فى هذه الأيام سنوياً تمر علينا ذكرى حرب وانتصار أكتوبر العظيم المعروف بيوم الكرامة ودائما ما يرتبط فى نفوسنا بشئ من الفخر عند البعض بما تحقق من انتصار فى هذا اليوم وسحق للعدو الصهيونى. وسعادة عند البعض الآخر لكونه يوم أجازة رسمية من العمل والدراسة وبين الشعورين فرق كبير لكنها حقيقة لا يمكن أنكارها فأكتوبر فى عيون من عاشوه أو ضحوا بأحد أبنائهم أثنائة يختلف عن أكتوبر الآن الذي يراه الشباب بشكل مختلف وبين المفهومين كان هذا التحقيق.

البداية مع الأستاد عوض سعيد موظف حيث قال: أكتوبر بالنسبة لعائلتى شهر لا ينسي لأنه يوافق الذكرى السنوية لشقيقى الشهيد فى أكتوبر وربما لهذا السبب مازلنا نشعر بالشهر وبأن أيامه مختلفة بالنسبة لنا عن غيرنا لا أنكر أن المشاعر اختلفت عن السنوات الأولى التاليه للحرب لكن للأن مازلنا نتذكر هذه الفترة فقد كنت وقتها عمرى عشر سنوات لكن كنا جميعاً نريد أن نحارب وظللنا لأعوام نشعر بسعادة وفخر لدرجة إنى أذكر أن أمى لم ترتد ملابس سوداء لكنها كانت سعيدة لوفاة أخى الأكبر فى الحرب لكن أحيانا أجلس مع نفسى وأقول لو كان أخى عاش للأن هل كان سيندم على مشاركته في الحرب أم كان سيظل يعيش أحساس البطل!!

السيدة عائشه محمد تقول: أيام حرب أكتوبر كانت الدنيا غير الدنيا وكانت كرامتنا موجوعه والنصر خفف عنا أحساسنا بكل المشاكل وكانت الأغنيه تنزل فى القلب تحركه أما الأن فلا أحد ينكر الأبطال حتى أولادى عندما أخبرهم أن أكتوبر انتصار كان صعب وأن هناك ناس ماتوا علشان أرضهم يسخرون منى ولاينتظرون أن أكمل كلامى. الشباب الأن لم يعد يهتم بما حدث فى أكتوبر ولايقدرون حديث الذكريات التى نحكيها عنه.

أما الأستاذ محمد الفيومى فله حكاية مختلفة مع ذكرى أكتوبر لكونه أحد المشاركين فى الحرب وعن ذلك يقول: كلما جاء شهر أكتوبر أشعر وأنا قد تجاوزت السبعين أننى مازلت شابا وأننى على استعداد للمشاركة فى أى حرب لحماية بلدى وأهلى . فأكتوبر لم يكن بالنسبه لنا مجرد حرب لكنه كان حياة بدأت منذ الاستنزاف وأذكر اللواء أحمد صبحى عبدالرحمن عندما كان يخبرنا كلما خرجنا فى عملية استنزاف أننا سننتصر وانه علينا ألا نيأس أو نخاف وكنا نقوم بعمليات وطائرات العدو فوقنا ولا نخاف وللآن مازلت أذكر السنوات التى عشتها فى الجيش قبل أكتوبر وأحرص على أن أحكى ذكرياتى عنها لأولادى وأحفادى وأحزن عندما أرى الشباب غير مهتم وضائع بالمخدرات وأرى أننا حالياً نخوض معركة آخرى ربما أهم وهى المعركه ضد المخدارت التى تقضى على شبابنا ودائما فى الندوات التى أشارك فيها أخبر الشباب أن إسرائيل لم تنسانا وعلينا أن نستعد دائما ونقوى أنفسنا ولا نضيعها بالمخدرات لأن قوة مصر فى شبابها الواعى اليقظ .

تأكيداً لما قاله تحدث سعيد على مدرس قائلاً: مهما ساءت الظروف وشعرنا باليأس والاحباط إلا أن يوم 6 أكتوبر سيظل فى أذهاننا يوم عزة وكرامة وفى كل سنة أحرص على أن تكون حصتى مع تلاميذ المدرسة خلال أيام أكتوبر عن هذا الانتصار حتى يعلموا أن هذا البلد قوي ومر بأزمات لكنه أستطاع أن يجتازها ربما لا يهتم البعض منهم بما أقول لكن سيترك أثراً فى نفوس البعض الأخر وهذا شئ ضرورى .

أما الشباب فهم يرون ذكرى أكتوبر بشكل مختلف.

وليد عادل بكالوريوس علوم. لقد سمعت الكثير من الحكايات عن حرب أكتوبر وبصراحة تمنيت أن أشارك فيها لأشعر بأهمية وجودى .

خالد صلاح ليسانس آداب يقول عندما كنت طالبا كنت أفرح بأجازة 6 أكتوبر والأن بعد أن عملت فى القطاع الخاص لم أعد أذكر اليوم أساساً فالحياة الصعبة جعلتنا ننسى كل شئ جميل لدرجة أننى عندما أسمع أغانى شباب المطربين فى ذكرى أكتوبر أشعر أنها أيضاً تدعم عدم الاحساس بهذا اليوم بعكس أغنيات من عاشوا الحرب والمعاناه والانتصار.

وحول هذا الأختلاف فى الاحساس بأكتوبر تحدثنا مع د. زينب شاهين أستاد علم الاجتماع فقالت: حرب أكتوبر واحد من العلامات المضيئه فى تاريخ بلدنا لكن كل ما فى الأمر أنه نظراً للضغوط الكثيرة التى يعانيها شباب اليوم لم يعد لديهم القدرة على الأحتفال والفخر بذكرى مضى عليها سنوات لكن من داخلهم لا ينكرون أنه لولا تضحيات شباب مثلهم فى هذا اليوم ما استطاعت الدولة أن تبنى نفسها وأن نعيش فى كرامة والادعاء بأن الشباب يعيش حالة من الامبالاه واللاتقدير لما حدث فى هذا اليوم غير دقيق فربما يقولون ذلك بألسنتهم لكن عندما يحدث أى شئ قد يسيئ للبلد نجدهم يتظاهرون ويرفضون ويعلنون استعدادهم التام للتضحيه بحياتهم لحماية بلدهم. فالشباب لم يختلفوا عمن سبقوهم وضحوا بحياتهم فى أكتوبر من أجل الكرامة لكن الظروف هى التى أختلفت فقط لذا من الطبيعى أن تظل الأجيال التى عاشت الحرب وشعرت بأهميتها فى حياتها تحتفل بالحدث بشكل مختلف عن الأجيال الشابة التى تسمع عما كان دون أن تشارك فيه أو حتى تكون قريبة من زمن حدوثه لكن فى النهاية الجميع يتفق على الفخر بما تم فى أكتوبر والاعتراف بأهميته حتى وإن تناسوا الاحتفال وتذكر ما حدث فيه.

 

المصدر: نجلاء أبو زيد - مجلة حواء
  • Currently 57/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
18 تصويتات / 1160 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,468,178

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز