ماذا نقدم للأم المصرية فى عيدها
كتبت :ايمان حمزة
تحية حب وعرفان وتقدير لكل أم ضحت وأفنت العمر من أجل أبنائها.. وأسمى آيات الحب والعرفان والتقدير لكل أم ضحت بأغلى ما لديها من أبناء دفع حياته من أجل تراب بلده الغالى وحريتها وكرامتها على مر الزمان والمكان.. لأمهات الشهداء وأيضا أبائهم لكل أم ربيت أبنها على المبادىء والمثل العليا والأخلاق الكريمة وحب والأوطان وعلى العزة والكرامة وأنه ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط.
فالأمومة هى أجمل المشاعر الإنسانية التى وهبها الخالق لبنات حواء على وجه الأرض بل لكل الكائنات.. من أجل البقاء ولكن الأمومة ليست فقط فى تغذية وتربية وحب طفل لكى ينمو بل هى المعنى الأسمى والأشمل صناعة إنسان وهبه لها الخالق لتجعل منه إنسان يعرف كيف يعيش ويتعامل مع الحياة والبشر ليتعلم ويتفاعل ويحب من حوله وينج وهى أم تدرك جيداً قيمة دورها لصغارها ولأسرتها وقبل كل ذلك قيمة ذاتها وهو ما ينعكس على حياتها وحياتهم داخل المجتمع.. وكما يقول الشاعر الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعرق.. وجاء إختيار يوم «21مارس» عيداً لكل أم أنجبت أم لم تنجب ولكنها ربت وأحسنت ليوافق عيد الربيع وهى فكرة أطلقها الكاتب الصحفى الراحل مصطفى أمين عندما سافر للدراسة بالخارج ولمس وفاء الأبناء للاحتفال بعيد الأم وقال لماذا لا يكون لنا فى مصر أيضا عيد فقد أوصى الخالق بها وجعل الجنة تحت أقدامها وكرمها ورفع مكانتها ونهى عن عقوقها هى والأب وجعله بعد الشرك بالله.. بل أن رسولنا الكريم أوصى بحسن معاملتها وجلعها أولى الناس بحسن صحابته لكل تضحياتها التى لا يوا فيها يوم احد فى السنة فالعمر كله لا يكفى الوفاء لرد تضحياتها وحبها.. وكان أيضا الإنسان المصرى القديم يقدس الأم ويعلى من شأنها وتوجد ذلك فى رسومه على جدران الآثار وفى مخطوطاته القديمة فلا أقل من لمسة حب وتقدير لأمهاتنا لنكن معهن وآبائنا نضرب المثل والقدوة لأولادنا ويتواصل الأحفاد مع الأجداد والجدات لننعم برضاهم وندخل الدفء والبهجة على قلوبهم ونفوسهم.. ألا تبعدنا عنهم إنشغالات الحياة بالعمل والأبناء..
لنحسن اكرام والدينا وخاصة فى الكبر بعد أن أفنا العمر من أجلنا.. ولنتذكر أن الأيام تدور فأرحم أمك ووالدك حتى يرحمك أبناؤك وتكن لهم المثل والقدوة الحسنة..
فالأمومة هى أعظم تكليف إلاهى وقد ضرب لنا الأمثال بالسيدة مريم العذراء وكيف حملت الأمانة بكل حب وصبر لتحمى وليدها ونبى الله عيسى من بطش ملك اليهود الذى كان يقتل كل طفل وليد دون الثانية من عمره خوفا على عرشه من النبوءة فلاذت به تحميه فى مصر ووجدت بها كل الحب والأمن والأمان فسعت لشعبها ولأرضها.. ثم عادت به لتسانده فى نشر دعوته ورسالته السماوية.. وقد كرمها الله بسورة كاملة سميت باسمها بالقرآن الكريم «سورة مريم».
إما أم الأنبياء العرب السيدة هاجر زوجة بنب الله إبراهيم وأم سيدنا إسماعيل أبو الأنبياء العرب ومن نسله جاء خاتم الأنبياء رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم..
وكيف تقبلت أمر الله بأن تظل فى أروض قاصلة ليس بها ماء ولا زرع ولا ضرع مع وليدها إسماعيل ليتركها نبينا إبراهيم مستودعا الله أن يجعل أفئدة من الناس تأتى إليهم ولكن الأم تجرى بحثا عن ماء لصغيرها الذى أشتد به الجوع والظمأ وتجرى متضرعه إلى الله بين جبلى الصفا والمروة وحيدة حتى استجاب الله لتضرع الأم التى لا ترد لها الملائكة دعوة خير وعداً من الله وإذا بالماء يتفجر تحت ضربات قدم الصغير وترويه وترتوى وتقول لها : زمى زمى وتصبح عين زمزم بمياهها التى لا تنضب مثل حب الأم وتضحياتها.. ليأتى الماء بالمارة والرعى والزرع ويستجب الله لدعاء نبينا إبراهيم عليه السلام وتصبح أفضل بقاع الأرض يحج إليها الناس من كل فج...
أمثلة كثيرة من تضحيات الأمومة يضربها لنا الخالق فى آياته القرآنية أمثال السيدة أم النبى موسى وكيف أستمعت إلى ربها وأنقذته بأن ألقت به فى اليم لتربية زوجة فرعون هذه السيدة المؤمنة تتخذه ولداً بأتى من بعد ليدعوا فرعون إلى التوحيد بالله الخالق.. وليعيد لأمه لكى ترضعه كما وعدها من قبل ليحمل عبء نشر الرسالة السماوية..
وهل بعد هذه الأمثلة نجد من يدعى أن المرأة كائن ضعيف وغير قادرة على الحياة مثل الرجل.. كيف وقدرة المرأة على تحمل آلام الولادة.. أثبت العلم أن الرجل قد يفقد حياته إذا تعرض لمثل هذا الألم غير المحتمل.. وهل هناك رجاجة عقل وتصرف فى أقوى المواقف مثل ما تبادر به كل أم لتنقذ أبناءها من الخطر أو لتوفر لهم كل ما تستطيع مهما كانت تضحياتها إنها الإنسان الوحيد القادر على أن يواصل الليل بالنهار من أجل أبنائها فى الوقت الذى تقوم فيه بكل أعبائها كزوجة وأم وامرأة عاملة ناجحة فى مجتمعها على كل المستويات وفى كل المجالات ، من الفلاحة المصرية التى توفر لنا الزرع والغذاء وترعى الثروة الحيوانة ومن العاملة والمدرسة والمهندسة والطبيبة والمحامية والعالمة والأستاذة الجامعية والعميدة ورئيس الجامعة والقاضية والوزيرة والسفيرة وتخرج لنا الأجيال من الشباب حاضر الأمة والصغار مستقبلها.. فلنحس تربية أبناءنا دون تمييز بين البيت والولد فى الحقوق والواجبات ولنربيهم على الاحترام المتبادل وعلى قيمنا وأخلاقنا فى مواجهة كل الأخلاق السيئة التى تواجه البنات والسيدات بالعنف وسلب الحقوق من ميراث أو حقوقها فى العمل والحياة الكريمة وأسرتها والمشاركة فى صنع قرارات وقوانين بلادها مثل هذا التخاذل الذى حدث فى تمثيلها بمجلس الشعب والشورى من قبل الأحزاب رغم قيمتها وخدماتها فى المجتمع.. فلنتدارك هذه السلبيات باختيار الإنسان الكفء دون تمييز فى النوع بين المرأة والرجل لمن لديهم الخبرة والعلم فى تمثيل الشعب لمن يضعون دستور بلادهم حتى تكون هناك رؤية شاملة لكل أطياف المجتمع من أجل طوق نجاة إلى بر الأمان للجميع..
ساحة النقاش