هدى إسماعيل

شهدت صناديق الاقتراع في انتخابات مجلس النواب 2025 إقبالا كبيرا من السيدات اللاتي تحدين المسئوليات وعوائق المسافة، ليؤكدن مجددًا أن المرأة هي الفاعل الأهم والأكثر التزامًا في المشهد السياسي والوطني، هذا الحضور الكثيف ليس مجرد ممارسة لحق دستوري، بل هو تعبير عن قوة النصف الفاعل من المجتمع، الذي يرى في عملية التصويت أداة مباشرة لصناعة المستقبل والدفاع عن مصالح الأسرة والوطن.

من أمام إحدى لجان محافظة القاهرة التقينا الحاجة سيدة، 65 عاماً والتى قالت: جئت أصنع المستقبل، عمري 65 سنة وقلبي 20 سنة، لا يمكن أن أجلس في البيت وأترك واجبي تجاه بلدي، صوتي أمانة للي شايفاه هيخدم البلد فعلاً، الانتخابات دي مش لعبة، دي بناء بلدنا للأجيال اللي جاية.

أما حنان، في منتصف العمر (ربة منزل) من الصعيد ومقيمة في القاهرة فتقول: نزلت النهاردة انتخب لأننى متأكدة أن صوتي يفرق، اخترت اللي هيمثلني وهيتكلم عن مشاكلي، خاصة في التعليم والصحة، نزلنا عشان نقول إن المرأة هي اللي بتشجع الأسرة كلها تنزل، لو الأم نزلت، الكل بينزل وراها، أنا جاية أختار الأفضل لأولادي.

الحاجة وفاء اتفقت مع جيرانها للذهاب إلى لجنة الانتخابات كما فعلن بانتخابات الشيوخ، وتقول: فى انتخابات الشيوخ جمعت جيراني وذهبنا إلى اللجان مع بعض، واليوم جمعت جيراني، لازم نتعود نشارك ونقول رأينا، ده حقنا لازم ننزل نختار الشخص اللي لما نحتاجه نلاقيه، وفي نفس الوقت نقدم لأبنائنا نموذجا وقدوة فى المشاركة الإيجابية، ونعودهم على المشاركة.

ومن ربات المنازل وكبار السن إلى فتيات الجامعة لم يختلف الدافع الوطنى رغم اختلاف الفئة العمرية والاهتمامات، فنهال أحمد، طالبة جامعية حرصت على المشاركة خاصة وأنها لأول مرة تدلى بصوتها فى الانتخابات، وتقول: أخيرًا لينا صوت مسموع، أنا وصديقاتي قررنا نخوض تجربة التصويت لأول مرة، زمان كنا بنقول مش فارقة، لكن دلوقتي حسينا إن التصويت واجب وطني وأمل في بكره، لازم نختار ناس بتمثل رؤيتنا كشباب، خصوصًا في إتاحة فرص العمل للشباب وتوظيف التكنولوجيا فى مختلف مناحى الحياة.

أما سارة، طالبة جامعية فتقول: هذه أول مرة لي في الانتخابات، وأشعر بالحماس الشديد، نريد برلمانًا يمثلنا كشباب ويتبنى قضايا المستقبل، مثل الرقمنة ودعم مشروعات الشباب، فلو أن كل شابة نزلت، هيكون لنا تأثير ضخم على النتيجة النهائية.

وتقول فاطمة، مدرسة بالمرحلة الابتدائية: جئت إلى هنا ليس فقط لأمارس حقي، بل لأؤكد أن المرأة المصرية هي صانعة القرار الأول في بيتها ومجتمعها، اخترت نائباً أثق في قدرته على تحسين الخدمات المحلية لأولادي، وتوفير فرص عمل للشباب، صوتي أمانة للي هيخدم الناس بضمير.

وتقول المهندسة نادية: أنا هنا لأني أؤمن بأن المرأة الواعية هي قوة دافعة للتغيير التشريعي، صوتي موجه لدعم المرشحات الكفء، وللنواب الذين يضعون ملفات العدالة الاجتماعية وتمكين المرأة اقتصاديًا في صدارة أولوياته».

المشاركة السياسية للمرأة 

تعلق ريهام أحمد عبدالرحمن، استشاري نفسي وتربوي على مشاركة المرأة فى الانتخابات البرلمانية قائلة: تعد مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية سواء كان ذلك بالترشح أو المشاركة في التصويت دليل واضحا على تطور المجتمع وإدراكه لأهمية الدور القومي الذي تقوم به المرأة في المجتمع من أجل تحقيق التنمية المستدامة لضمان حياة كريمة لأبنائها في المستقبل، فالمشاركة في دعم القرار السياسي بالاختيار والمشاركة يساعد على تطور الفكر القيادي لدى المرأة ويجعلها عضوا فاعلا في المجتمع، كما يساهم في تطوير شخصيتها ويجعلها امرأة قادرة على البناء والتنمية حريصة على مستقبل وطنها.

وتضيف: المشاركة الانتخابية والتصويت ليس دور المرأة فقط بل عليها زرع المشاركة السياسية لدى الأبناء بعدة خطوات:

–  تدريب الأبناء على المشاركة وتحمل المسئولية منذ الصغر بدءا من الأعمال المنزلية البسيطة مرورا بضرورة المشاركة في اتخاذ بعض القرارات المتعلقة بالأسرة.

 - غرس حب الوطن والانتماء داخل الطفل منذ الصغر وذلك من خلال الكلام الإيجابي عن الوطن وعن أهمية المشاركة السياسية وتأثيرها في نهضة الوطن وضمان حمايته.

 - مساعدة الطفل على التفاعل الاجتماعي مع المحيطين به داخل الأسرة أو المدرسة، فالطفل الاجتماعي يتفاعل بسهولة مع الآخرين وبالتالي يستطيع التعبير عن مشاعره واحتياجاته.

- تعريف الطفل بحقوقه وواجباته تجاه أسرته واحترام مساحته الخاصة وأسراره حتى يشعر بالآمان ويستطيع تعلم كيفية الأخذ والعطاء.

- لابد أن يكون الآباء قدوة لأبنائهم في المشاركة السياسية مع شرح هذه المفاهيم والمصطلحات للطفل.

 - من الممكن تدريب الطفل على شكل الحياة السياسية في المجتمع من خلال لعب الأطفال، كأن يتم عمل بروفة لشخص يقوم بمهمة القائد والآخرين ضمن الفريق التابع له وهكذا.

 - ممارسة الحوار الإيجابي داخل المنزل تغرس داخل الطفل مفهوم الديمقراطية بشكل غير مباشر وتجعله يحترم الآخرين ويجيد التعبير عن نفسه.

الأم هي القدوة

تقول نادية جمال الدين، استشاري علاقات أسرية: القدوة شئ مهم في حياة الأجيال القادمة، ويجب أن تبدأ من المنزل متمثلة فى الوالدين، والمشاركة السياسية من الأمور المهمة التي يجب يتعلمها الأبناء منذ الصغر، وتأتي الأم في المقدمة فهي المسئولة عن زرع كل شيء إيجابي في نفوس الأبناء، فهي لها دور في عدم الاقتناع أو مشاركة الشائعات أو أى شيء سلبي يضر بمصلحة الوطن، فالترابط الاجتماعي والاتفاق على تغيير المجتمع هو هدف أسمى من أجل الوطن، والأم والأب هما القدوة لأبنائهما.

وتتابع: يجب من وقت لآخر إقناع الأبناء بأن المشاركة واجب على كل مصري محب لبلده، ومنذ الصغر يجب تعليمهم التعبير عن آرائهم بحرية واحترام وأن الوطن هو الحب الأهم في الحياة، لذا فالمرأة هي أساس نجاح العمليات الانتخابية، هي من تزرع في الأبناء الانتماء والوطنية في قلوب الصغار حتى يصبحوا شبابا واعيين مهمومين بالوطن وتطوره.

المصدر: هدى اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 17 نوفمبر 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,884,229

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز