في الرابع من نوفمبر يتلهف كل محب لسماع صوت محبوبه بينما أغرق وحدي في بحر الدموع علي بعادك.. يمر علي الماضي منذ ارتباطنا حتي فراقنا وأتخيل حياتي القادمة بدونك.. فيصيبني انهيار كامل وأشعر أنني علي حافة الجنون. وأحاول دون جدوي تهدئة نفسي واقناعها بأن الغد سيأتي بمعجزة تعيد أحرف اسمي إلي نبضات قلبك.. وسرعان ما أنظر لهاتفي المحمول لأتعشق نغماته علهاتعيد لي صوتك ثانية.. فتقع عيني علي عقارب الساعة التي تمضي ببطء مميت حتي تأتي تباشير الفجر إيذاناً بميلاد يوم جديد في انتظارك ومعه تتكرر خيبة أملي في المعجزة التي لا يكتب لها أبدا المجيء.. هكذا،.. تمضي أيامي بعد رحيلك.. فهل من سبيل لتضميد جراح قلبي التي لا تندمل؟!.

تعتبر الصدمات العاطفية من أكثر المشاكل التى تتسبب فى آلام نفسية عميقة قد ينجم عنها مضاعفات خطيرة منها تغير فى عادات وسلوكيات الشخص المصدوم فضلا عن فقدان القدرة فى التحكم فى أحزانه الداخلية لتطفو على مظهره وردود أفعاله فتتأثر علاقته بالآخرين سواء فى المجال الشخصى أو العملى لدرجة تصل بالبعض للدخول فى مشاحنات لا تنقطع مع المتعاملين معه.. وهنا يكون المصدوم عاطفيا وقع فى دائرة الاكتئاب النفسى الذى يحتاج لتدخل طبيب مختص وهو ما يؤكده أساتذة علم النفس والذين يقدمون خطة علاجية لتضميد الجراح العاطفية وذلك باتباع 7 خطوات يمكن إجمالها فى الآتى:

- البحث عن صديق : عادة ما يصاحب لحظة الفراق شعور جارف بالصدمة والعجز عن تحمل الموقف لذلك يساعد وجود صديق قريب فى دعم المحب المصدوم من خلال الاستماع إليه ومحاولة التخفيف من آلامه فالتعبير عن المشاعر يساعد على التخلص من الإحباط والحزن.

أهمية الدموع

- تجفيف الدموع: رغم أهمية البكاء فى التخلص من شحنات الغضب إلا أن الاستسلام التام للدموع يأتى بنتيجة عكسية لذلك يجب التوقف عن البكاء ووضع قليل من أدوات التجميل لاخفاء الدموع ثم البدء فى مواجهة الحياة بالوضع الجديد الذى فرضه الفراق.

- الرغبة فى الانتقام: كثيرا ما يشعر المحب المصدوم برغبة جارفة في الانتقام من الطرف الآخر الذى خدعه وتلاعب بمشاعره وهنا يجب السيطرة على تلك الرغبة من خلال كتابة رسائل تحمل كل مشاعر الغضب وأمنيات الانتقام من الطرف المخادع دون إرسالها.. كما يمكنك جمع صور ومتعلقات ذلك الشخص ووضعها داخل صندوق وإذا شعرت بالحاح رغبتك فى الانتقام منه عليك بحرق تلك الصور والمتعلقات.. فمع رمادها يشعر المصدوم براحة شديدة وكأنه نفذ انتقامه.

- تعلم من تجربتك: لماذا مررت بتلك التجربة القاسية؟! وما هو الخطأ الذى ارتكبته حتى أعاقب بفشل تجربتى العاطفية؟! هذه الأسئلة وغيرها يرددها الشخص المصدوم على نفسه لساعات، أسابيع، وربما أشهر.. حتى يكاد يجن من كثرة تفكيره فيها لذلك عليه التوقف عن سرد تلك الأسئلة والإمساك بورقة وقلم ليكتب عن مشاعره وماذا قدم فى هذه التجربة مع ضرورة الكتابة عن نفسه وليس الطرف الآخر ليكتشف من خلال مصارحة النفس ايجابيات وسلبيات تلك العلاقة حتى يتعلم من تجربته فلا يكرر أخطاءه ثانية..

- النظر للأمام: لا شك أن الدخول فى علاقات اجتماعية جديدة، أنشطة اجتماعية، تعلم هواية وغيرها يساعد الشخص المصدوم فى التغلب على صدمته والنظر للأمام لهذا عليك بملء يومك بالأنشطة ولا تنسى الذهاب لمصفف الشعر لعمل قصة جديدة. ثم اذهبى لأحد محال الملابس لتجديد دولاب ملابسك بعدها اذهبى مع أصدقائك فى نزهة لتصبح أولى خطوات البدء فى حياة جديدة.

- بداية الانتعاش: خلفك يوجد شخص واحد تسبب فى جراحك أمامك الدنيا بأكملها تفتح ذراعيها لتقدم لك تجارب جديدة من هذا المنطلق عليك انعاش نفسك ودعم قوتك الداخلية لتتغلبى بها على جراحك وتمنحى نفسك فرصة للدخول فى تجربة جديدة ولتكن البداية الذهاب لاجازة قصيرة من خلالها تغسلين عينيك بالمناظر الخلابة وتشعرين بالانتعاش.

- التأقلم مع الواقع: سواء طال الوقت أو قصر فمع اتباع الخطوات السابق ذكرها يبدأ المحب التأقلم مع الواقع بمرور الوقت.. فالزمن قادر علي التغلب على الأحزان ونسيانها فقط عليك بالصبر وعدم تعجل الوقت لتعودى للتأقلم مع واقعك من جديد.

 

 

المصدر: مروة لطفى - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,871,037

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز