بحر الأوهام

 

كتبت :مروة لطفي

حتى وقت قريب كنت انتقد صديقاتى اللاتى يشكين من هجر الحبيب وأتهمهن بالغرق فى بحر الأوهام لكن يبدو أننى كنت مخطئة أو كما يقولون من يقف على البر يختلف تماماً عن العائم فى عرض البحر. فأنا فتاة جامعية أبلغ من العمر 20 عاماً .. ولم أكن مررت بأى تجربة عاطفية حتى العام الماضى حين التقيت به فى إحدى الحفلات .. فهو يكبرنى بأربعة أعوام وسرعان ما انجذب كل منا للآخر لتتطور علاقتنا إلى طوفان من الحب الجارف .. لذلك حرص على تعارفى بأهله باعتبارى زوجة المستقبل كما كان يردد دائماً .. الأمر الذى زاد من ثقتى به ليصبح الآمر الناهى فى حياتى .. هكذا .. استمرت علاقتنا دون أى مشاكل أو مشاحنات لمدة عام كامل حتى ظهرت تلك الزميلة فى عمله، والتى قلبت مشاعره رأساً على عقب .. ففى البداية أعجب بأسلوب تفكيرها والذى كثيراً ما حدثنى عنه بعدما بدأ يقتنع بأرائها المخالفة تماماً لكل ما أبديه له .. ورغم ضيقى من هذا الوضع إلا أننى تقبلته باعتبارها صديقة وفقاً لكلامه.. والذى كان على عكس الواقع .. فيوم بعد يوم .. تطورت صداقته معها ليعلن عن تغير مشاعره تجاهى وتحولها لتلك الصديقة التى تفوق عقليتها سنوات عمرها بمراحل بينما مازلت أعيش طفولة متأخرة على حد اتهاماته .. هكذا .. أنهى علاقتنا بمنتهى السلاسة ليبقى منها جرح غائر لا يندمل .. أرجوك ساعدينى .. فأنا أعيش فى سلسلة لا نهائية من الألم النفسى .. فلا أستطيع الخروج من دائرة حبه أو طرد تلك الصديقة من مشاعره وإعادة علاقتنا لسابق عهدها .. ماذا أفعل؟! ع.ص «مدينة نصر» -

رغم إدراكى التام أن مشاعر الإنسان من الأشياء الخارجة عن إرادته فلا يوجد جهاز تحكم عن بعد من خلاله نستطيع إدارة أحاسيسنا لنغلقها أمام من نريد أو نغيرها فى اتجاه آخر. لكن ليس معنى هذا أن نستسلم لمشاعر سلبية قد تأخذنا إلى منحنى خطير من الأوهام والتى قد تصل بنا للوقوع فى دائرة لا حصرلها من الأمراض العضوية والنفسية والسبب ببساطة يكمن فى إضاعة أحلى سنوات العمر فى علاقة انتهت صلاحيتها وفقاً لجميع معايير الارتباط العاطفى.. فمن الواضح أن هذا الحبيب الهربان غير ناضج عاطفياً مما يدفعه للتخبط وعدم الاستقرار.. وعادة ما تعجب هذه النوعية بالإناث اللاتى يجدن الظهور بالنضج وقوة الشخصية ومن ثم لن يعيده البكاء أو الجلوس على دكة الانتظار .. إنما يجذبه الاهمال وارتداء عباءة النسيان .. لهذا عليك بتجاهل التركيز فى مشاعرك تجاهه مع شغل نفسك فى أشياء أخرى كالدراسة، هواية مفضلة، أنشطة اجتماعية غيرها .. مع ضرورة إظهار محوك لتلك التجربة من حائط ذاكرتك .. فحتى لو لم تكن هذه الحقيقة سوف تتحول بمرور الوقت إلى واقع عن طريق ترديدها الدائم واظهارها للمحيطين .. فإذا نجحت هذه الوسيلة فى إعادته تحقق مرادك .. وإن لم يكن فأنت المستفيدة بالخروج من تلك الأزمة.. وأخيراً تذكرى أن هجر الحبيب ليس نهاية المطاف إنما النهاية الحقيقية تكمن فى الوقوف عند تجربة فاشلة فهنا لن يقتصر أثرها على تدمير حاضرك بل يمتد لضياع مستقبلك .. ووقتها لن ينفع الندم على أيام وفرص أهدرت بفعل علاقة لن يكتب لها أبداً أن تعود..

 

ساحة انتظار

على قائمة الانتظار، أعيش فى حالة ترقب دائمة لحدوث معجزة ألتقى فيها مع نفسى لأصالحها مع طلة حنين تنتابك، ليعرف الفرح عنوانه إلى قلبى من جديد.. فأنا فى متاهة حزن لانهائية منذ أن فارقتك .. أتعبنى بعادك .. وأتعبنى أكثر منه اقترابك فهو يعطينى أمل زائف باستعادة صورة الماضى فى ظل حاضرى الغائب بعد أن فقدت الأيام بريقها باقتحام أخرى لحياتك .. وحيدة أنا بدونك رغم وجود الناس .. تائهة دون ملاذ ولا أجد الدليل.. ضائعة داخل هواك ولا أستطيع الفرار.. ورغم إدراكى التام أن أحاسيسك تجاهى أصبحت فى خبر كان.. إلا أننى لازلت أذوب عشقاً فى هواك.. لذلك أهرع إلى ساحة مشاعرك علنى أجد وسيلة أطرد بها تلك الأخرى وأعيد أحرف اسمى لجدار قلبك.. وحتى يأتى هذا اليوم أستحلفك بكل كلمة حب نطقت بها ذات يوم أن تسمعنى صوتك.. فكل ذرة فى كيانى تشتاق إليك أو بمعنى أصح أحبك ولا أقوى على بعدك.

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 790 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,915,378

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز