علاقات منتهية الصلاحية

 

كتبت :مروة لطفي

حتي وقت قريب لم أكن أتصور أن مشاعري تجاهك ستتحول إلي ذكري خرساء أحذر منها النساء.. فقد أحببتك ذات يوم.. فأسكنتك قلبي وعقلي وكياني وأصبح لا أمل عندي ولا رجاء سوي هواك.. فكم من هفوات نسائية أغفلتها بمحض وكامل إرادتي لاستكمال مسيرة رضاك.. وكم من أكاذيب وخيالات سردتها.. فتعايشت معها كي لا تذبل الأشواق لكن أن تصل حكاياتك الملفقة إلي تغير كلامك ووعودك الدائمة.. فالأمر يحتاج لوقفة خاصة بعد استنفادك جميع مرات الرسوب التي يسمح بها قلبي حتي أصيب بالسكتة العاطفية.. لذلك أعلنها بوضوح.. علاقتنا انتهت صلاحيتها هل مررت بهذه المشاعر من قبل؟!.. وإن لم يكن فهل انتهت صلاحية علاقتك بأحد زملائك أو أصدقائك أو حتى أحد أقاربك؟!.. فكري واقرئي معنا الآتي. 

أحببته.. بل غرقت فى هواه.. ورغم أنه يكبرنى بأكثر من 20 عاماً وسبق له الزواج بينما لم أتزوج بعد فضلاً عن عدم تجاوزى العقد العشرين من العمر إلا أننى قبلت الزواج منه.. وعشت معه أكثر من خمسة عشر عاما.. حاولت فيها إسعاده بشتى الوسائل بالإضافة لإنجابى البنت والولد اللذين كثيراً ما حلم بهما.. فهل قدر مشاعرى تجاهه؟! لقد خاننى مع خادمتى.. ولم يكتف بذلك فحسب بل تزوجها عرفياً.. فكان الطلاق لأعلن من خلاله إنهاء صلاحية علاقتى به.. هكذا قدم لنا الكاتب الساخر فيصل ندا تصوراً لأكثر العلاقات الزوجية منتهية الصلاحية التى تأثر بها وأضاف أن الخيانة بكافة أشكالها كفيلة بإنهاء أى علاقة سواء عاطفية وغيرها.. فغدر صديق يكفى لإنهاء صلاحية علاقتى به وقد مررت بتلك التجربة فشعرت بالام لا حصر لها حيث اكتشفت أن الشخص الذى منحته ثقتى الكاملة كان أول من يطعننى فى ظهرى.. فلم أكتف بمحو رقم هاتفه من أجندتى بل محو جميع ذكرياتى معه من حافظة ذاكرتى للأبد.. ورغم ذلك لا أستطيع رفض التعامل معه فى العمل لأننى أعتبر التسامح فى تلك الحالة ضرورة حتمية حتى لا أقف أمام «رزق» أحد..

صداقة عمل

الكاتبة يسر السيوى هى الأخرى مرت بتجربة صداقة مريرة إلا أن رد فعلها اختلف وعنها تقول :

منذ اليوم الأول لعملنا سوياً.. وزمالتنا تحولت لصداقة وطيدة فكانت بالنسبة لى أكثر من أخت حتى أننى دائماً ما كنت أصطحبها لزيارة والدتى فضلاً عن مبيتها وأولادها عندنا.. فكان بيتى هو بيتها.. فكثيراً ما وقفت بجانبها فى أزماتها المختلفة سواء العملية أو الشخصية.. هكذا.. امتدت صداقتنا لأكثر من 30 عاماً حتى حدث ما لم أتخيله يوماً.. فقد مررت بأزمة فى العمل قبل عام من خروجى على المعاش.. وبدلاً من وقوفها جانبى.. فوجئت بأنها أول المتآمرين حتى تحصل على ترقية.. والأغرب أنها باعت الصداقة وعشرة العمر من أجل شهور قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة قبل خروجها هى الأخرى للتقاعد.. الأمر الذى أفقدنى احترامى لها للأبد.. وقد حاولت مراراً إعادة علاقتنا بعد تركها للعمل إلا أننى لم أستطع نسيان عدم وفائها.. فعلاقتنا انتهت صلاحيتها وأصبح أى محاولة لإعادتها كفيلة بإصابتى بالتسمم النفسى.

جرح الأقارب

ومن غدر الأصدقاء إلى جرح الأقارب والنتيجة واحدة وهو ما تحدثنا عنه «د. ص» موظفة قائلة : توفى والدى عقب تخرجى من الجامعة وتركنى مع والدتى وأخواتى الصغار ومعاش يوفر بالكاد فاتورة الكهرباء والغاز.. فقررت العمل حتى أساعد والدتى.. وبالفعل نجحت فى إيجاد وظيفة مناسبة من خلالها ربيت اخواتى الثلاثة حتى أنهوا دراستهم وتزوجوا بينما بقيت وحدى مع والدتى حتى وافتها المنية لأبقى وحيدة فى الخامسة والأربعين من العمر.. فاعتقدت أن أخواتى سوف يقفون بجانبى ليعوضونى عن وحدتى لكن يبدو أننى كنت واهمة.. فبدلاً من اهتمامهم بى فوجئت بهم يتجمعون ليطلبوا منى بيع الشقة التى أعيش فيها لنتقاسم الميراث وحينما سألتهم أين أقيم ونصيبى لن يكفى لشراء شقة أخرى فوجئت بهم يقولون هذا موضوع يخصك وحدك وليس لنا دخل فيه.. وهنا أدركت أن جميع تضحياتى السابقة ضاعت هباء لكننى أحتسب أجرها عند الله سبحانه وتعالى.

سياسات قديمة

وإذا كانت العلاقات الاجتماعية تنتهى صلاحيتها نتيجة الخسة والغدر... فهل العلاقات السياسية أيضا تنتهى صلاحيتها؟!

- تقول الكاتبة الصحفية أمينة النقاش عضو حزب التجمع : هناك العديد من العلاقات السياسية التى أعتبرها منتهية الصلاحية فكل علاقة يتزاوج فيها المال بالسلطة.. أصبحت منتهية الصلاحية وكل علاقة سلطوية تقمع الرأى والإعلام وتعتدى على الحريات وتهين المواطن منتهية الصلاحية.. كل سياسية لا تحمل عدالة فى المجتمع منتهية الصلاحية.. كل سياسة لا تسعى لصنع مصر وطناً حراً لدولة مدنية حديثة هى سياسة منتهية الصلاحية..

وهذا ينطبق على كل دعوة تحارب حقوق النساء وتدعو لإعادة قضية المرأة لبدايات القرن الـ20 سياسات منتهية الصلاحية.. كل سياسة تفتت الوحدة الوطنية سياسة منتهية الصلاحية ويجب التصدى لها ونبذها.

وتضيف أمينة النقاش أنها ترى على المستوى الشخصى كل علاقة تقوم على اساس النفاق والانتهازية وتوظيف المصالح وليس على اساس الحب والصداقة الحقيقية فهى علاقات منتهية الصلاحية.

مهارة التعامل

ويعلق الدكتور اسماعيل يوسف أستاذ الطب النفسى بجامعة قناة السويس على الموضوع قائلاً : تعتبر العلاقات الإنسانية أهم شىء فى الحياة لذلك يؤدى خللها إلى الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية.. فإذا كانت تلك العلاقة غير مشبعة أو مملة أو مضطربة وجد الإنسان نفسه فى دائرة لا نهائية من الآلام النفسية..

ولأن العلاقات الإنسانية يمكن أن تمرض، تموت، أو تصاب فى حادث فجائى فلابد لكل إنسان أن يتعلم مهارة التعامل مع المستجدات التى تطرأ على العلاقات الإنسانية وتلك المهارة لا تأتى فجأة بل تحتاج لتعلم من الصغر وهذا هو دور الأم فعليها تشجيع أبنائها على إقامة علاقات اجتماعية مختلفة واكتساب مهارة التعامل مع الصدمات كذلك على الشخص أن يدرك أن موت علاقة معينة لا يعنى نهاية العالم.. فكل منا يموت منفرداً لهذا من الأفضل الابتعاد نهائياً عن علاقة منتهية الصلاحية لأن استمرارها يعنى سلسلة لا نهائية من الأمراض النفسية.

وللوقاية من تلك الأمراض ينصح د. اسماعيل أى شخص يجد نفسه فى علاقة تعوقه عن الحب الإنسانى والتقدم فى العمل بكسرها فوراً والبحث عن بديل اخر.. وفى حالة وجود ظروف تفرض استمرارية تلك العلاقة مثل علاقات الأقارب وغيرها.. فهنا يجب إسقاط تلك العلاقة من حساباتك والتعامل معها بفتور مع الانشغال فى علاقات متنوعة أخرى لإشباع حاجاتك النفسية. 

 

المصدر: مجلة حواء- مروة لطفي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,855,413

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز