أماني ربيع

تمثل ميزانية الملابس عبئًا شهريًا متكرراً على كثير من الأسر خاصة في ظل قلة الموارد المالية وكثرة المواسم من أعياد ومناسبات، وكذلك التغير السريع في الموضة، ولتجاوز هذا العبء من الضروري اتباع إستراتيجيات ذكية للتحكم في هذه النفقات دون التأثير على رفاهية واحتياجات الأسرة.

"حواء" تقدم تجارب مجموعة من السيدات مع الأفكار الموفرة في ميزانية الملابس، كما تستعين بآراء الخبراء لتقديم أفكار للتحكم في ميزانية الملابس، واتباع بعض الخطوات البسيطة والتفكير الإبداعي الذي يُمكّن الأسرة من توفير مبلغًا معقولا سنويًا دون التأثير على أناقة أو راحة أفرادها.

لاحظت هبة، 32 سنة، أم لطفلين أن ميزانية الملابس تستهلك جزءًا كبيرًا من دخل الأسرة خاصة في مواسم المدارس والأعياد، فقررت أن تكف عن الشراء من العلامات التجارية باهظة الثمن وتوجهت للشراء من الأسواق المحلية والشعبية مثل وكالة البلح والعتبة، حيث تجد ملابس بجودة مقبولة وأسعار أقل بكثير.

وتضيف هبة: الشراء خارج الموسم أيضا يساعد في التوفير، حيث أشتري ملابس الشتاء في نهاية الموسم حيث تنخفض الأسعار أحيانا بنسبة 50% أو أكثر، ولم تنس هبة إعادة تدوير الملابس حيث تقوم بتحويل القمصان القديمة إلى بيجامات للأطفال.

كانت دعاء عبد الخالق، 35 سنة، ربة منزل تجد صعوبة في تلبية احتياجات أطفالها الثلاثة مع دخل محدود، لكنها حاولت بذكاء تجاوز الأزمة عن طريق الاحتفاظ بملابس الابن الأكبر بحالة جيدة ليستخدمها الأصغر لاحقًا، كما تقوم بتبادل الملابس مع قريباتها وأصدقائها، حيث يتبادلن الملابس التي لا تزال في حالة جيدة ولكنها صغرت على أبنائهن.

وتقول دعاء: ساعدني ذلك نسبيا في التوفير في بند الملابس، كما أنني عند شراء ملابس جديدة أركز على شراء القطع الأساسية فقط، وكذلك شراء قطع يمكن تنسيقها بأكثر من طريقة بدلاً من شراء ملابس كثيرة وإنفاق الكثير من المال.

تعلم الخياطة في المنزل

لدى نجلاء السيد، 28 سنة، موظفة، ميزانية محدودة لذا تحرص على تعليم أطفالها قيمة المال، وجعلت من التوفير تحديًا عائليًا، فكل طفل يختار قطعة واحدة فقط عند التسوق، وتقوم بالشراء من متاجر "الأوتليت" ومخازن المصانع أو المتاجر التي تبيع الملابس بخصومات جيدة.

وتقول نجلاء: تعلمت خياطة بعض الملابس في المنزل، أشتري القماش بنفسي وأقوم بتفصيل الموديل الذي يعجبني أو يعجب أبنائي، كما ساعدني تعلم أساسيات الخياطة في إصلاح الملابس بدل التخلص منها.

رغبة سمر عبده، 37 سنة في التوفير موجودة، لكنها كانت تحرص على ألا يؤثر ذلك على مظهر أبنائها في المدرسة أو المناسبات، لذا قررت اللجوء لاستخدام تطبيقات العروض والخصومات، حيث تتابع العروض على الإنترنت وتستخدم كوبونات الشراء.

وتقول: أحيانا أشترى الملابس المستعملة (البالة) لكنني أختار القطع النظيفة وذات الجودة العالية، كما أعمل على تنظيم دولاب الملابس بشكل دوري، وأفرز الملابس كل موسم لأعرف ما أحتاجه فعلا قبل التسوق.

شراء ذكي وإعادة تدوير

ترى هبة عبده، خبيرة الاقتصاد المنزلي أن التوفير في الملابس لا يعني الحرمان، بل الشراء الذكي والاستفادة القصوى من كل قطعة، وعلى كل أم وربة منزل أن تخطط مسبقا للشراء، وتحدد احتياجات كل فرد من الملابس في بداية كل موسم، على أن تحدد الميزانية حسب احتياجات الفرد الفعلية وليس رغباته، مع وضع قائمة أولويات تميز بين الضروري والكماليات.

وتضيف: هناك أيضا أسلوب الشراء الذكي عبر استغلال الخصومات الموسمية خاصة نهاية الموسم، لشراء الملابس بأسعار أقل، والشراء بالجملة لبعض القطع الأساسية مثل التيشيرتات والجوارب، حيث يكون السعر أقل، وكذلك اختيار ملابس متعددة الاستخدامات مثل القطع الأساسية التي يمكن تنسيقها بأشكال مختلفة.

ولفتت خبيرة الاقتصاد المنزلي إلى التدوير وإعادة الاستخدام عن طريق تدوير الملابس بين الإخوة خاصة إن كانوا متقاربين في العمر، إعادة تدوير الملابس القديمة بتعديلات بسيطة مثل تحويل بنطلون جينز قديم إلى شورت، أو إضافة إكسسوارات لقطعة قديمة، وكذلك استخدام الملابس القديمة كملابس للنوم أو تنظيف المنزل.

غرس قيم التوفير في الأطفال

تقول د. أروى يوسف، أستاذ الاقتصاد المنزلي: يجب أن يكون التوفير شأنا عائليا وليس مجرد أسلوب تتبعه ربة المنزل وحدها، ويجب تعليم الأبناء تلك الثقافة عبر تشجيعهم على الحفاظ على ملابسهم ليدوم استخدامها لفترات أطول، وتعليمهم أهمية جودة القطعة وليس اسم الماركة، ومكافأتهم عند التعاون في إعادة استخدام أو تدوير الملابس.

وتضيف: يمكن التوجه للشراء من مصادر بديلة مثل الأسواق الشعبية أو البازارات التي تبيع ملابس جيدة بأسعار أقل، وكذلك الشراء من محلات الملابس المستعملة التي أصبحت أكثر قبولا في المجتمع مؤخرا، أو الشراء "أونلاين" من مواقع توفر عروضا مستمرة مع مقارنة الأسعار بين أكثر من موقع.

وتلفت يوسف النظر إلى أهمية اتباع مبدأ الجودة فوق الكمية، فقطعة واحدة جيدة تدوم طويلاً أفضل من 3 قطع رخيصة ستضطر لاستبدالها، وخصوصا المعاطف الشتوية والأحذية، وأن يكون الإصلاح هو الخيار الأول قبل الاستبدال عند تلف قطعة محببة أو أساسية، وكذلك الاستئجار للمناسبات الخاصة بدلاً من شراء فستان أو بدلة سهرة باهظة الثمن قد ترتدينها مرة واحدة، وهذه الطرق بالإضافة إلى التوفير فهي صديقة للبيئة وتقلل الاستهلاك، وتغرس في الأطفال قيم التوفير وعدم الاستهلاك المفرط.

المصدر: أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 24 مشاهدة
نشرت فى 24 يونيو 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,061,298

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز