمرض.

مناشدة إنسانية

تشيد د. نهى تهامي، استشاري علاج الأورام بمستشفى الإسماعيلية التعليمي وعيادات القوات المسلحة للإشعاع بمبادرة علاج أورام الثدي، مؤكدة أنها ساهمت فى الحد من أعداد الإصابة به والتى سجلت مؤشرات مرتفعة فى السنوات الأخيرة، ورفعت الوعى لدى النساء بضروة الفحص الذاتى بالمنازل.

وكشفت د. نهى عن بعض المشكلات التى تواجهها فى مجال علاج الأورام خاصة فى الأقاليم وفى مقدمتها تأخر صدور قرارات العلاج على نفقة الدولة والتى لا يتمكن المريض من إجراء الجراحة أو تلقى العلاج الكميائى أو الإشعاعى إلا بعد حصوله على الموافقة من المجالس الطبية التابعة لوزراة الصحة.

وتناشد استشارى علاج الأورام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوجيه الوزارة بسرعة إصدار القرارت وتوفير العلاج بكافة أنواعه داخل المستشفيات الحكومية، لافتة إلى أنه عادة ما توفر المستشفيات الحكومية نوعا من العلاج بينما يتحمل المريض مسئولية توفير النوع الآخر الأمر الذى يعجز عنه الكثيرون.