كتبت: إيمان العمري
العامل المشترك في الأسباب التي تؤدي لانحرافات الشباب أصدقاء السوء الذين يدفعون أصحابهم لتجربة أشياء وسلوكيات قد تتسبب في دمارهم في النهاية.. فكيف يمكن أن يحمي الشاب نفسه من الوقوع في مصيدة هؤلاء الرفاق؟
البداية مع الزهراء رفعت، خبيرة التنمية البشرية التي تحدد صفات صديق السوء قائلة: هو الشخص الذي يتصف بالغيرة الشديدة المرضية من الذين يدعي أنهم أصدقاؤه ورغبته المحمومة في أن يكون مكانهم، فهو وحده من يستحق النجاح، ودائما ما يثير القلق ويحفز من حوله على العنف والحدة في التعاملات، يستدرج من حوله إلى طريق المعصية بأساليب مختلفة وغير مباشرة، ودائما ما يدعو أصحابه لتجربة أشياء خاطئة مدعيا أن هذا سيزيد من خبراتهم أو يجعلهم يقضون أوقاتا ممتعة، كما يستخدم أسلوب السخرية من مبادئ المحيطين به وإظهارهم بصورة سلبية، ويتعمد التقليل منهم أمام الآخرين حتى يجعلهم يتخلون عن مبادئهم القويمة وينساقون وراءه، ودائما ما يسعى أن يحيد أصحابه عن الطريق الصحيح بكافة الوسائل، لذلك يجب الابتعاد عن أصدقاء السوء مهما كانت نوعيتهم وأساليبهم لما لهم من تأثير نفسي سلبي، فحتى لو تمسك الشاب بطريقه الصحيح مجرد تواجده مع مثل هؤلاء الرفاق سيجعله في حالة توتر دائم، لأنهم دائما ما يركزون على نقاط ضعف الآخرين حتى يجعلونهم غير قادرين على التركيز وتحقيق النجاح وإثبات الذات.
ويرى د. رأفت الخولي، استشاري الطب النفسي سهولة أن يكتشف الفرد منا من يدله على طريق الخير ممن يتدنى به إلى طرق السوء، ويقول: من يأخذني لدور العبادة ليس كمن يستدرجني نحو أماكن مشبوهة، كذلك من يأخذ بيدي في أوقات الشدة خير ممن يتخلى عني، ومن يهون علي المصائب أفضل ممن يشمت فيً عند المصائب.
ويضيف: يجب الابتعاد تماما عن هذا الذي لا يقدر مصائبنا ولا يعترف بأننا بشر نخطئ ونصيب، ولنطرح جانبا من يدعونا لملذات الدنيا ويبتعد بنا عن طريق الهداية، ولنظل مع من يفتح قلبه لنا ليستمع بإنصات واحترام لما نعانيه، ويأخذ بأيدنا إلى طريق الخير.
دور الأسرة
يؤكد د. حسن شحاتة، أستاذ التربية بجامعة عين شمس على التأثير القوي لـ"الشلة" على الأعضاء المنتمين إليها، فالجميع يخضع لها طواعية، للغتها الخاصة وملابسها وطقوسها وعاداتها وتقاليدها، ومن هنا يتسلل رفاق السوء من المدمنين والمتطرفين والمنحرفين ويبدأ التقليد والمحاكاة والإغواء بالتجربة في ظل غياب الرقابة الأسرية.
ويقول: هناك أدوار لمؤسسات مجتمعية متعددة لمواجهة انحرافات الشباب في سن المراهق، وفى مقدمتها دور العبادة والإعلام، وقبل ذلك كله يأتي دور الأسرة في التعرف على التغيرات التي تطرأ على أولادها ومراقبة أوقات البعد عن الأسرة وتقلبات المزاج وطلب المال بكثرة، فأضلاع المثلث التي تقود إلى الإنحراف الشباب والفراغ والغني، فلابد من كسر المثلث باستمرار في عدم توفير الفراغ لدى الشباب وسهولة الحصول على المال، والأهم من ذلك القدوة من الوالدين، والتسلح بالتدين المعتدل، والمتابعة والتفتيش باستمرار عن أنواع صداقات الشباب وأن بها تكافؤ في السن والمستوى الاقتصادي والاجتماعي حتى يمكن أن تبعد الأسرة أبناءها عن رفاق السوء فهم بداية الطريق لأي انحرافات.
ساحة النقاش