«برافو» ياسعد يا صغير يا كبير أوى!

كتبت : تهاني الصوابي

«أنا واد جدع وطيب، وعارف ظروفكم كويس، ماشى بما يرضى الله، ولا بعط ولا بهيس، جد ماليش فى الهزار، أخدمكم ليل ونهار، من الآخر باختصار أنا عايز أبقى الريس، هدى كل واحد شقة وتوك توك مرخص، وإذا كان على الإنجليزى، وأنا رايح لأوباما هاخد معايا مترجم، ونرجع بالسلامة».

 هكذا أعلنها المطرب الشعبى سعد الصغير صريحة فى رده على من هاجموه واستكثروا عليه أن يسحب أوراق ترشيحه لرئاسة الجمهورية مثله مثل المئات غيره ممن لا يصلحون قبل من يصلحون لتولى أعلى منصب فى البلاد، حيث قال: «الغلطة ليست غلطتى، فالمسئولون لم يضعوا شروطاً قاسية لمرشحى الرئاسة، وعلى المتهكمين أن يراجعوا أنفسهم، فأنا مواطن مصرى، من أب وأم مصريين، وعمرى تخطى الأربعين عاماً، صحيفتى الجنائية خالية من الأحكام القضائية».

 كلمة حق نطق بها المواطن «سعد الصغير»، نعم من حقك الترشح، فلست أقل ممن ذهبوا يهرولون، ويتسابقون للترشح والاستحواذ وحدهم دون غيرهم، والحقيقة أن موقف سعد لم يكن غريباً، أما الغريب حقاً هو أمر هذا الشعب المصرى، الذى لايكف عن السخرية والتهكم على سحب «سعد» لأوراق الترشح، بسبب أغانيه المنتشرة التى يصفها البعض بالهزلية، على الرغم من أن أرقى المستويات الاجتماعية والثقافية يتهافتون عليه ليحي أفراحهم ولياليهم الملاح، ثم «يطلع» عليهم الصباح، ويتنصلون منه، وكأنهم يعانون من ازدواج فى الشخصية بين ما يخفون وما يعلنون، وهو مسلك ومنهج الكثير من الجماعات الدينية، التى تدفع بمرشحيها الآن لتولى رئاسة مصر، فما العيب إذن أن يترشح سعد الصغير، أليس الرجل أكثر منهم صدقاً مع نفسه، ويعرف قدراته جيداً، ولايكذب ولا يخادع ولايتراجع عن مواقفه، ولم يقسم بأغلظ الأيمان لمدة عام كامل بأنه لن يترشح ثم يتراجع فى رأيه ومواقفه، ولم يتجمل بإخفاء جنسيات أسرته الحقيقية، فـ«سعد» صادق مع نفسه، ويعرف قدر موهبته، ومكانته عند شريحة كبيرة من المجتمع المصرى كفنان شعبى، يعمل ويجتهد ويحصل على أجره مقابل عمله، ولم ينصب على المصريين باسم الدين أو السياسة.

 يأخذون على «سعد الصغير» أنه ذهب لمقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بزفة بلدى، ولم لا، وقد سبقه الشيخ حازم أبو إسماعيل عندما ذهب بأتباعه ومؤيديه إلى اللجنة العليا للانتخابات بالمئات والألوف وسط هتافات مدوية، ونظيره خيرت الشاطر مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، الذى أصر هو الآخر أن يذهب فى صحبة مؤيديه فى محاولة لاستعراض القوة أمام المواطن «الغلبان الشقيان» وكأنها منافسة على من هو أشد قوة من الآخر..

 وأياً كانت طريقة كل منهم، ألا تتفقوا معى أن الزفة بالطبل البلدى والمزمار تتفق مع «سعد الصغير» باعتباره مطرباً شعبياً ولا يتفق مع مرشحي الأحزاب الدينية، وهو ما يثبت أن «الصغير» كبير فى صدقه بينما الآخرون الذين يعتقدون أنهم كبار هم صغار فى مواقفهم وطريقة تعاملهم مع الشعب المصرى .. ولكن ماذا عسانا أن نقول، إنه الكيل بمعيارين، الذى نصر على أن نأخذه منهجاً وسبيلاً فى تعاملنا مع الأشخاص وفى المواقف، وهنا نقول يكفى فخراً لـ«سعد الصغير» أن بنى مسجداً بلا ضجيج أو ضوضاء أو أضواء، ولم يتخذ منه مقراً لحملته الدعائية، ولم يدع أنه حاصل على الدكتوراه من السوربون أو الماجستير من جامعة كمبردج، لكنه أعلنها صراحة: «أنا كنت فاشل فى التعليم، وساقط 6 ابتدائى، وأنا سياسى «كى جي وان» ومبفهمش بس قدمت للرئاسة علشان أعطى درساً للحكومة أن رئاسة مصر أكبر من كدا بكثير، أنا جمعت «55 ألف توكيل»، ودا شرط تافه ومينفعش الشروط دى تبقى شروط فى رئاسة مصر، ولم تكلفنى التوكيلات سوى ثمن البدلة التى ذهبت بها إلى لجنة الانتخابات، وأنا منفعش أمسك مجلس محلى، بس الرسالة كانت لازم توصل، والشرط ده لازم يتغير علشان اللى ينفع يبقى رئيس بس هو اللى يترشح».

 «أحسنت يا سعد الصغير يا كبير أوى»

المصدر: مجلة حواء -تهاني الصوابي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 482 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,902,594

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز