الملل... قد يتسرب الملل الى قلب طفلك. فهو يصيب الكبار و الصغار ايضا.. فما هى أسباب الملل عند صغيرك؟... و كيف تخلصينه منه بسهولة؟....
• ابنى عمره سبع سنوات،و هو دائم الملل بشكل يثير قلقى، فما هى الاسباب التى تدفع به الى هذه الحالة؟
-الاسابا كثيرة. أولها أنك قد لا تكونين مهتمه به مثلما تهتمين باخوته الاخرين، مع ان هذا الاهتمام من جانبك ضرورى بالنسبة له. أنه يضاعف من أحساسه بقيمته،و بانك لا تفرقين فى المعاملة بينه و بين أخوته لانه أن لم يشعر بذلك لجأ الى وسائل كثيرة لاعلان سخطه منها أظهار الضيق و الملل.و من المحتمل أن يصبح هذا الضيق و هذا الملل حالة ملازمة له يلوذ بها كلما أحس بعدم اهتمامك.
و قد يشعر بالملل لانه لا يجد الوسائل التى يمكن أن ينمى بها أهتمامه ،و منها اللعب و الكتب المسلية و غيرها فهذه الاشياء ذات أهمية بالغة فى حياة الطفل. أنها تكشف عن ك ماهو كائن فيه من مواهب و استعدادات و تفسح أمام طاقته البكر مجالات الانطلاق و التعبير منذ الصغر،و هو أن لم يجد فى متناوله هذه الاشياء أو بعضها، شعر بفراغ كبير، مما يؤدى الى ملله،و الى أن يحاول ملء هذا الفراغ بالبكاء أحيانا،و العراك مع أقرانه أحيانا أخرى،و غير ذلك.
و قد يكون موقف المعارضة الدائم لكل مطالبه و اسئلته من دواعى شعوره الاساسية بالملل. فكل اقتراح له سخيف و معيب ولا يصح الحديث فيه.و كل طلب له لا يستحق الالتفات اليه،و كل سؤال تحمل اجابته كلمة واحدة هى لا. أن هذه المواقف من الوالدين تدفعه الى اليأس، الذى يؤدى به الى الملل.
• و لكن طفلى لا تعترضه الاسباب السابقة و مع ذلك يشعر بالملل. فما قولك؟
-فى هذه الحالة قد تكونين أنت السبب الاساسى و المباشر، بمعنى أنك تدفعين طفلك الى الملل دون أن تشعرى. فاذا غبت عنه أحس أنه وحيد، لا يستطيع أن يتصرف.و اذا طلب منه أحد غيرك أن يؤدى عملا ما حار و ارتبك. انه باختصار لا يشعر بأن له شخصية منفرة.و هناك وجه الخطورة. ان هذا يؤدى الى قلقه و انزعاجه، ثم الى ملله و ضيقه.
• و لكن أليست هناك ظروف خارجة عن نطاق الاسرة تشعره بالملل؟
-هناك ظروف متعددة، بعضها طارئ،و بعضها الآخر دائم. فتقلب الجو،و ضيق مساحة المنزل،و عدم وجود زملاء يشاركونه اللعب،و وقت الفراغ الطويل الذى لا يستطيع أن يشغله.. كل ذلك يؤدى الى شعوره بالملل.و قد يكون الشعور بالملل بسيطا يزول بزوال الاثر، كما قد يكون حادا يصاحبه فى سنى حياته المقبلة،و يطبعها بعدم الرضا و اللامبالاة.
• أذن.. فكيف أعالجه من هذه الحالة؟
-ابدئى من وقت مبكر. أبحثى أولا عن السبب و تغلبى عليه. قدمى لابنك كل ما ينمى اهتماماته و مواهبه من لعب و مجلات و قصص مسلية. اختارى اصدقاء فى مثل سنه.و جهيه الى ألوان النشاط التى يقوم بها معهم أحرصى على أن يكون هذا النشاط مفيدا و نافعا،و موافقا لميوله و ميولهم. حاولى دائما احاطته بجو الاسرة. لاتجعليه يحس بأنه فى عزلة. لا تفرقى فى المعاملة بينه و بين أخوته. لا تقفى دائما منه موقف المعارضة،ولا تسفهى كل آرائه. تقبلى كل ما يقوله بصدر رحب،و أفهميه بطريقة سهلة الخطأ و الصواب،و أخيرا أمنحيه الفرص حتى تتكون له شخصية مستقلة،و رأى خاص به.
المصدر: مجلة حواء
نشرت فى 28 نوفمبر 2010
بواسطة hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,824,664
رئيس مجلس الإدارة:
عمر أحمد سامى
رئيسة التحرير:
سمر الدسوقي
الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز
ساحة النقاش