كتبت هايدى زكى
"اخترت أن أشرف اسمك يا أبى واخترت أن أجعلك يا أمي من نساء أهل الجنة واخترت أن أكون شفيعا بشاهدتى لكم" هذه بعض من كلمات ووصية أحد شهداء سيناء الغالية قبل ساعات من استشهاده، والتى تؤكد أن كل شهيد أم عظيمة، يضرب بها المثل ويمثلن قدوة لبناتنا فى تربية أبنائهن، ولأولادنا فى القناعة والرضى بقضاء الله.
وعلى مر السنين ستبقى ويبقى شهداؤنا فى قلوبنا ودعواتنا وسيذكرهم التاريخ، وفى ذكرى تحرير أرض سيناء الغالية حاولنا توصيل بعض من قصص وحكايات أمهات الشهداء من الجيش والشرطة وسماع بعض رسائلهم لدعم الوطن.
" يا بني رحلت عنك وقد لا تذكرنى ولا تعرفنى ستمضى بك السنوات وقد تغفل ملامحى وملامح صوتى لكننى معك وسيظل اسمى مرافقا لك وسيزيدك شرفا وعزة فأنت ابن شهيد الوطن" هذه كلمات تنقلها الحاجة فاطمة عن ولدها الشهيد البطل الرائد سعيد حمدي سعيد، الذى لقب بــ"أسد سيناء" لشجاعته وبسالته في الدفاع عن وطنه، والذى كان دائم التفكير في الشهادة لدرجة أنه كتب هذه الكلمات فى وصية خلفها لولده بخط يده قبل استشهاده.
أما السيدة فاطمة فتتقدم بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى وجنود مصر البواسل الذين لم يتوانوا عن الثأر للشهداء والدفاع عن حقوقهم وكل الدعوات للرئيس قائلة: نعلنها كل شعب مصر أن سيناء غالية ونرفض التهجير ونقف خلف رئيسنا وندعمه لآخر قطرة من دمائنا وأولادنا، ونؤكد أننا على قدر المسئولية، وباسم كل أمهات شهداء مصر لدينا الاستعداد التام للدفاع عن أرضنا سيناء وكنا ومازلنا ندافع ونربى أولادنا وأحفادنا على حب الوطن والدفاع عنه.
وتقول السيدة سلوى بديع، والدة الشهيد الرائد أحمد خالد النجار: الفراق صعب لكن المكانة التى اختارها الله لنا ولأولادنا عظيمة، فالصبر بقضاء الله هو سبيلنا الوحيد والدعاء لمصر ولجنودنا كل ما نملكه.
وتتابع: ابنى الشهيد أحمد كان أخ للجميع وقريب لقلوب العساكر حتى لقبوه بـ"أخو العساكر" لحسن خلقه ومعاملته الطيبة معهم، فكان ضحوك بشوش الوجه، وحينما ذهب إلى الخدمة في أرض سيناء ظل التكفيريين يرقبونه وبشدة متسائلين "مين الظابط اللي ما بينمش ده وواقف صامد على طول وواخد باله من كل حاجه" حتى ظلوا يتربصون به لمدة أكثر من شهر لكي يغتالوه ونال الشهادة بسبب حبه لمصر، وفى ذكرى تحرير سيناء أقدم التحية لكل أم شهيد وأقول لها: كل سنة وابنك فى الجنة: شكرا لكل أم ضحت بابنها وبعمرها وحياتها من أجل مصر وخاصة سيناء الغالية، وأدعو للرئيس دائما فالله فى عونه، لديه الكثير من المسئوليات الداخلية والخارجية فهو حقا جدير بالمسلية.
تقول السيدة ليلى عبدالعاطي محمد، والدة الشهيد عريف مجند محمود سامى أبو العلا، شهيد الشيخ زويد: لن نسكت أو نتراجع فى حب مصر، ضحينا بأولادنا وسنظل نضحى ولن نتوقف نحن المصريين، فنحن نحب تراب بلادنا، تربينا وكبرنا على ذلك، وأحيانا كثيرة يسألني بعض الناس؛ ما هذا كل الصبر والقناعة التى أتمتع بها؟ فأنا حقا أشعر برضى وصبر كبير من الله موقنا بأنه مفتاح الرضى.
وتضيف: ربيت ابنى على حب بلدى، وقد كان على علم بشهادته ودائم الحديث معى عنها ويقول لى "أنني شهيد" وقد نالها، وأدعو الله أن يحصيه الله مع الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحفاظ على أمن واستقرار مصر وأهلها.
شهداء الشرطة
توجه السيدة نجاة حسن، والدة الشهيد النقيب وليد عصام رسالة لأعداء الوطن قائلة: كل شبر فى مصر غالى على أبناء مصر خاصه سيناء، وسنكون على أتم استعداد لمواجهتكم وإحباط مخططاتكم، ذكرت سيناء فى القرآن وكلم ربنا سبحانه وتعالى فيها سيدنا موسى، كما أن كل حبة من رمال سيناء مروية بدماء الشهداء وهى أطهر قطعة أرض بعد مكة والمدينة، فهى أرض الخير والطيبة، ومن يدخلها يشعر بالأمن والأمان، وأنا كأي أم شهيد يؤلمنى قلبى على فراق ابنى الغالى وأشتاق له كثيرا ولكن عزائى أن الله اختاره لجواره وهو بانتظارى على باب الجنة ليأخذ بيدى بإذن الله تعالى.
وبقلب راض وابتسامة حزينة تقول السيدة إكرام حمدى، والدة الشهيد الرائد هشام شتا، شهيد مذبحة كرداسة: ابني قدم نفسه وضحى بنفسه من أجل مصر وأنا فخورة به وراضية بقضاء الله أنه اختارنى أما للشهيد، واختاره أن يكون من أهل الجنة، حصدت ما زرعته فى ابنى من حب الوطن والعطاء والرحمة وقبل ذلك حب دينه وقد نال هذا الرجل الشهم لقاء ربه إلى جوار النبيين والشهداء، وأقول لكل أم شهيد لقد منحنا أبناؤنا تاج "أم الشهيد" ولنا الفخر بذلك وسنظل جميعا ندافع عن تراب مصر ولن نتأخر فى بذل أرواحنا وأبناء فداء لها، وسيناء - أرض الفيروز - غالية على كل مصرى لأنها ارتوت بدماء شهداءنا الأبرار.
وتقول وفاء السيد، أم الشهيد الرائد مصطفى يسرى عميرة، شهيد الشرطة فى اعتصام رابعة" "ابنى عاش رجلا ومات شهيدا، تمنى أن ينال الشهادة، وكان دائما يحدثنى عن منزلة ومكانة الشهيد عند الله، وما يناله جزاء ما قدم في الحياة الدنيا"، وأقول لكل أم وزوجة وأسرة فقدت شهيدا: إنهم أحياء عند ربهم، فلنحتسب كل من اختاره الله شهداء من أجل مصر الحبيبة أمننا ووطننا في عيدك يا سينا، وأقدم الشكر للرئيس وجنود مصر البواسل الذين لم يتوانوا عن الثأر للشهداء وتحقيق الأهداف التى من أجلها ضحوا بأرواحهم.
ساحة النقاش