إلــــى أمــــى

كتبت :ماجدة محمود

 المرسل إليه .. أحن، أرق، وأعظم إنسان، إلى من قال عنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- إن «الجنة تحت قدميها» إلى .. أمى..

 العنوان .. ش الإيمان - مقابر البساتين

 لا أعرف بالضبط، هل يمكن أن ألقى بخطابى هذا فى صندوق البريد، وإذا ألقيته، فهل سيجد ساعى البريد فى العنوان عندما يطرق الباب الحديدى من يتسلمه ؟ الوحيد الذى قد يتسلم الرسالة هو حارس المقبرة القابع هناك . لكنى مصرة أن أكتب لأعبر عن المشاعر والأحاسيس التى تنتابنى كلما جاء هذا اليوم «الحادى والعشرون من مارس» يوم الاحتفاء بـ «عيد الأم»، إنه يوم الشجن، الوحشة، والذكريات، خاصة عندما يترامى إلى أسماعى صوت الراحلة «فايزة أحمد» بأغنيتها التى لم تمت رغم أن من تغنت بها قد رحلت عن عالمنا منذ أعوام طويلة «ست الحبايب، يا حبيبة .. يا أغلى من روحى ودمى» بمجرد سماعها ترتجف أوصالى وتهتز مشاعرى، نعم يا أمى هذا ما أستشعره فى ذلك اليوم منذ رحلت، ففى هذا اليوم بالتحديد تهرب كل قطرة دم من عروقى، وتذهب روحى بعيدا إلى حيث لا أدرى، لكننى أتعمد ذلك، رجاء فى لقاء قد يجمعنا، أقرأ كثيرا من الآيات القرآنية ليلة عيد الأم، وأتوسل إلى المولى عز وجل أن تأتينى فى منامى ،حتى لا أشعر بهذه الوحشة الشديدة إليك، أعود بذاكرتى إلى ثلاثة أعوام مضت قبل وفاتك مباشرة، عندما كنت أصطحبك فى هذا اليوم لتختارى هديتك التى اتفقنا عليها، وتصرى أن نتناول عصير القصب الذى تحبينه، هل تعلمين أننى أتعمد المرور كثيرا من أمام المحل، وأتناول العصير وأتذكرك، وأترحم عليك، ويشاركنى صاحب المحل قراءة الفاتحة على روحك الكريمة؟ وهل تعلمين أيضا أننى حتى اليوم أمسك بسماعة التليفون وأطلبك فى المنزل صباحا كما تعودنا، قبل ذهابى إلى العمل ناسية أنك غادرت المنزل مسافرة إلى الله فى رحلة اللا عودة، والتى كان زادك وزوادك فيها الصبر والإيمان، وتربية ثمانية من الأبناء توفى عنهم والدهم وهم صغار، كنت لهم نعم الأم والصديقة، التى تدعو لهم ليل نهار، الآن لا نجد من يدعو لنا، ولكن دعاءك مازال يسترنا، وينير طريقنا كلما مررنا بأزمة، أو تعرضنا لمرض أكتب إليك، لأننى لم أتخيل حتى الآن، أنك قد رحلت عن دنيانا، وكثيرا ما أشعر أننى سأقابلك، أو أراك، صحيح تأتيننى فى أحلامى، لكنها رؤى سريعة لا تشبعنى، ولا تروى ظمئى واحتياجى إليك، والذى يزداد كلما ازدادت مسئولياتى، وشعرت بالحاجة إلى نصائحك ومشورتك الصادقة، وحتى لا أثقل عليك وأنا أعلم أنك فى دار الحق بين يدى الله، أبلغك سلامى، أشواقى، حبى واحتياجى، وصبرى على فراقك ليقينى بالله وبمنزلتك فى الجنة مع الصالحين والأبرار، وقبل الختام، يبلغك أيضا السلام أشقائى فردا، فرداً، ويدعون لك بالرحمة والمغفرة، وإلى أن يحين المولى عز وجل باللقاء لك منى الفاتحة.

 الراسلة:

 ابنتك المشتاقة لحبك ودعائك

 العنوان : دار الباطل - أقصد الدنيا

المصدر: مجلة حواء -ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 494 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,697,804

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز