ثورة ملاك العقارات !

كتبت :نبيلة حافظ

 العدل أساس الحكم .. شعار لابد أن يكون هو عنوان الأيام القادمة لنا .. فبالعدل وحده سوف يعم الخير ويسود الحب والأمن والسلام .

 وشعب مصر العظيم عندما هب وانتفض وثار فى 25 يناير كان من أجل قهر الظلم الذى عانى منه عشرات السنين .. من هنا انطلقت ثورته ، وفيها نادى بالعدل المفقود على أرضه .

 وعندما نجد احتجاجات هنا .. ووقفات هناك علينا ألا نتعجب من أصحابها أو نلقى اللوم عليهم .. لأنهم بشر مظلومون ومقهورون، هم فئات عانت كثيراً ، والآن تطالب بالعدل ومن حقهم أن يبحثوا عن العدل المفقود وعلينا أن نساعدهم ونرفع الظلم عنهم .

 وأصحاب العقارات القديمة فئة من فئات الشعب الذين ظلموا من حكامهم كثيراً .. ظلم دام ستين ، عاماً جعلهم فقراء وهم أغنياء .

 أغنياء بما يملكونه من عمارات توارثوها عن أبائهم .. وفقراء لأن هذه العمارات لا تدر عليهم دخلاً يكفيهم ويسترهم فى حياة كريمة .. فقراء لأن عقود الإيجارات القديمة أبقت على القيمة الإيجارية ثابتة طيلة هذه السنين .. وكذلك أعطت الحق للمستأجرين فى أن يتوارثوا هذه الشقق .. فأصبحت ورثاً للأبناء والأحفاد .. فى الوقت الذى لايجد فيه صاحب العقار سكنا لأبنائه وإن حاول أن يسترد ما يملكه من المستأجر يعجز عن ذلك لأن القانون لايعطيه هذا الحق .

 أى قانون هذا الذى تكون له كل هذه القوة فى ظلم أصحاب الحقوق .. وأى عقل ومنطق يقران بذلك ، لقد طالب أصحاب العقارات القديمة مراراً وتكراراً من كل نظام حاكم تولى أمره أن يتم رفع الظلم عنهم وتعديل هذه العقود ، ولكن للأسف لم ينصت إليهم أحد .. ومنذ عهد عبدالناصر والذى وضع هذا القانون وانحاز فيه للمستأجرين على حساب ملاك العقارات والقانون قابع فى مكانه .. لاتعديل ولا تغيير فيه .. والسبب الرئيسى وراء ذلك هو استفادة أصحاب المصالح من رجال الدولة والوزراء ورجال الأعمال من هذا القانون .. فهم يستأجرون شقق فاخرة فى أرقى أحياء القاهرة وبجنيهات معدودة .. فعلى سبيل المثال د. فتحى سرور يسكن بشقة مساحتها 400 متر بجاردن سيتى وبإيجار خمسين جنيهاً .. والمرحوم كمال الشاذلى مازالت زوجته وأولاده يقيمون فى فيللا بجاردن سيتى بإيجار مائة جنيه .. وغيرهم من كبار رجال النظام السابق .. الذين احتفظوا بشقق إيجار توارثوها عن آبائهم وهم لديهم العديد من القصور والشقق فى أحياء كثيرة بمدن مصر المختلفة .. لذلك لم يكن غريباً أن يحاربوا تعديل هذا القانون أو أن يجهضوا أى مشروع يتحدث عن تحرير العلاقة الإيجارية بين الملاك والمستأجرين .. فهم أصحاب مصالح ، وتعديل القانون ضد مصالحهم .

 لقد خرجت أصوات عديدة لرجال الدين تطالب بإنصاف أصحاب العقارات القديمة وكلها تجد فى هذه العقود حرمة شرعية يجب إزالتها فوراً .. لذلك باتت مطالبات ملاك العقارات - فى تشريع قانون جديد ينصفهم ويعيد إليهم حقوقهم - هى حق أصيل لهم ولا ينتظر أى تأخير ومن غير المعقول أن يبقى الوضع على ماهو عليه حتى يقوم ملاك العقارات بثورة جديدة لرفع الظلم عنهم .

 لقد آن الأوان أن نفتح هذا الملف الشائك الخطير دون انتظار وأعتقد أن وزير الإسكان ورئيس مجلس الشعب لديهما العديد من المشاريع القانونية التى طرحت من رجال القانون بهذا الشأن .. كل ما نتمناه أن يتم طرح القضية وعلاجها بالعدل والإنصاف .

المصدر: مجلة حواء -نبيلة حافظ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 970 مشاهدة

ساحة النقاش

HASONAZAN

سيدتي الفاضلة / نبيلة حافظ ، لا جدال في صحة ما كتبتيه و لكنني أحب أن أضيف إليه حقيقة مؤلمة يعيشها شعب مصر كانت جذورها في أعقاب ثورة 1952 حيث أن من لا يرتضي شرع الله تتقاذفه الشياطين فيرى الحق باطلاً و الباطل حقاً و يصبح الحق علقماً و الباطل شهداً في الأفواه و كما هو معلوم أن الملكية الخاصة لها قدسيتها في الإسلام و كذلك في المسيحية و حتى اليهودية ففي الأسلام يصبح المرء شهيداً إذا دافع عن ماله و قتل في سبيل ذلك و لذا فالمال الخاص له حرمانيته و من أجل ذلك كتب الله على المسلمين الزكاة التي تخرج من عائد و أرباح الأموال الخاصة و ألا تؤثر على أصل المال لتصرف في مصارفها الشرعية و منها الفقراء و المساكين و هنا قام عبد الناصر بتغيير ما كتبه الله على المسلمين من شريعة فأستحل عبد الناصر أموال الأثرياء و وزعها على الفقراء أي أنه أخذ أصل المال و ليس مازاد عن النصاب في الزكاة بل تمادى بأن أحل الأحتكار الذي حرمه الشرع فجعل المستأجرين محتكرين للمنفعة و المده و الأجرة و بذلك أختل الميزان السماوي في مصر و سعدت بذلك شياطين الأنس و الجن و زينت لهم حب أستحلال مال الغير و حب الرشاوى و إنهارت الأخلاق و تفككت الأسر ولا يخفى عليكي ما نستطلعه بالصحف عن أبن أو أبنة يضربا أمهما أو أبيهم أو أخاهم و قد يصل الأمر للقتل من أجل الفوز بالشقة التي أعطى عبد الناصر حق الأمتياز فيها للمستأجر مع العلم بأن حق الحكر مدته 60 عاماً و حق الأمتياز مدته 100 عام و تناسى عبد الناصر أحساس شعب مصر بقهر الأنجليز لهم بحق الأمتياز و أنه هو نفسه قد أنهى هذا الحق و لن أذكر لكي يا سيدتي الفاضلة أكثر من هذه المساوئ التي تسبب فيها قانون وضعي يسمى قانون الإيجار القديم خالف شرع الله لأن هذه المساوئ تسجل في كتب و ليس في صفحة من الصفحات و كفانا أن نستر عورات المسلمين و المسيحيين في مصر

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,744,563

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز