اختفاء..
كتبت: تهاني الصوابي
اختفاء ثلاث فتيات بدسوق، وبسؤال مدرس مادة الأحياء نفى حضورهن إليه لعدم وجود مواعيد لهن فى يوم الاختفاء، كما أبلغت الفتيات أسرهن، وخروج الأهالى لقطع طريق دسوق ـ كفر الشيخ ـ احتجاجاً على اختفاء البنات، واختفاء الفتاة مارينا صابر فى ظروف غامضة بالمنيا، وتكرر بلاغات اختفاء الفتيات فى دمياط، والمئات من الأقباط ينظمون وقفة احتجاجاً أمام مجلس الشعب على ما أسموه اختفاء الفتيات القبطيات.
حوادث متعددة ومتفرقة قد تكون متباعدة أو متقاربة، لكنها تصب جميعاً فى اختفاء الفتيات فى ظروف غامضة، مما يدفعنا للبحث عن الأسباب، فقد يكون انعدام الجانب الإنسانى فينا، أو استسلام الفتيات لنزواتهن المريضة، أو الفرار من قيود الأسرة والمجتمع أو الوقوع فى شباك «كيوبيد» المتهم الأول وراء هروب الفتيات والاختفاء، والذي يعود إلى الكثير من التداعيات والمشاكل، وكان وراء إحراق كنيسة أو منزل أو قرية وربما مدينة بل المجتمع بأكمله، عندما يكون الهروب والفرار بسبب الحب بين فتاة وشاب من ديانتين مختلفتين.
البعض يؤكد أن حوادث اختفاء الفتيات المسيحيات أكثر منها بين الفتيات المسلمات فى الفترة الأخيرة، وأن معظهن من القاصرات، وأن هناك مؤامرة ومخططا يقف وراءه جماعات إسلامية سلفية ممولة من بعض الدول العربية تستهدف الفتيات القبطيات لأسلمتهن، وإذا كان الأمر كذلك فماذا عن الفتيات المسلمات القاصرات اللاتى يختفين أيضاً فى ظروف غامضة ؟! هل يمكن القول بأن هناك مخططاً وراءه الكنيسة المصرية «لتفرقة» الفتيات، وارتدادهن عن دينهن الإسلامى ؟
أليس من الخطورة أن يقودنا تفكيرنا فى الاتجاه الخطير، والمحفوف بالمخاطر، واخطرها اشعال نار الفتنة فى مصر، والتى تؤدى لالتهام الأخضر واليابس بلا رحمة أو هوادة، ولماذا ينحصر تفكيرنا فقط فى هذا الاتجاه ؟ ونحن نعلم جيداً أن هناك من يريد اشعال نار الفتنة فى مصر.
المؤكد أن هناك أسباباً تتعلق بالأسرة والتى قد يكون بها نسبة من التفكك، أو تكون بسبب القيود الشديدة التى تفرضها بعض الأسر على بناتها خاصة فى الصعيد والريف، ومحاولة الفتيات كسر هذا الحصار بالهروب والاختفاء والإرتماء فى أحضان «كيوبيد» أحد المسئولين عن هروب واختفاء هؤلاء الفتيات، أو نتيجة الفقر الاجتماعى ، وعدم وجود فرص عمل تجعل الكثير من الفتيات يعملن فى المصانع، أو عاملات بالمحلات، وغالباً ما يحدث لهؤلاء الفتيات نوع من التغرير، حيث تفر هاربة مع حبيبها برغبتها وإرادتها دون إكراه من أحد.
أعتقد أن البحث عن الأسباب الحقيقية وراء اختفاء الفتيات وإجاد الحلول المناسبة لإعادة السكينة والطمأنينة للأسر المصرية لا يقل أهمية عن وضع القوانين والتشريعات التى يطالب بها البعض لردع هؤلاء الفتيات القاصرات ومن يحرضهن، والساعين لإحداث فتنة طائفية دون قصد، إلى جانب وضع الحلول للمشكلة من خلال جلسات النصح والإرشاد الدينى واحتواء الأسر لبناتهن ومعالجة مشاكلهن بهدوء دن عنف أو مواجهات وأن يكون المبدأ احترام حرية الأفراد والكشف عن مصير الفتيات المختفيات، والوقوف على أسباب الاختفاء وتشكيل لجان خاصة تضم القساوسة والشيوخ وأعضاء منظمات حقوق الإنسان والإعلاميين والمفكرين وأصحاب الرأى والخبرة لدراسة أسباب حالات الاختفاء وأن يكون تقديم الحلول أهم من التشريعات والقوانين قبل أن تصبح الحالات الفردية ظاهرة اجتماعية خطيرة تقود المجتمع إلى المجهول
ساحة النقاش