هدى إسماعيل
من إعادة تدوير بقايا الأطعمة وتحويلها إلى أطباق شهية، إلى ابتكار وصفات بسيطة توفر المال والجهد، مرورًا بصناعة نسخ منزلية من أشهر أكلات الشارع ولكن بمكونات طازجة وصحية، يبرز دور الإبداع المنزلي في تحقيق التوازن بين التوفير والجودة، في السطور التالية سنتعرف على أبرز الحلول الإبداعية التي قدمتها السيدات...
في البداية تقول المهندسة إيمان:"أصنع من الخبز اليابس كروكيت بالبطاطس أو حلويات مثل البودنج، وأحول الأرز المتبقي إلى "أرز بخلطة" بإضافة خضراوات وبهارات، أو أضيفه إلى شوربة العدس، بالإضافة إلى تجميد المرق الزائد في مكعبات ثلج لاستخدامه لاحقًا في الطهي.
أما سهام سعيد فتقول: في اليوم الذي أعد فيه طعام الدجاج أجد فائضا فأقوم بفرمه وأخلطه مع الصلصة والجبن لعمل ساندويتشات للمدرسة، أو أستخدمه في حشو الفطائر.
وتتعامل نادية عصام مع الفواكه بطريقة مختلفة وتقول: الفواكه الذابلة أطهيها على النار مع قليل من السكر لعمل مربى أو كومبوت، والخضراوات الذابلة أستخدمها في إعداد شوربة أو سموزي.
أما عن بدائل الأطعمة الجاهزة فتقول هناء" بدلا من شراء الفلافل الجاهزة أصنعها في المنزل بكميات كبيرة وأحفظها مجمدة، كما أستبدل البطاطس المقلية بأخرى مشوية في الفرن مع زيت زيتون وقليل من الملح.
أما جيل الشباب فيعبر عنهم محمود، طالب جامعي قائلا: بالطبع طعام المنزل أفضل لكن للأسف لا أملك الوقت لكي أصنعه لأني مغترب، لكن عندما أعود إلى منزلى تعد لى أمي ما لذ وطاب حتى البيرجر تقوم بصناعته في المنزل وتجمده وعندما أعود إلى سكن الاغتراب استخدم كل طعام أمي فهي متميزة فى كل الأكلات.
ضرورة اقتصادية
تقول نهال محمد، أستاذ التغذية بكلية علوم جامعة حلوان: من الضروري أن تحرص جميع الأمهات على صناعة وجبات المطاعم داخل المنزل حيث إنها ستكون مطمئنة للمواد المستخدمة في صناعة تلك الأطعمة، فما يجعل الأطفال والأبناء وأيضا الكبار يفضلون طعام الشارع عن طعام المنزل هو أن الطعام الخارجي له مذاق مختلف بسبب كثرة الإضافات من مواد حافظة ومكسبات طعم، وفي بعض الأحيان تتغير نكهة الأكل فلا تستطيع التعرف على نوعيته من كثر الإضافات الموضوعة عليه هل هي لحوم أو دواجن فكثرة البهارات والتوابل غيرت نكهة الأطعمة، كما أن كل هذه الإضافات لها تأثير سيئ على الصحة خاصة أنها مركبات كيميائية منها المصرح به ومنها غير المصرح به، وما يجعل الأطفال والكبار أيضا يقبلون على الأطعمة "التيك أواي" هي كثرة الدهون بها حيث إن كثرتها يزيد من حاسة التذوق بالأطعمة ويعزز من الطعم والنكهة.
وتتابع: يجب أن تكون الأم أو رب المنزل على وعي كاف لكي تجذب الأبناء لتناول طعام المنزل عن طريق "العين" لأن العين تأكل قبل الفم وهذا ما يجذب الأبناء لطعام الخارج الألوان والتزيين، لذا على ربة الأسرة الاهتمام بالألوان في الأطعمة والتنويع في طريقة التقديم، ويجب أن يشارك الأبناء إعداد هذه الأطعمة فهذا أسلوب يترك انطباعا جيدا لدى الطفل خاصة إذا تولد لديه شعور داخلي بأنه قد قام بإنجاز كبير.
وعن تدوير الطعام تقول د. نهال: تدوير الطعام ضرورة اقتصادية حيث تتكدس لدينا بقايا الأطعمة في الثلاجة وبدرجة كبيرة بعد العزومات الأمر الذي يضطر ربة المنزل في بعض الأحيان إلى التخلص منها وإلقائها في القمامة، حيث يمكن إعداد الصلصة بالمنزل ووضعها في عبوات محكمة الإغلاق وتخزينها في الفريزر حسب الحاجة، كما يمكن إعداد خبر التوست من بقايا الخبز الزائدة عن حاجة الأسرة، كذلك يمكن استخدام بقايا الأرز كأرز بالخلطة أو عمل المحاشى والكشرى.
ترشيد الاستهلاك
ترى د. سناء النجار، أستاذ بقسم إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بكلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان أن الاستفادة من بقايا الطعام وتحضير بدائل منزلية لا يوفر المال فحسب بل يحمي العائلة من مخاطر الأطعمة الجاهزة، خاصة بعد أن أصبحت المواد الحافظة منتشرة في أغلب المصنعات، فترشيد استهلاك الغذاء يعنى توفير الغذاء لأفراد الأسرة بما يتفق مع احتياجاتهم العقلية والجسدية على أن يكون الإنفاق على الغذاء مناسباً لإمكانيات الأسرة ومواردها واتخاذ القرارات الرشيدة فيما يتعلق باختيار الأغذية وتحديد كمياتها وكيفية إعدادها وتناولها وحفظها وذلك بعدة طرق أهمها تدوين احتياجات الأسرة الشهرية من الأغذية المختلفة على أن تكون وجبات الأسرة متوازنة ومحتوية على كافة العناصر الغذائية الموصي بها، وتحديد البدائل التي يمكن الاستعانة بها في حالة عدم توفر السلع الأصلية، وكذا الوجبات المفضلة لأفراد الأسرة، مع ضرورة تعويد الأطفال منذ الصغر على تنازل جميع أنواع الطعام.
وتنصح د. سناء باتباع بعض الخطوات عند الشراء الأطعمة منها؛ شراء الأغذية بكميات تكفي لمدة أسبوع أو أسبوعين على حسب نوع الغذاء وإمكانية الحفظ، وكتابة قائمة بالمشتريات قبل الذهاب للشراء، ومقارنة أسعار العبوات المختلفة من الأغذية على أساس الوحدة وشراء العبوات الكبيرة للأسر ذات الحجم الكبير والعكس صحيح، مع ضرورة التأكد من تاريخ الإنتاج ومدة الصلاحية، واتباع أسلوب الحفظ والتخزين السليم للسلع الغذائية بعد شرائها.
أما عن مرحلة الإعداد والطهي فتقول النجار: على ربة المنزل إعداد الكميات التي تناسب عدد أفراد الأسرة حتى لا يكون هناك فائض يمكن أن يفسد، وإذا أردت أن يكون هناك فائض فعليها أن تقوم بتخزينه حفاظا على القيمة الغذائية، وأن يكون التخزين في أكياس مخصصة لذلك والتأكد من خلوها من الهواء، وترك مساحات مناسبة بين الأطعمة داخل الثلاجة، مع الانتباه دائما لكل الأطعمة ومراجعة وجودها داخل الثلاجة للتخلص من التالف أولا بأول، وعند تسخين الطعام يجب القيام بذلك بطريقة صحيحة عن طريق التحكم في درجات الحرارة المناسبة لكل نوع غذاء واستخدام التقنيات الصحيحة في التسخين سواء باستخدام الميكروويف أو التسخين المباشر على اللهب.
ساحة النقاش