ورد ذكر الخردل فى القرآن الكريم وعرف منذ الأزمنة القديمة فكان يفتح الشهية ولهذا استعمله الرومان ليتبلوا به صلصاتهم الحارة، ونعرفه نحن فى حياتنا اليومية باسم المستردة التى تصنع من بذوره وأوراقه.

تقول رشا مصطفى اخصائية التغذية العلاجية بالمعهد القومى للتغذية تعتمد نكهة الخردل القوية جدا على طرق صنعه والمكونات الداخلة فى صناعته فبذور الخردل تفرز وتغسل وتجفف ثم تمزج بنسب معينة وأحيانا تطحن البذور قبل نقعها مدة 24 ساعة فى خل التفاح أو عصير الحصرم وتهرس كل المكونات هرساً خفيفاً ثم توضع فى منخل لتصفية القشر وزيادة كثافة الزيت ويصنف طعم الخردل إذا كان قوياً أو معتدلا على مقدار التصفية للمعجون وينضج بعد ذلك المعجون فى 48 ساعة وهنا تتطور نكهة الخردل التابلية طبيعيا فيما يفقد مرارته وتعمل إضافة اللون أو الطحين أو التوابل على تخفيف نكهته القوية أو على زيادتها ثم تضاف اليه بعض النكهات العطرية .

وعن القيمة الغذائية للخردل تقول د. رشاد انه يحتوى على العديد من المواد الغذائية الهامة من بينها السيلينيوم الذى يساعد فى تخفيض حدة أعراض التهاب المفاصل .

وأيضا يعتبر الخردل مصدرا جيدا للمغانسيوم الذى يخفض من ضغط الدم المرتفع ويقلل من تردد نوبات الصداع النصفى ومن احتمالات الإصابة بجلطة قلبية للأشخاص الذين يعانون من تصلب الشرايين ويعيد دورة النوم الطبيعية للسيدات اللائى يعانين من الأرق بعد انقطاع الدورة الشهرية وأيضا يحتوى على الأحماض الدهنية التى تخفض من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين وتساهم فى علاج الاكتئاب كما تقوى جهاز المناعة بالإضافة إلى العديد من العناصر الغذائية الاضافية مثل الفوسفور والحديد وفيتامين النياسين والألياف الغذائية ويؤثر الخردل فى تقليل خطر من الإصابة بالأمراض السرطانية لاحتوائه على مضادات الأكسدة .

وعن العلاقة بين الخردل والغدة الدرقية .. تقول د. رشا مصطفى أن بذوره تحتوى على مركبات طبيعية موجودة فى بعض الأطعمة والتى قد تعوق عمل الغدة الدرقية وينصح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل فى الغدة الدرقية من تجنب استهلاكه على البارد بينما استخدامه أثناء الطهى وتعريضه لدرجات حرارة يبطل من مفعول الخصائص المعوقة للغدة الدرقية .

ولقد أكدت الدراسات أن الخردل مطهر ومعقم جيد حيث تكفى 40 نقطة منه فى لتر ماء ليكون مطهرا جيدا للجلد دون أن يؤذيه والخردل يثير اللعاب ويسهل المضغ ويزيد من افرازات العصارات الهاضمة وينشط حركات الأمعاء .

فتناول حبتين فقط من بذوره قبل الطعام تساعد فى طرد الغازات (غازات المعدة والأمعاء) ويفيد فى علاج النقرس حيث يؤخذ 200 مللجرام من مسحوق الخردل ويضاف إلى الماء أثناء الاستحمام . أما التهاب الفم واللوز والحنجرة فتؤخذ ثلاث ملاعق صغيرة من مسحوق بذور الخردل وتضاف إلى ملء كوب من الماء المغلى ويستعمل على هيئة غرغرة .

أما الصداع والآم قرحة المعدة وضعف الدورة الدموية واحتقانات الرئة فيستخدم الخردل على هيئة لبخات من مسحوق الخردل مع الماء الدافىء حيث يعجن المسحوق بالماء الدافىء ثم تفرد على قطعة قماش سميك ثم توضع فوق الجلد مباشرة لمدة ربع إلى نصف ساعة بحيث توضع فى حالات الصداع فوق مؤخرة الرأس وآلام قرحة المعدة فوق أعلى البطن واحتقان الرئة وعسر التنفس وضعف الدورة الدموية فوق الظهر والتهابات الحنجرة فوق الرقبة .