تقابل جحودهم بابتسامة رضا

زوجى.. أبنائى الأعزاء.. شكراً!

كتبت :أسماء صقر

تنسي نفسها أمام احتياج من حولها، وتتفاني فى أداء عملها.. تنشغل بمن حولها فى الوقت الذى ينساها الجميع .. لم تطلب من أحد رد جميل أو حتى كلمة شكر وثناء .. انها المرأة ،الزوجة ،الأم، والعاملة التى تتحمل الكثير من الضغوط اليومية وتقابلها بابتسامة رضا إيماناً بدورها، وتعاملت مع إنكار جهودها بمزيد من الصبر والاحتمال، ولاتزال نهراً متدفقاً من العطاء، لكن هل يشعر المجتمع ويقدر هذه الجهود أم يعتبرها حقا مكتسباً مفروضاً علي المرأة..؟..! هذا ما حاولنا معرفته فى الموضوع التالي >>

- فى البداية تشير دينا عبد السلام - مدرسة - إلى أن المرأة دائماً مظلومة وتتحمل الكثير من أجل بيتها تقول:

انتهى من عملى فى المدرسة الثانية ظهرا وأعود إلى المنزل لتجهيز طعام الغداء، ثم أستأنف رحلة الشقاء مرة أخرى من خلال إعطاء الدروس الخصوصية لتحسين المستوى المادى للأسرة، وما يحزننى أن زوجى لا يقدر ذلك، فيطلب منى دائماً خدمة أمه «حماتى» والزيارة الدائمة لها لأنه ابنها الكبير والمسئول عنها.

وتؤيدها فاطمة حسين - ربة منزل - قائلة:

رغم أننى لا أعمل فى عمل حكومى أو خاص، لكننى أقوم بعمل وجبات منزلية وأقوم ببيعها للجيران فى الحى الذى أعيش فيه لمساعدة أسرتى، ومع ذلك لايقدر زوجى ما أقوم به من أجل بيتى، فدائماً يقول لى «اشتغلى شغلانة ثابتة علشان عيالك» مما يسبب لى الإحراج أمام أولادى .

وتقول سامية عبد العظيم 48 سنة - ربة منزل - الكثير من الرجال لا يقدرون تضحية المرأة وتعبها من أجل سعادة بيتها، فقد تزوجت من ميكانيكى وأنجبت منه 9 أولاد 6 ذكور و 3 بنات وربيتهم حتى كبروا وحصلوا على شهادات جامعية، وكلهم تزوجوا وأنجبوا، ومع ذلك لا يهتمون بزيارتى وخدمتى، حتى زوجى بعد مرضي بات لا يهتم بى أيضاً، وعندما أعاتبه يقول لى «اللى انتى عملتيه ده شىء طبيعى وكل الستات بتتعب مع أزواجها علشان بيتها» فأنا التى اخترت هذا الوضع عندما تزوجته لذلك أواجه نتيجة اختيارى.

الصبر

وتتفق معها سحر صلاح الدين - موظفة بإحدى الهيئات الحكومية - قائلة: الأبناء لا يقدرون ما تقوم به الزوجة أو الأم تجاههم لأنهم دائماً مشغولون بأعباء الحياة كعبء الدراسة والمذاكرة وتحقيق النجاح، لذلك أتنازل عن ردهم الجميل أو حتى الكلمة الحلوة وأعاملهم بكل رعاية وتقدير واهتمام، فهو وضع مفروض علىّ إلا أننى لا بد أن أتحمل، فالحياة دائماً تحتاج إلى الصبر.

التقدير تقدير ربنا - سبحانه وتعالى - هكذا بدأت فاطمة مدبولى - ربة منزل - حديثها وتضيف: أبنائى لا يهتمون بى، كل واحد منهم متزوج ويعمل ويهتم بأسرته فقط، فليس لديهم وقت كى يهتموا بزيارتى.

الست بـ 100 راجل

وبعد حديث السيدات توجهت «حواء» إلى الرجال أيضاً لمعرفة آرائهم، يقول صبرى عبد الحميد - ترزى - أقدر التضحية والخدمات التى تقدمها زوجتى داخل المنزل وخارجه ومع أولادى، حيث تعمل زوجتى فى أحد مصانع الأدوية وتدر دخلاً على البيت فتساعدنى فى المصاريف، لذلك أقول دائماً «المرأة بميت راجل» عندما تكافح مع زوجها.

ويعارضه شعبان سلامة - موظف فى إحدى شركات القطاع الخاص - قائلاً: ما تفعله المرأة وتقدمه فى بيتها شىء طبيعى، فكانت والدتى ووالدى موظفين، مع ذلك كانت أمى تقوم بتخصيص مرتبها كاملاً لمصروف البيت وتقوم على شئون البيت أيضاً، بل وكانت تزور حماتها باستمرار وتقوم بخدمتها، فما التضحية الجديدة التى تقدمها المرأة إذن؟.

ويقول: محمد رمضان - صاحب مكتب استيراد وتصدير -: أقدر زوجتى وأتحملها عندما تغضب، ولكننى أعاملها بحنان وأعطيها الأمان، وذلك لأننى أشعر بآلامها. ويقدر ماهر - أعمال حرة - ما تقوم به زوجته للمساهمة فى حياة الأسرة يقول: إننى أقدر ما تقوم به فكثيراً ما نعانى من ضائقة مالية، ودائماً تدبر ما نحتاجه وتشترك فى الجمعيات كى تسد العجز فى الأيام التى لا يتوافر لدينا فيها مصاريف للبيت.

نظرة المجتمع

تحدثنا أيضاً مع المتخصصين فى علم الاجتماع وعلم النفس.

حيث تقول د. عزة صيام - أستاذة علم الاجتماع ووكيلة كلية الآداب للدراسات العليا والبحوث الإنسانية بجامعة بنها - لاتزال المرأة تكد وتكافح وتساهم بكل طاقتها فى رعاية بيتها وأفراد أسرتها، فهى الأم التى تقع على عاتقها مسئولية تربية الأولاد، والزوجة التى تدبر البيت واقتصادياته وهى البنت والأخت والزوجة وهذا يجعل الدور الذى تقوم به المرأة فى بناء المجتمع دوراً لا يمكن إغفاله أو التقليل من شأنه وأهميته. لكن قدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها وتمتعها بحقوقها خاصة ما تحصل عليه من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسعة مداركها، من ثم يمكنها القيام بمسئوليتها تجاه أسرتها وعلى دخول ميدان العمل والمشاركة فى الخدمة العامة. كما أن المرأة فى العصور القديمة كانت ملكة وفى العصور الحديثة أصبحت تعمل أديبة وفنانة وشاعرة وقاضية وغيرها من المجالات الأخرى.

وتشير الدكتورة إلى أن الارتقاء وتنمية المرأة ينعكس على أسرتها والمجتمع بالتنمية والنجاح الأسري والاقتصادى.

منظومة متكاملة

ويؤكد د. صالح السيد أستاذ علم النفس بجامعة - عين شمس - على أن المرأة نصف المجتمع، وبالتالى تشكل نصف طاقته الإنتاجية، حيث يصبح الاهتمام بالمرأة ودورها فى تمنية المجتمع جزءاً أساسياً فى عملية التنمية ذاتها، ولقد أصبح تقدم أى مجتمع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى تقدم النساء وقدرتهن على المشاركة فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية كما أن المرأة تعمل وتساهم بمرتبها داخل أسرتها من أجل تحقيق مستوى معيشى أفضل، وفى ذات الوقت لا يخلو بالها من هموم الأسرة والزوج، وتعطى كلمات الحب والحنان والرقة، فهى بتكوينها الأنثوى ذات عاطفة جياشة حانية، إلا أنها تحتاج أيضاً إلى هذه الكلمات، إلى تقدير تضحياتها والاهتمام بشئونها ومشاركة الزوج لهمومها أيضاً، كى تستقر الأسرة وتحقق النجاح الذى تسعى له المرأة فهى منظومة متكاملة يحتاج فيها الطرفان إلى مشاركة الآخر

المصدر: مجلة حواء -أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1012 مشاهدة

ساحة النقاش

fego203

موضوع طيببببببببببببببببب جدا وياريت يكون فى عمل حقيقى ونتقدم على فعله

fegomasr فى 10 أكتوبر 2012 شارك بالرد 0 ردود
hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,860,804

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز