عاوزة أتجوز
أبلغ من العمر 45 عاما، ومطلقة ولدي ابنتان وولد، وأعمل موظفة وأعيش فى بيتى مع أولادى بحكم كونى حضانة، ومنذ فترة توفيت زوجة أحد الزملاء وبعدها تقدم لى، وشعرت بقبول تجاهه وأولاده يحبوننى، لكن المشكلة أن كل المحيطين بى يشعروننى بالذنب لأنى أريد الزواج بالرغم من أن طليقى تزوج وأنجب، ويشعروننى أننى مخطئه وأننى سأذهب لأربى أولاد زوجى وأترك أولادى فى بداية مرحلة الشباب، وللعلم زميلى مرحب جدا بوجود أولادى معى، لكن طليقى لن يوافق ولن يأخذهم وغالبا سيجعل والدته تأتى للعيش معهم وعلاقتى بها طيبة، وقد اقترحت على زميلى أن نتزوج وأذهب لبيت أولادى ثلاثة أيام فى الأسبوع وأعيش معه ومع أولاده باقى الأيام ووافق، المشكلة نظرات أولادى وعتاب أشقائى وكأننى سأرتكب جريمة، بالرغم من أنهم جميعا لا يهتمون بنا، حتى كثير من المناسبات أقضيها مع أولادى بمفردنا كل واحد مشغول بحياته، لكن عندما فكرت فى فرصة جديدة اجتمعوا ضدى ولا أعلم كيف أتصرف، أولادى بيكبروا والعمر بيجرى وهذا الشخص فرصة حقيقية لأنه محترم وطيب وسيخلق لى ولأولادى عالما حقيقيا بدلا من عزلتنا الحالية؟
سماح
أنت فى لحظة اختيار صعبة، لكن كل المؤشرات تؤكد احتياجك لبداية حياة جديدة وحتى تكون مستقرة يجب أن تؤهلى أولادك على تقبل الواقع الجديد الذى ترين أنه أفضل لهم على المدى البعيد، وهنا أنصحك ألا تتوقفى كثيرا عند ما يقوله الآخرون لأن هؤلاء الآخرين لايشعرون بما تعانيه ولم يظهروا إلا للتنظير فى مرحلة أنت أحوج فيها للدعم، لذا فعليك الجلوس مع أولادك وشرح وجهة نظرك وإتاحة فرصة لهم للجلوس مع زميلك وتؤكدى معهم على اتفاقك معه على الإقامة معهم ثلاثة أيام وأنك باقى الأيام ستكونين متاحة لهم لكنك تريدين أن تكون هناك عائلة حقيقية بدلا من عزلتكم عن الجميع، وتحدثى مع جدتهم واعرضى على زوجك أن يأتوا معك، وإذا رفض فعليه تحمل مسئوليته تجاه أولاده، واجهى مشاكلك بقوة ولا تتراجعى عن منح نفسك فرصة حياة جديدة خوفا من كلام الناس وتدريجيا سيتفهم أولادك الأمر وسيعيشون بشكل أكثر استقرارا من الناحية النفسية حتى وأنت بعيدة عنهم بعض الأيام لأن وجودك الحالى وانعزالك عن الآخرين يضرهم أكثر مما ينفعهم.
تحكمات أمى
أمى سيدة قوية ترملت فى شبابها ولديها إمكانيات اقتصادية جيدة تظن طيلة الوقت أن قراراتها هى الأصوب، ومن يخالفها تخاصمه وتقطع عنه مساعداتها المادية، وقد لمست تحكماتها الواضحة فى حياة كل أشقائى لدرجة أن لدى أخ وأخت مطلقين بسببها، والمستقر فى حياته لا يرفض لها هو وزوجته أى طلب ليستمر الأولاد فى المدارس الخاصة، لدرجة أنهما يفتعلان المشاكل أمامها ثم تترك زوجته البيت ويخرج ليقابلها وأمى لا تعرف، فقد وجد الطريقة التى تجعله يعيش مع تحكماتها، لكن مشكلتى أننى أحبها لكن أرفض تدخلاتها تماما، لذلك حجزت شقة دون علمها لأتزوج فيها بعيدا عنها، وحاليا أفكر فى الزواج وهى تريد أن أعيش فى نفس البيت مثل أشقائى ولم أخبرها عن الشقة التى أدفع أقساطها، والمشكلة الآن أنها إذا ذهبت معى للتقدم لمن أريد الزواج منها ستتفق على أن الإقامة فى بيتنا وأنا لن أسمح بذلك، فلن أكرر أخطاء أشقائى ولا أعرف هل أخبرها وأتعرض لرفضها للذهاب معى أم أصمت ثم أفاجئها وقت التجهيز أن لدى شقة أخرى سأتزوج فيها؟
أقدر جدا مشاعرك المتضاربة بين رغبتك فى البعد عن المشاكل وإرضاء أمك، ولكن ما ستقدم عليه من ارتباط لا يخص أحدا غيرك وتجارب أشقائك خير دليل، وعليك أن تخبرها بموضوع شقتك قبل فترة من الذهاب للتقدم لمن تريد الزواج منه، ويمكن أن تخفف عليها الأمر بأنك حجزت الشقة كاستثمار ولم تخف الأمر، لكن لم تكن حسمت قرارك هل تبيعها أم تحتفظ بها وأنك تنوى الزواج فيها، وإذا غضبت وأصرت على أن تتزوج فى البيت أخبرها بأنك تريد أن تبدأ حياتك معتمد على نفسك، وأنك ستجهز شقتك فى البيت بحيث تقضى إجازة الأسبوع معها ومع عائلتك، وإذا غضبت امنحها بعض الوقت واصبر على انفعالها وانتظر وكرر حديثك معها المهم ألا تتراجع وتكرر خطأ أشقائك وثق أنها بعد فترة ستتركك تفعل ما تريد، ولكن استعد لقطع دعمها المادى وبالوقت ستنجح فى بناء أسرة مستقرة بعيدأ عن تحكمات والدتك، كذلك لا يجب أن تخفى الأمر لوقت تجهيزات الزواج فغضبها هنا قد يكون هو الأعنف وستعتقد أن عروستك وراء الأمر، فأخبرها قبل التقدم للارتباط أقل ضررا.
بكرة أحلى
الفشل فى الحياة الزوجية والوصول للحظة الطلاق يحدث شرخا نفسيا داخل طرفى العلاقة مهما حاول كلا الطرفين إخفائه كى لا يشمت فيه الآخرين والبعض يستسلم لهذا الفشل ويدخل فى دوامة من اليأس والإحباط والانعزال ولوم الذات وتخيل الفرص الضائعة، والبعض الآخر يمنح نفسه فرصة للهدوء ثم يستعيد حياته التى كانت ويختلف الأمر حسب ما إن كان الانفصال تم مع أو بدون أطفال، ولكن الشىء المشترك بين كل حالات الطلاق أن استعادة الشخص لحياته والبدء من جديد يحتاج إرادة وعزيمة قوية من الشخص نفسه، فإذا ساعد الإنسان نفسه ولم يستسلم لشعور الفشل واقتنع من داخله أن هناك أيام حلوة لم تأت بعد وأن فشله ليس نهاية العالم سيعود تدريجيا للحياة كشخص سوى وبدون الإحساس الذى يصيب المطلقات عادة أنها أقل من الأخريات، فلنتعلم أن نسند أنفسنا بأنفسنا وأن بكرة أحلى مهما فقدنا فى رحلة الحياة.
ساحة النقاش