جوائز التليفونات فخ للسرقات

كتبت :ماجدة محمود


 من آن لآخر تلاحقنى شركات الأجهزة المنزلية، والتجميل فى تليفون المنزل أو المحمول بجملة واحدة لا تتغير «مبروك حضرتك كسبت معانا جائزة»، ولأننى أعرف هذه الحيل، وشاهدت بعضا منها. أرد قبل أن تستكمل جملتها، شكراً لا أرغب فى أى جوائز، وتنتهى المكالمة، ولا تنتهى التساؤلات بداخلى خاصة وأننى كما ذكرت حضرت موقفين، الأول: عندما ذهبت لزيارة صديقتى طبيبة الأسنان، وأبلغها زوجها بفوزه بـ ipad ولكونه فى اجتماع والمسألة تتطلب بعض الخطوات، أعطى رقمها للشركة لتتبع هى الخطوات إلى أن تحضر لها الجائزة فى المنزل، لأنه علم إن الإستلام يكون «لحد باب البيت» وبالفعل تحدث المتصل وطلب منها إحضار ثلاثة كروت شحن فئة المائة جنيه على أن تدخلها للرقم الذى سيرسله لها بالترتيب، وفى بداية إرسالها للرقم أسفل الخربشة، أشرت لها أن تطلب منه الحضور إلى المنزل وإجراء الخطوات أمامه على أن تتسلم الجائزة، لكنه رفض من باب الاطمئنان أخبرها بالعشرة أرقام الباقية والموجودة بالفعل فى الكارت، فعدت وتدخلت فى الحديث وقلت لها: مادامت الجائزة تُسلم فى المنزل، فلماذا لا يأتى ويحصل على باقى الكروت، لتطمئن بالفعل أن هناك جائزة قيمة.

 فأصر على رفضه وقال: إذا كان هناك شك ادخلى الرقم من تليفون المنزل وسأخبرك بباقى الأرقام كما فعلت فى الكارت الأول.

 وهنا تحول شكى إلى يقين بأن هناك ثمة نصب فى المسألة.

 فأخذت التليفون وتحدثت إليه وأنا مصرة على عدم إرسال باقى الكروت إلا عندما يحضر ونقوم بعملية تسلّم وتسليم، فوافق وأغلقت السماعة، وانتظرنا طويلاً: فلم يحضر، اتصلنا برقم المحمول فإذا به مغلق.

 وهنا أيقنا أن الموضوع نصب فى نصب، وأكدت لها أن هذا الشخص من العاملين بالشركة لأنه عرف رقم الكارت. ولسوء حظه كان لسكرتيرها شقيق يعمل بنفس الشركة. فأخبرهم بالواقعة وأمدهم برقم المحمول ليتضح أنه أحد الموظفين وأنه يحتال على العملاء ويستولى على كروت شحن على الهوا، وقد كرر فعلته مع أكثر من عميل وبالطبع تم فصله من العمل.

 الموقف الآخر تعرضت له شقيقتى الصغرى، والتى اتصلت بها إحدى الآنسات تبشرها بفوزها بطاقم كاسات، وآخر مكون من ملاعق وسكاكين على أن تدفع فقط ثلاثين جنيها قيمة الشحن «التوصيل».

 وافقت على الموعد المحدد، حضر المندوب إلى المنزل لتسلمه المبلغ وتتسلم الهدية وتفتحها لتجد قيمة لا تزيد عن عشرة جنيهات!!

 المشكلة هنا ليست فى أن الهدية ليست بنفس قيمة مادفعته، ولكن الخطورة فى أن يكون وراء هذه الشركات عصابات ترصد المنازل لتعرف مواعيد وجود الأسر أو موقع الشقة.. إلخ، ثم تقوم بعد ذلك بالسطو عليها.

 أو إذا وجدت صاحبة المنزل تتحلى ببعض المشغولات الذهبية تنقض عليها وقد تقتلها.

 إن هذه المواقف تتطلب من السيدات التروى عند الرد على التليفون واستقبال مثل هذه المكالمات خاصة، وأن هناك من يبلغك بالفوز بعمرة أو رحلة للخارج وكلها أمور قد تجذب بعض السيدات وترى فيها فرصة فتندفع وتقدم معلومات عن أسرتها وبيتها وهى فى الأساس مصيدة للسرقة، أما أهم ما أتوقف عنده إضافة لما ذكرت هو كيف يحصل هؤلاء على أرقام تليفونات منازلنا وبعضها مدرج فى السنترال «سرى وشخصى» وأيضاً كيف يتوصلون لأرقام المحمول؟ أعتقد اننا بحاجة إلى حماية خصوصيتنا والمسئولية هنا تقع على شركات الاتصال، وأتصور انه لابد من إقامة دعوى قضائية إذا تعرض أحد لأى من هذه المخاطر من خلال هذه الوسائل، وأعود وأؤكد على السيدات توخى الحذر من جوائز التليفونات لأنها "فخ للسرقات" .

المصدر: مجلة حواء -ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 766 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,699,595

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز