الصعود إلى القمة

كتبت :ايمان حمزة

عندما يكون التميز والنجاح هدف وأسلوب حياة تهون الصعاب والتحديات أمامهما .. فيخطىء من يظن أن النجاح حلم لايمكن تحقيقه والوصول إليه .. فالناجحون هم من وضعوا لأنفسهم هدفاً وصمموا وبذلوا كل طاقاتهم وأقصى جهدهم وفكروا وعملوا ولم يتوقفوا عند حد التمنى فقط ..

والحياة أمامنا مليئة بهؤلاء الذين حققوا إنجازات وحفزات على طريق تقدم البشرية .. والذين فازوا بالجوائز العالمية العلمية بدءاً من نيوتن وباستير ومدام كورى وبيل جيتس وأحمد زويل وهى نماذج على سبيل المثال لا الحصر .. فهناك أيضا من حققوا بطولات رياضية أو أبدعوا فى المجالات الأدبية .. والمسألة هنا لا تتوقف عند القوة العقلية أو العضلية الجسمانية .. ولكن لأنهم صمموا على بلوغ الهدف بالمثابرة والدأب والكفاح والإلتزام الشديد واستطاعوا بعد جهد جهيد وعزيمة فولاذية لاتعرف اليأس .. أن يحققوا ما كانوا يحلمون به فالنجاح رغبة يتوجها عمل متواصل وإخلاص ..

وحتى ننجح للوصول للهدف يلزمنا الوسيلة والوسيلة يلزمها معرفة الطريق الصحيح الذى يجب أن نسلكه بكل مراحله لبلوغ الغاية .. أيضا عليك أن تبدأ بمعرفة نفسك سلبياتك وايجابياتك حتى تقوم ضعفك وتتغلب عليه .. فإن المصارحة ومحاسبة النفس أول بأول من أهم عوامل النجاح .. عليك أن تتعلم كيف تتخذ القرار الصائب فى الوقت المناسب ومن بداية الطريق عليك أن تبتعد عن كلمة أنا وتستبد لها بنحن لأنها تعنى روح الفريق بعيداً عن الأنانية .. هى تسهل علينا الحياة فقط تعلم أن تكون لديك المهارات فى من التعامل مع الحياة ومع الآخرين أولا تكن مرناً بالقدر الذى لا تكسره التحديات ولا لينا فتضيع فى الطرقات .. واجعل هدفك للنجاح أمام عينيك وهكذا كان الشباب المصرى المشرف الذى استطاع الوصول للقمة ورفع اسم مصر عالياً عندما تحدى ما كان مستحيلاً فى بداية الطريق .. فلم يكن أحد يتخيل ولا هو نفسه أن الطفل الصغير النحيل المصاب «بالربو» .. سيصبح يوما فوق قمة إفرست أعلى قمم العالم وأكثرها تجمداً ..

والبداية كانت للبطل العالمى المصرى الشاب عمر سمرة الذى يهدى تجربته لكل شباب مصر ويؤكد .. عندما كنت أرى الأبطال الذين استطاعوا التسلق والوصول إلى أعلى قمم العالم كنت مبهوراً وتمنيت أن أكون واحداً منهم .. رغم أن الأمر يبدوا لى ولمن حولى مستحيلاً وخاصة بسبب مرضى فى الصغر ولكننى صممت أن أبدأ .. وكان التمرين بعد أن شاهدت هذا الرجل الذى يقترب من السبعين استطاع الوصول إلى هذا الحلم وصممت على أن أنضم إلى فريق المتسلقين فمازلت شاباً .. وصممت على السفر للخارج والتدريب لشحذ كل مهاراتى للوصول للقمة الوصول للحلم كان الأمر شاقاً بل يقترب أحيانا من الموت وسط هذه البرودة الثلجية الشديدة وندرة الأكسجين وتجمد مياه الشرب وقتها يصبح المحافظة على حياتك تحدى آخر .. هنا تشعر أنك شديد القرب من الله .. شعور قد تكون لم تصل إلى قمة الاحساس بحلاوته من قبل أن تحقق ما كان مستحيلاً بتوفيق من الله .. وإرادة وعمل وتدريب لاينتهى وهو مادعانا الخالق له أن نتوكل عليه مع الأخذ بكل السبل والأسباب للسعى والنجاح .. وعند الوصول للقمة يصبح النجاح هو المحافظة عليها .. فالوصول من جديد سالما إلى السفح إلى نقطة البداية .. هو شعور جديد بالقلق البالغ .. لتصبح لحظة الوصول إلى الأرض هى لحظة الاحساس بالأمان الحقيقى .. أدركت وقتها قيمة السلام .. السلام النفسى المنطلق من الأمان وهذا هو معنى الحياة وقيمتها .. عمر سمرة شاب مصرى درس هندسة الاتصالات ويعمل الآن فى مجال التدريب على تسلق الصعاب والوصول لقمم أعلى الجبال فى العالم ..

وفى نموذج مصرى مشرف آخر للوصول للهدف وتحقيق الحلم .. تضرب لنا هذه الفتاة المصرية من ريف إحدى قرى الوجه البحرى وبالتحديد المنوفية كيف استطاعت أن تتحدى كل الظروف وتحول حياتهامن زوجة شابة وربة بيت حاصلة على شهادة الثانوية التجارية أن تغير حياتها وحياة أسرتها المكونة من زوجها الموظف الصغير الحاصل مثلها على دبلوم تجارى بداخله الذى لايتعدى المرتب المحدود الذى لايفى لاحتياجات صغيرها وصغيرتها فى الحياة إلا بالكاد بشطارة الزوجة المصرية التى يعجز وزراء الاقتصاد عن الوصول إليها .. «مصباح» ابنة القرية حولت حزنها على تكسير صغيرها للعبة التى حصل عليها كأول هدية لعيد ميلاده وعمره لايتعدى الخمس سنوات .. وفكرت كيف تصنع لعبة يمكن إعادة تصنيعها من جديد إذا قام بتكسيرها من أجل اكتشاف كيف تعمل وهو فضول الأطفال الأذكياء .. قررت أن الوصول لهذا لن يكون إلا من خلال تعلم هذه الميكنة والدوائر الكهربائية القادرة على تشغيل اللعبة .. التحقت بتعليم حر فى البداية ثم التحقت بمعهد فنى وهناك اكتشفت وجود ندرة فى معامل الدوائر الكهربائية تكفى لتدريب مهارات الطلبة وأن هذا هو حال معامل كليات الهندسة أيضا فجعلت هذا أيضا حلمها وبدأت مشروعها المتناهى الصغر الذى شجعها عليه زوجها بشراء جهاز كمبيوتر وأدوات ومستلزمات لصنع ماتريد واستطاعت أن تحقق حلمها بعمل لعبة يمكن فكها وإعادة تركيبها لتعمل من جديد وتدور وتضاء بدائرة كهربية بسيطة ومرفق طريقة التشغيل معها ليتمكن كل صغير من الحصول على لعبته وتشغيل مهاراته العقلية فى نفس الوقت .. وأيضا استطاعت الوصول إلى تصنيع المعامل الكهربية بتكاليف قليلة لتوفر على مصر العملة الصعبة التى كانت للحصول عليها بعد أن كبر فريق العمل من خارج حدود أسرتها زوجها وطفليها اللذان كانا يساعدانها فى تعلم مهارات الكمبيوتر مثل كل أطفال مصر قبل كبارها .. وأصبح مشروعها الذى فتح أبواب الرزق لغيرها من الشباب والفتيات وذهبت لتسوق صناعتها بنفسها لم يكن الأمر يسيرا بل شاقاً وهى بمفردها بدون سيارة للوصول إلى الكليات والجامعات المختلفة والتى كانت تسارع فى التعاقد معها على توفير المعامل الكهربائية لطلابها بالإضافة إلى البلاد العربية التى عرضت عليها الكثير من الأموال فى مقابل شراء مشروعها ولكنها رفضت وأصرت على أن يرفع اسم صنع فى مصر مهما كان المكسب أقل بكثير .. وفى مصر شباب مصرى خرج لايعرف المستحيل محققاً ثورته فى 25 يناير 2011 ومازال عليه أن يمضى فى تحقيق أهدافها النبيلة من أجل مصر والمصريين

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 951 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,697,224

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز