والدك الفنان الراحل محمد الكحلاوى اشتهر بلقب مداح الرسول.. كيف كان تأثيره عليك ؟
- كنت الابنة الكبرى لسبع «خمس بنات وولدان» وكان والدى رحمه الله أبا بمعنى الكلمة يختلف تماما عما يتصوره الناس فرغم انه كان فنانا إلا أننى فتحت عينى وأنا طفلة لأجده ساجداً شاكراً لله سبحانه وتعالى.. علمنى أبى معنى الحب فى الله وغرس فىّ وإخوتى حب الخير وحب المساكين والإحساس بالفقير فلم يكن ينام لو هناك شخص مريض ويطلب حاجة.. وكان يبكى من اجله.. وأتذكر انه قبل وفاته بيوم اخذ سيارته وتوجه للمقابر ليوزع من نعم الله على أرملة فقيرة توفى زوجها وترك 6 أطفال وأخذت عنه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولدت فى حى الزمالك .. فهل النشأة فى واحد من أكبر الأحياء الراقية كانت يوما ما مصدر تكبر أو تعال ؟
- لا .. رغم نشأتى بحى الزمالك إلا ان والدنا كان دائماً ينهانا عن الكبر حتى انه كان حينما يدعو دراويش الحسين والسيدة زينب كان يطالبنا بإن نقوم أنا وأختى على خدمتهم والتواضع فى تقديم الطعام لهم وكان يحرص على ارتدائنا الحجاب رغم صغر سننا كل ذلك فى وجود سفرجى وطباخ.
وماذا عن الأم ؟
- أمى كانت لها الفضل فى تربيتنا التربية الدينية السليمة.. فقد وعيت عليها وأنا طفلة لأجدها ذاكرة عابدة لله سبحانه وتعالى ولم أرها بدون حجاب فى وقت لم يكن هناك من يرتده فى مصر مع حرصها على أن يأتى لنا الشيخ لتحفيظنا القرآن الكريم.
هل هذا الأسلوب فى التربية من الوالدين فيه نوع من الاجبار على الالتزام بالدين ؟
- التربية الدينية السليمة تأتى بالحب وليس بالقهر وكنا بالفعل أسرة متحابة وكانت لدينا الرغبة فى الالتزام لكى نرضى الله واتذكر والدى دائماً وهو يقدم لنا النصيحة بحب واحترام دون عنف أو ضرب أو إهانة.
كيف التحقت بالأزهر الشريف؟
- التحاقى بجامعة الأزهر جاء بناء على رغبة ابى فرغم حصولى على مجموع كبير فى الثانوية العامة إلا اننى نفذت رغبته والتحقت بكلية الدراسات الاسلامية واحببت دراستى وتفوقت فيها إلى أن اصبحت عميدا لكلية الدراسات الاسلامية للبنات بالسويس.
ما هى هوايات د. عبلة الكحلاوى ؟
- رغم دراستى للعلوم الدينية وحفظى للقرآن إلا إننى اعشق الرسم وكتابة الشعر باللغة العامية ومازلت حتى الان اكتب وارسم ولا أجد تعارضا بين هذا وذاك ولكن أفضل ألا يقرؤها غيرى .. عموما فاننى كلما اشعر بالحزن والمرارة اكتب الشعر فهو كل حياتى ولم أفكر فى نشر ما اكتب .. كتبت كثيراً عن أحوال البلد وأيضاً احرص على تقديم الدعوة بحب لكل البشر وأتمنى أن تصل إلى كل قلب.
نأتى الى الزوج ..ماذا عنه ؟
- تزوجت فى سن صغيرة من المهندس ياسين محمد بسيونى.. وقد اختاره لى والدى دون ان اراه وكان نعم الزوج فقد كان عصاميا يعرف ربنا وكان بحق نعم الزوج بل اعظم زوج فقد كان هدية الله لى.. عشت معه عشرين عاما شعرت وانا معه بأننى اعيش فى الجنة كان رجلا كريما رحمه الله انجبت منه ثلاث بنات «مروة وردينة وهبة الله» وهن بحق نعم الابناء.. وقد دعوت الله وانا زوجة أن اعيش مع زوجى حياة كاملة حيث كان من ابطال اكتوبر 73 ويغيب عنى كثيرا هناك واستجاب الله لدعوتى فسافرت معه إلى مكة المكرمة لمدة عشر سنوات وكان يعمل استشارى مياه وقتها وكنت انا اعمل كرئيس لقسم الشريعة بمكة المكرمة بكلية البنات.. ودرسنا معا اثناء سفرنا واقامتنا فى مكة طبيعة ارض سيناء ودرست اللغة العبرية وبعدها عملت ماجستير حول الشورى قاعدة الحكم الاسلامى ثم حصلت على الدكتوراة عام 97 عن النظام الاسلامى المقارن بالنظم المعاصرة.
وماذا بعد رحيله ؟
- رغم رحيله منذ سنوات إلا اننى اشعر انه معى يساندنى فى كل شىء فمازالت كلماته ونصائحه احملها له فى قلبى وعقلى واتذكر أنه كان يعتبرنى احسن طباخة فى الدنيا وكل شىء كنا نفعله فى حياتنا كنا نقوم به على اكمل وجه للذين احسنوا الحسنى وزيادة.
- هذا يقودنا للحديث عن العلاقة الزوجية التى اصبحت تتعرض للانفصام كثيرا وتضاعفت حالات الطلاق بصورة مفزعة ...
- العلاقة الزوجية هى علاقة حب وتسامح وتنازل وتفاهم بين الطرفين، لذلك يجب على كل منهما أن يحسن معاملة الآخر، فالزوجة لها حقوق على زوجها سواء كانت مادية أو أدبية وحسن معاملة الزوج لزوجته هى طاعة لله وصدقة تقربه للجنة .
ساحة النقاش