هايدى زكى

بعد يوم عمل طويل ومرهق عدت إلى منزلى لأجد نجلى الأكبر منشغلا بهاتفه الذكى وحساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعى التي جعلته لا يشعر بعودتى، عندها تساءلت ماذا تغير فى عاداتنا، فقد كنا ننتظر عودة أبى من عمله حتى نتعلق به ونجلس بجواره، وهل خلقت تلك المواقع واقعا مناظرا للذى نعيشه؟ وما المخاطر النفسية والأمنية التى تهدد أبناءنا عبر تلك المواقع؟ والأهم كيف نحمى فلذات أكبادنا من الغزو الفكرى والثقافى الذى يتعرضون له باستخدامهم وسائل التكنولوجيا الحديثة؟

 

البداية مع نهال مصطفى، ربة منزل وأم لثلاثة أولاد وتقول: من الصعب الآن منع الأولاد من استخدام شبكات التواصل خاصة إن كانوا فى مراحل دراسية متقدمة لأنها أصبحت وسيلة تعليمية، ولكن كل ما نقوم به كآباء وأمهات هو ترشيد الاستخدام على قدر الإمكان وتخصيص أوقات محددة للبحث والدراسة واللعب.

ولحماية ابنها من التعرض للمواقع غير الأخلاقية استعانت همت الحسينى، مهندسة كهرباء بالبرامج الخاصه بحجب المواقع غير الأخلاقية، وحددت المواقع التى يمكن أن يستخدمها ابنها فى هاتفه، وتذكر أنه يوجد فى الإعدادات الخاصة بكل موبايل بعض الإرشادات التى تساهم فى تقيد البحث وتحديد المواقع الضارة وإلغائها.

ويقول إسماعيل عشماوى: ليس من العيب مراقبة أولادنا والهواتف الخاصة بهم فهذا لا يكون إلا بدافع الحماية والخوف عليهم، لكن للأسف أولادنا بسبب صغر سنهم لا يدركون ذلك ويعتبرونه فى بعض الأحيان تدخلا فى حياتهم، لذا قمت بتحميل برامج مراقبة على أجهزة أولادى لأتمكن من متابعة كل ما يقوم به أبنائى ومعرفة المواقع التى يقومون بزيارتها والفيديوهات التى يشاهدونها.

توعية أولادنا بالخطر

تعلق د. سوسن فايد، أستاذة علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث على كيفية حماية أبنائنا من مخاطر السوشيال ميديا وتقول: يمكن أن تتعرض شخصية الأطفال للخطر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يمكن لأصحاب السوء استغلال براءتهم وتشجعيهم على مشاهدة بعض المواقع غير الأخلاقية والمنافة للآداب العامة بدافع حب الفضول والاستطلاع خاصة فى مرحلة الشباب وتحريضهم على القيام بأفعال غير لائقة أو خطيرة، كما يجب توجيههم إلى استخدام الشبكة العنكبوتية بشكل آمن على أن يكون ذلك بطريقة تتناسب معهم ولا تتسبب فى رفضهم النصح والتوجيه، مع أهمية تعليمهم كيفية الحفاظ على خصوصيتهم وعدم مشاركة معلومات خاصة عبر حساباتهم الشخصية حتى لا يتعرضوا لمخاطر من قبيل الابتزاز الإلكترونى.

وتضيف: يتعرض أبناؤنا للخطر نتيجة مشاهدتهم برامج ومواقع لا تتناسب مع مراحلهم العمرية وقداراتهم العقلية، وأحيانا كثيرة يصاب الأطفال بالكثير من الأمراض النفسية نتيجة كثرة التعرض لهذه المواقع فى مقدمتها فقدان الثقة بالنفس والعزلة الاجتماعية والميل إلى العنف.

الحوار وسيلة للحماية 

تقول د. نورا رشدى، أستاذة الأسرة والطفولة بمعهد الخدمة الاجتماعية: غرس الأخلاق والقيم فى أولادنا منذ الصغر وتعليمهم الصواب من الخطأ وتعويدهم المناقشة والحوار هما أساس التربية السليمة وحمايتهم من المخاطر التى قد يتعرضون لها مستقبليا، من هنا يأتي دور كل من الأسرة والمدرسة فى توعية أبنائنا بكافة الأمور الحياتية التى قد تؤثر فى تكوين شخصياتهم، فدور الوالدين كبير فى تكوين وتشكيل عقلية وشخصية الأولاد، مع ضرورة مراعاة أن لكل مرحلة عمرية طريقة وأسلوب فى النصح والإرشاد، فما يحدث مع الابن الأصغر لا يصلح مع الأكبر، وكل شخصية أيضا لها مفاتيح يمكن الاستعانة بها لإعطاء النصيحة بعيدا عن العنف الذى يميل له كثير من الآباء فى تعليم أولادهم، وهذا خطأ كبير لأنه من الممكن عدم فعل الخطا أمام الأهل وفعله دون علمهم نتيجة الخوف منهم، لذا يجب تعليم الأبناء بالحب وتعزيز ثقافة الحوار والثقة بين الأهل والأولاد لتجنب المخاطر الناتجة عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

مراقبة وتحديد المواقع

يقول اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية السابق لأمن المعلومات: لا يجب أن نتعامل مع مواقع التواصل وتطبيقات الفيديو والمواقع الضارة بتهاون، فأحيانا عن طريقها يتم تجنيد الشباب والمراهقين في المواقع غير الأخلاقية واستخدامهم كوسيلة لزيادة نسب المشاهدات، وبث الأفكار المغلوطة فى عقولهم، بالإضافة إلى استغلالهم جنسيا وابتزازهم وتعريضهم للتنمر والتحرش، وهنا نتساءل عن دور الأسرة التي أصبح من المعتاد فيها الآن أن يمتلك كل فرد حتى الأطفال هاتفا ذكيا مرتبطا بالإنترنت، ونتركه معه بلا رقيب، لنفاجأ بعد ذلك بأن أطفالنا وشبابنا يتخلون عن حرماتهم الشخصية لحصد الإعجاب والمتابعين، ويمكن أن نترك الهواتف معهم لكن أن يكون الدخول للشبكة محدود، فمثلا الأطفال لا يشاهدون إلا المحتوى المخصص للأطفال، والمراهقين يتم حجب المواقع الإباحية وغيرها عنهم وعلينا مراقبة ألعاب أولادنا ومعرفة ماذا يشاهدون ويفعلون فيصبح الإنترنت هنا آمنا، وقبل إنشاء حسابات لهم على مواقع التواصل يجب تفعيل الخصوصية عليها لضمان حمايتهم.

المصدر: هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 83 مشاهدة
نشرت فى 4 يونيو 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,731,822

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز