كيف تحببين ابنك فى المدرسة؟
كتبت :اميرة اسماعيل
هل يعاني صغيرك من مشكلات نفسية مدرسية؟..إذا كان الأمر كذلك .. فلا تقلقي فكثير من الأطفال يعانون من عدم التكيف مع عالمهم المدرسي مما يشعرهم بفقدان الأمان الذي يظهر في صورة أعراض نفسية مختلفة .. دخول تلك المشكلات وطرق التعامل معها كانت الســـطور التــالية
«لم يتقبل ابنى المدرسة .. ففى بداية اليوم الدراسى كان عاديا وما إن بدأ يختلط بزملائك ويحتك بمدرسيه وظهر رفضه التام لهذه الحياة .. فقد كان طفلى المدلل» .. هذا ما سردته إحدى الأمهات عن مشكلتها مع طفلها فى سنة أولى مدرسة وتضيف أنها تدريجيا استطاعت أن تحتوى طفلها بحنانها ورغبتاها فى أن يصير شخصا يعتمد عليه مما كان منه إلا أن استجاب لها إلتزم فى مدرسته وتعامله مع مدرسيه وزملائه بلطف وتمييز فى الدراسة فى نفس الوقت .
حياة جديدة
وتحكى أميمة محمد ربة منزل عن عنف طفلها فى التعامل مع زملائه وعدم تقبله للتعلم مما دفعها للاخصائية الاجتماعية بالمدرسة التى أوضحت لها اختلاف التعامل والبته من الأسرة للمدرسة وضرورة نوعية الطفل بأهمية التعلم وتكوين صداقات وتدريجيا أضبح طفلها تلميذا متفوقا ومحبوبا من مدرسية وزملائه أيضا .
ويقول محمود محمد رجل أعمال لقد عانيت من صدام طفلى مع مدرسيه فهو طفلى الوحيد وتعود على التدليل والاهتمام الفائق الحدود مما سبب له صدامة أن يعامل مثل باقى زملائه وكان لابد من اللجوء لأخصائى نفسى كى يؤهله لتقبل المدرسة والمدرسين وكنت أذهب معه أنا وزوجتى حتى يتأقلم على حياته الجديدة فى المدرسة.
اضطرابات مدرسية
تقول الدكتورة سهير سند أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية أن الحضانة لها دور تمهيدى فى حياة الطفل تؤهله نفسيا للتفاعل مع المدرسة حيث تتاح له الفرصة للتعامل مع محيط أكبر من محيط الأسرة، لأن الطفل الذى لم يدخل الحضانة وتعود على التدليل الزائد قد يصدم عندما يعامل نفس معاملة زملائه وقد يكون رد فعله سيئا وسريعا ويتمثل فى عنفه الزائد مع أقرانه وعدم تقبله للمدرسة ورفضه للتعليم ولا ينصب الأمر بأكمله على الطفل فهناك عيوبى فى المنهج الدراسى فقد لا يستوعب الطفل المادة العلمية التى تدرس له وهناك تلاميذ صغار ليس لهم قدرة على التعليم بسهولة وهنا يظهر تعاون الأسرة والمدرسة لعلاج هذه المشكلة فمثلا على أولياء الأمور التحدث مع الطفل وتشويفه للدراسة وشرح أهمية المدرسة فى حياته وتحفيزه على الاختلاط بعدد من الأطفال ومشاركتهم يومهم الدراسى ويجب أن تتعرف الأم على أصدقائه وتحاول تكوين علاقات اجتماعية مع أسر أصدقائه حتى تتعرف على سلوكياته العامة كذلك التواصل المستمر مع مدرسيه لمتابعته من خلالهم وتركز الدكتورة سهير سند على ضرورة الاعداد التربوى للمدرسين وارتفاع 4 درجة الوعى لديهم فى المرحلة الأولى للدراسة حتى لا يتعرض الطفل لصدمة نفسية ويكره المدرسة وينفر من التعليم .
وقد يكون من أسباب نفور طفلك من المدرسة وجود أشخاص يحاولون التعرض له ومضايقته، لذا يجب التنسيق مع المدرسة لمتابعة وحل المشكلات المحيطة بطفلك وعمل زيارات متكررة للاطمئنان على طفلك وإعطاءه شعور بالأمان ومحاولة تغيير الصورة السلبية للمدرسة العالقة بذهنه منذ العام الدراسى السابق واقناع طفلك بأن المدرسة ستكون هذا العام أفضل من خلال أصدقائه وممارسة الأنشطة المسلية بعد إنتهاء فترة المذاكرة فسيشعر الطفل بمزيد من التوازن بين واجباته المدرسية والتسلية التى يرعى بها من مشاهدة التليفزيون أو ممارسة أى نشاط رياضى .
وتؤكد الدكتورة سهير على النشاط الزائد لدى بعض الأطفال الذى يسببه خلل فسيولوجى وتظهر هذه الاضطرابات فى المدرسة ولا تعلم الأم أن هذا ليس سببه شقاوة طفلها إنما هو أمر خارج عن إرادته لذلك عليها متابعة طفلها مع الطبيب المعالج ومع مدرسيه وزملائه فى المدرسة .
الاحتواء والتنبيه
وتتفق الدكتورة رحاب أحمد مدرس بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة مع الرأى السابق وتضيف أن اندماج الطفل فى الأنشطة المدرسية يساعده كثيرا على الاندماج فى الدراسة وتزيد رغبته فى مشاركة زملائه فى لعبهم واستذكار دروسهم وتدعو الدكتورة رحاب كل أم ألا تلجأ لتخويف طفلها من عقاب معلمته فعليها أن تحتويه وتنبهه عدة مرات حتى لا يكرر خطأه ويجب على مدرسيه احتواء عنف الطفل تجاه زملائه فهو لم يتكيف بعد مع المدرسة هذا المحيط الجديد عليه لذلك فإن دور الأخصائيين الاجتماعيين داخل المدرسة هام جدا لمساعدة الطفل فى تجاوز أى محنة مع زملائه فى مدرسته.
ساحة النقاش