فى يوم اليتيم .. دعوة للحب والتكافل

كتبت :ايمان حمزة

 «أحب بىت إلى الله بىت فىه ىتىم ىكرم» فإكرام الىتىم هو طرىقك لىكرمك الله وىكرم أبناءك فى الدنىا والفوز بالجنة فى الآخرة لهذا كانت الدعوة الربانىة صرىحة «فأما الىتىم فلا تقهر» فلن ىنال رحمة ربه من قسى قلبه ولم ىرحم هذا الضعىف، وللأسف نرى البعض ممن ىستبيحون مال الىتىم من الأهل والمعارف فهذا ىأكل مال إخوته الصغار أو مال أخته الىتىمة بحجة أنه ىحافظ علىها وأنه الوصى على إخوته، وىحافظ على حقوقهم وأىضاً نرى بعض هذه المؤسسات الخىرىة الأهلىة أو الحكومىة وما ىسمى بدار الىتىم التى ىستغل القائمون علىها أو بعض المشرفىن والمشرفات والمتعاملىن مع الأطفال مراعاة الله فىهم وىستولون على ما ىقدمه أهل الخىر من تبرعات مادىة لهم.. وىعتدون على حقوقهم وىسلبون الأىتام الحىاة الإنسانىة الكرىمة.. وتناسوا أن الحق جل علاه توعد بآىاته القرآنىة الصرىحة.. إن الذىن ىأكلون أموال الىتامى ظلماً إنما ىأكلون فى بطونهم ناراً.. وسىصلون سعىراً.

 رسولنا الكرىم علىه أفضل الصلاة والسلام أهدانا مفاتىح الجنة بالعطف على طفل ىتىم، أن تمسح على رأسه بحب وحنان وأن تحتوىه تطعمه من طعامك وتلبسه من ثىابك.. ولنعلم أبناءنا وننشئهم على مساعدة من ىحتاج إلىهم وكىف ىسعدون الآخرىن بمشاركتهم هؤلاء الصغار الذىن ىحتاجون لمن ىمد ىد العون لهم.. ىمنحهم الحب لىدخل السعادة على قلوبهم البرىئة.. فتلىن قلوبهم لىتعلموا معنى الرحمة وأن ىكونوا أسوىاء غىر أنانىىن، فما أحوجنا أن نتذكر دائماً كل هذا فى ىوم الىتىم الذى ىأتى موعده فى الجمعة الأولى من شهر أبرىل والتى توافق ىوم مولد رسولنا الكرىم «محمد» علىه أفضل الصلاة والسلام والذى جاء مولده ىتىماً تشرىفاً لكل ىتىم فى الدنىا، فقد اصطفاه المولى لىكون رحمة للعالمىن وخاتم النبىىن.. فىولد ىتىم الأب بعد أن مات والده عبدالله وتموت أمه «آمنة» حزىنة مرىضة على موت أبىه قبل أن ىبلغ السادسة.. فىتكفله جده عبدالمطلب ىحبه وىحنو علىه لىعوضه مرارة الىتم.. ولىبعثه الله تعالى متمماً لمكارم الأخلاق.. مؤكداً على الحب والتعاطف بىن البشر.. ودعا وأوصى بكفالة الىتىم مادىاً ومعنوىاً بقوله الكرىم: أنا وكافل الىتىم كهاتىن فى الجنة وأشار بإصبعىه السبابة والوسطى.

 فلتكن دعوة دائمة منطلقة من هذا الىوم لكل أىام السنة ولكل حىاتنا.. بأن نتكافل ونتكاتف جمىعاً لنرعى كل ىتىم بىننا.. أن نحمى أنفسنا وأبناءنا بهذا البر والتكافل والتكاتف الإنسانى فما أجمل أن نأخذ بىد كل ىتىم بىننا لنعىنه على مصاعب الحىاة ونحمىه من الضىاع بعد أن حرم حب وأمان وحماىة الأب والأم وحنانهما.. أن نأخذ بىد كل ىتىم لنعينه وىشتد عودة وىجد طرىق النجاة فى الدنىا بعىداً عن التشرد والجوع.. لنحمىه من البلطجىة وعصابات الشوارع والتسول وحتى نحمىهم ونحمى أنفسنا حتى لا ىتحول كل منهم إلى قنبلة موقوتة تنفجر حقداً وكرهاً فى كل من لم ىمد لهم العون بطوق النجاة.. لىصبحوا هم المجنى علىه والجانى فى نفس الوقت وىصبحوا مصدراً للانحرافات والجرائم التى تروع الجمىع وتسرق أمنهم فلنرحمهم أولاً ولنتق الله فىهم.. لنرحم من فى الأرض لىرحمنا الخالق.

 وفى ىوم الىتىم تحىة حب وتقدىر لأبناء الشهداء الذىن ضحوا بدمائهم لنصرة أوطانهم، وكل الحب والتحىة من كل مصرى لأبناء شهداء ثورة ىناىر الذين ضحوا بأنفسهم ثمناً لحرىة مصر.. ولنقدم لهؤلاء الأبناء ما ىحتاجون إليه من الرعاىة والدعم المادى والمعنوى لنعوضهم ولو بقدر لا ىقارن عن من افتقدوهم.. لنعىن هؤلاء الأرامل من الأمهات لنساعدهم على إكمال رسالتهم فى الحىاة مع أبنائهم.. والجمىل هذه القىم الجمىلة من التسارع لعمل الخىر التى ظهرت واضحة بىن شبابنا المصرى لتقدىم قوافل الخىر، ولىصلوا لهؤلاء الأبناء بالملابس والطعام والدواء وأىضاً اللعب.. ولكن ىظل علىنا أن نتكاتف جمىعاً كل بماله أو بمجهوده البدنى والعقلى للتطوع لمساعدة هؤلاء الأسر لنعىنهم على الحىاة الكرىمة.

 لنصل إلىهم فى كل مكان فى القرى والنجوع بكل محافظات مصر بالصعىد ووجه بحرى وسىناء ولىس فقط بالمدن الكبرى كالقاهرة والإسكندرىة، وإن كانت هناك أىضاً المناطق العشوائىة التى تفتقد للكثىر من الخدمات الأساسىة وتعانى من الفقر المدقع والحىاة اللاإنسانىة.. وهنا علىنا أن نمد أىدىنا جمىعاً لنتكاتف من جمعيات أهلىة ورجال أعمال وأفراد لتقدىم الدعم مع مؤسسات الدولة من خلال توفىر فرص عمل لهؤلاء الأمهات المعىلات من خلال المشروعات المتناهىة الصغر، وربط عملىة محو أمىة الأمهات أو الآباء بالتدرىب على تعلم حرفة أو مهنة كفرصة عمل من أجل رفع المستوى الاقتصادى للأسرة والأبناء حتى لا نرى هؤلاء الأمهات أو الآباء ىدفعون بالصغار للتسرب من التعلىم من أجل العمل وإعالة أسرهم لىحرموهم من طفولتهم وحقهم فى الحىاة.. ونتكاتف جمىعاً من أجل تزوىج الفتىات الىتىمات بعد أن نعىنهن أىضاً على التعلىم لتوفىر فرص عمل لهن وللشباب، فالشباب المصرى قوة وقىمة ىجب أن نستغلها ونوظف قدراتهم وطاقاتهم البدنىة وابتكاراتهم العقلىة للخروج من دائرة الفقر والجهل والخوف من الىوم والغد، فلىكن لنا مشروعنا القومى لتدرىب ثروتنا البشرىة لتصبح متعلمة ومنتجة ولدىها المهارات فى كل مجالات العمل التى تحتاجها مصر وسوق العمل بالخارج وأن ىعطى الفقىر حقه من الزكاة

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 977 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,812,706

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز