الأسبوع الماضى حكيت لك عن الشاب النابه محمد وهو ابن جارة قديمة لى فى حى كوبرى القبة الذى انتقلت منه إلى حى المهندسين منذ أكثر من عشرين عاما.

ومحمد شاب وسيم (طول بعرض) ماشاء الله ولا قوة إلا بالله وهو وحيد أمه من الذكور وقبله ثلاثة شقيقات متزوجات وقد سافر محمد بعد حصوله على بكالوريوس علم الالكترونيات فى بعثة إلى أمريكا وعاد لكى يعمل فى القرية الذكية فى شركة كبرى!

محمد فاجأنى بقوله إنه يظن أنه سيىء الحظ فى عالم الفتيات فقد حاول أكثر من مرة أن يرتبط نفسيا أو عاطفيا قبل الزواج حتى يضمن ألا ينفصل أو يطلق زوجته ويكون مجروحا طول العمر كما يرى مما يحدث لبعض معارفه وذوى قرباه الذين تسرعوا بالزواج ولم يوفقوا وكان نصيبهم الفراق والطلاق والآلام خاصة إذا ترتب عن الزيجة الفاشلة أولاد أبرياء وحتى طفل واحد ويعتبرهم محمد مجاريح الحياة لأن حياتهم لن تستقيم بعد ذلك الجرح!

قال محمد إن فتاة من شلة نادى هليوبوليس الذى هو من أعضائه كانت تهتم به لكنه سافر دون أن يفاتحها فى الزواج وعاد فوجدها قد تزوجت وعلى وشك الإنجاب، نصحته أمه بأن يختار فتاة أخرى مناسبة ويحاول أن يندمج معها ربما يجدها زوجة مناسبة ولم يكن الحب قد طرق قلب محمد طول حياته بينما كانت فى حياته صداقات وزمالات عديدة فما الذى جرى بعدئذ؟

 

 

أكمل محمد حياته.. نعم يا سيدتى الفتاة كانت جميلة بلا شك ومن أسرة محترمة بلا شك وكانت تعرف أننى أجالسها وغرضى شريف وهو التقدم لخطبتها عندما يسود بيننا التفاهم، ولكن للأسف وجدتها شخصية غريبة جدا! تلف وتدور فى الكلام، لا تقول أى جملة مباشرة، تسمع كلام أمها وتردده بالحرف الواحد رغم أنها تعمل فى نفس ميدان عملى بل وتكبرنى بسنة ونصف سنة، قلت غير مهم السن متقاربة، ثم وجدت المسائل بيننا تتطور إلى نفور فى الكلام والتصرفات وذعرت عندما قالت لى إن أمها أقسمت ألا يقل مهرها عن مائة ألف جنيه!!

وانتهت تلك الفتاة من حياتى فلا أنا أستطيع أن أدفع مائة ألف جنيه ولا والدى وهو من أبطال أكتوبر ولا أمى رغم أنها كانت وكيلة لوزارة التربية والتعليم قبل أن تتقاعد لكننا لسنا أثرياء ولم نكنز أية أموال بل لدينا المعقول لأننا لسنا (حرامية) ولا منتفعين!

واستطرد الابن محمد.. وقالت أمى لا تيأس يا محمد، أنت لم تحب تلك الفتاة بل كنت تبحث عن زوجة مثالية فقط، عليك أن تبحث عن فتاة تحبها وعندئذ سوف تحب كل شىء فيها!!

ورد محمد على أمه قائلا.. كيف أجدها يا أمى؟ فقد حاولت مرتين ولم أوفق وظهرت فى أفق حياتنا قريبة لأمى جاءت لزيارتنا ومعها ابنتها وكانت البنت جميلة فعلا ولكن للأسف لم تكمل تعليمها فقد توقفت عند شهادة الثانوية العامة، وفى نطاق الأسرة كانت تجلس معنا وكنت أتكلم وكانت صامتة لاتتكلم وعندما يسألونها لماذا هى ساكتة تقول..

- وماذا أقول فى حضرة (الدكتور) تقصدنى أنا وسيادة (الوكيلة) تقصد أمى وسيادة اللواء تقصد أبى؟ ما أنا إلا بنت مسكينة حاصلة على ثانوية عامة بتقدير 50% مما ومازلت أذاكر الثانوية من المنزل لكى أحصل على مجموع وأدخل الجامعة أحسن وأفضل لى أن أسكت ساكتة!!

 

 

ويستطرد محمد.. ماذا أفعل يا سيدتى إذا كان قلبى لم يدق مرة واحدة لأى فتاة؟ نعم كنت أنعم بالصداقات من خلال شلة.. نادى هليوبوليس وكانوا يستظرفننى واستظرفهن ولكن لم تحدث لى (كيمياء) مع أية فتاة وأنا على وشك الوصول إلى سن الثلاثين وأريد أن أتزوج على شرط أن تكون هى الزوجة المناسبة فلا أريد أن أصبح مطلقا ومجروحا لباقى العمر!!

 

 

يا ابنى محمد.. نعم لقاء النصف الثانى المناسب هو حفل العمر وسعادته فمن أقوال الرسول عليه الصلاة والسلام أنه من سعادة الدنيا أن تكون الزوجة مريحة وطاهرة ومدبرة أى أن تكون زوجة صالحة وأسأل الله أن يوفقك ياولدى إلى الزوجة الصالحة ولكن لا تيأس ولا تتسرع والله معك!

واصبر وما صبرك إلا بالله.

 

المصدر: سكينة السادات - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,466,690

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز