صداقة الأزواج على صفيح ساخن !!

 

كتبت :نجلاء أبو زيد

عندما تزوجت قررت إشراك زوجي في كل تفاصيل حياتي وعلاقاتي مع الآخرين ليكون معي في كل لحظة لكن المفاجأة أنه استغل صراحتي ومنعني من الكثير من الأشياء التي أحبها.

واكتشفت أن صداقتنا سلبتني حريتي كانت هذه تجربة سيدة سعت لمصادقة زوجها لكنها فشلت!

وحول إمكانية إقامة صداقة بين الزوجين كان هذا التحقيق للتعرف علي حدود صداقة الأزواج 

 البداية مع هند أبوشامة موظفة حيث قالت : زوجى يعيش بأمريكا ويعلم كل شئ عن حياتى فى مصر فصراحتى الشديدة معه تحمينى من المصادفات التى قد تعكر صفو حياتى فالرجل دائما يحب أن يعرف كل شئ عن زوجته لأنه إذا اكتشف أنها تخفى أى شئ قد يحدث سوء تفاهم ، وأرى أن مصادقة الزوج يجب أن تبدأ عند الاختيار فإذا اختارت المرأة رجلاً قريبا فى الصفات منها فهذا سيريحها ويعطيها مساحة حرية فى حياتها الشخصية، ومصارحة الزوج بكل شئ أمر ضرورى حتى تستقيم العلاقة ولأن المجتمع لا يغفر للمرأة إخفاء أى شئ عن زوجها .

الزوج دائما أنانى لذلك صداقته فاشلة هكذا بدأت إصلاح ثروت ربة بيت حديثها وقالت :

- الرجال جميعا يصلحون أصدقاء إلا لزوجاتهم والسبب أن الزوج أنانى لا يفكر إلا فى راحته وراحة أبنائه من هنا إذا علم أن زوجته قد تقابل صديقاتها أو تخرج لشراء شئ مع صديقه رغم بساطة هذه الأمور سيرفض لأنه سيراها متعارضة مع مصلحته العائلية وستأخذ جزءاً من وقت زوجته . لذلك فالمصارحة الكاملة والمصادقة تضر أكثر مما تنفع.

تتفق معها سعاد عادل - محاسبة - قائلة : إخفاء بعض الأشياء عن الزوج لا يسئ للعلاقة الزوجية طالما أشياء لا تخص الزوج لأن مصادقته قد تسبب مشاكل فأحيانا يفعل أشياء تغضبنى وأصمت عنها حتى تمر الحياة وأحكى لصديقتى وأفضفض لكن إذا عاملته كصديق وحكيت له كل شئ يضايقنى فى تصرفاته هو أو أحد أفراد أسرته فلن يستوعب وقد نتشاجر لأن الرجل يطلب الصداقة لكن لا يستوعب مبادئها.

لكل تجربة خصوصيتها هكذا بدأت داليا عادل - كيميائية - حديثها وقالت : أنا وزوجى أصدقاء رغم زواجنا بشكل تقليدى وذلك لأننا منذ البداية جمعتنا الكثير من الصفات المشتركة لكن صداقتنا لها حدود فمن غير المنطقى أن أقول لزوجى أن هناك شخصا يضايقى فى العمل أو أننى قابلت مصادقة شخصا كنت أحبه فهناك أمور أحكيها لصديقتى ولا أحكيها لزوجى لكن هذا لا يعنى أنه لا توجد أمور مشتركة بيننا فصداقة الأزواج صداقة بمواصفات خاصة تتناسب مع طبيعة الالزوجيحياة الزوجية التى تجمعهما حتى وإن لم توجد فهذا لا يعنى أن هناك مشكلة لكن يعنى أن وجودها فى هذه العلاقة قد يضرها أكثر مما ينفعها .

لكن ما رأى الأزواج فى الصداقة الزوجية ؟

- عن ذلك تحدث عامر عبدالله - مدرس - قائلا : الأمور بين الأزواج يصعب أن نعطيها مسمى بعينه فطالما توافرت بينهم المودة والرحمة فهذا يعنى أن علاقتهما سوية لكن المصارحة فى كل الأمور بين الطرفين فإنها أمر صعب وربما يكون مطلوبا من الزوجة أن تخبر زوجها بكل شئ لكن العكس ليس مطلوبا فالرجل قد يعانى أزمات فى عمله ولا يريد أن يضايق زوجته أو يجعلها تخاف من أى مشكلة مالية . كذلك من المعروف عن النساء أنهم يريدون الاستحواذ على كل موارد الزوج لذلك يفضل عدم إخبارها بكامل موارده ليشعر بأنه حر وقادر على التصرف فى أمواله كيفما يريد.

شخصية الزوجة ومدى وعيها يحدد إمكانية مصادقتها هكذا تحدث محمد عادل - مبرمج كمبيوتر- وقال : زوجتى مستمعة جيدة جدا لذلك استمتع بالتحدث معها فى كل أمور عملى وإذا وجدنا وقتاً ربما يحكى كلانا للآخر عن طفولته وعندما أخبر أحد أصدقائٍى بذلك يتعجب ويخبرنى أنه لا يوجد عاقل يخبر زوجته بأسرار حياته ودائما أختلف معه لأننى أرى أن زوجتى بذكائها استطاعت أن تعلم كل شئ عنى رغم قضائى لمعظم اليوم فى العمل وإذا استغلت صراحتى بشكل يقيد حريتى لتوقفت عن صداقتها وأعترف أن الصداقة مع الزوجة شئ جميل يجعل للعلاقة الزوجية بعداً خاصاً على اقتناع كل طرف بأهمية الآخر فى حياته كزوج وصديق.

لكن كيف ننشئ الصداقة الزوجية ونحميها ؟!

طرحنا هذا السؤال على د. زينب شاهين - أستاذ علم الاجتماع - فأجابت : العلاقة الزوجية علاقة شديدة الخصوصية فهى تربط طرفين ينتمى كل منهما لبيئة وثقافة مختلفة عن الآخر وكلما كان هذا الاختلاف كبيرا كلما زادت صعوبة العلاقة والعكس صحيح ، وخصوصية العلاقة الزوجية تجعلها قادرة على استيعاب علاقات أخرى بداخلها وعلى رأسها الصداقة بين الزوجين ورغم أن قلة قد يعترفون بوجودها إلا أن المحلل بدقة لأى علاقة زوجية ناجحة سيرى أنها تنطوى بداخلها على صداقة بين الزوجين وأن كل منهما يتشاور مع الآخر فى الكثير من أمور حياته.

ومن الضرورى أن نستوعب أن وجود صداقة بين الزوجين لا يعنى أن يجلسا معا ليتفقا على أن يصبحا صديقين لكن الأيام والمواقف وقدرة كل طرف على استيعاب الآخر فى لحظات غضبه وضيقه تخلقها فالصداقة بين الأزواج تنمو مع الأيام وهى تتميز عن الصداقة مع الآخرين فى كونها ترتبط بالقدرة على النسيان فالصديق الخارجى قد ينسى موقفاً لصديقه وإذا انشغل عن صديقه قد يسامحه بعد فترة لكن الأزواج إذا تعرضت صداقتهما لهذا سواء بسبب عدم الاستيعاب أو اكتشاف عدم الصراحة الكاملة فهذا يدمرها وقد تأخذ سنوات لعودتها وميزة هذا البعد أنه يجعل كلا الطرفين حريصا على الحفاظ عليها طوال الوقت لأنه يدرك أنه إذا أساء التصرف بشأنها لن يعوضها وأضافت المشكلة الآن أن الصداقة أصبحت أمرا صعبا بين الأجيال حديثة الزواج وربما كان ذلك سببا فى ارتفاع معدلات الطلاق لأن هذه الأجيال لا تعــطى نفسها فرصة للتحاور والمصارحة وأعتقـد أنهم بحاجة لأن يتعلموا ما يجـــب أن تكون عليه الحياة الزوجية السوية قبل الــزواج ونصحت بأن تكون للصداقة الزوجية حـدود حتى لا تســبب مشــكلات فــيما بعد. 

 

المصدر: مجلة حواء- نجلاء أبو زيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,727,176

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز