بتدخل الأهل والأصدقاء
عريسي طار ارتحتم
كتبت :اسماء صقر
آه لو كانت الساعة تعود للوراء لكنت قد أعدت التفكير وأحسنت التصرف.. هذا هو لسان حال كل شاب وكل شابة يقدمان علي قرار فسخ الخطبة تسرعاً وانفعالاً لمواقف قد يسهل تجاوزها، وهنا يكون الندم غير مجد ونافع، ويكون الواقع والحياة أسبق بضغوطها إلي حياة الفاسخ الندمان، فكيف تتصرف في مثل هذه المواقف عزيزي الشاب عزيزتي الشابة؟! هذا ما نعرفه في السطور التالية...
البداية مع فاطمة سعيد -23 سنة- تقول: لقد تمت خطبتى منذ أربعة أشهر على شاب زميل يعمل فى شركة سياحة خاصة، وكنا متفقين على كل شئ الأثاث والمفروشات، وكانت الشقة نقطة الخلاف، فكان دائماً يشكو من والدته وأبيه وكان دائماً يثنى على زوجة أخيه ويمتدح سلوكها وأخلاقها وأنها ترعى شئونه كأخ، ما جعلنى لا أشعر براحة فى العيش معهم فى بيت واحد، فطرحت عليه فكرة إستئجار شقة، وظلمنى بفهمه الخاطئ معتقداً أننى اريد عزله عن أهلة وبناء عليه انتهت الخطبة، وأنا ندمانة الآن لأننى ناقشت هذا الأمر فى الوقت غير المناسب.
البخل
وكان البخل مشكلة أروى جمال -26 سنة- تقول: فسخت خطوبتى منذ شهرين بسبب بخل خاطبى، فكنت دائماً ألح عليه لنتنزه معاً أو نتناول الغداء معاً خارج المنزل ولو لمرة واحدة فقط فى أى نادٍ أو منتزه، لكنه يفاجئنى بالرفض ما جعلنى أتصور حياتى معه بعد الزواج على أنها جحيم وعذاب وأنا لا أحب أن أكون مطلقة فى يوم من الأيام.
أشعر بالندم لفسخ خطوبتى وعدم تمسكى بخاطبى وكل هذا سبب والدى، بهذه العبارة تبدأ كلامها سلوى -25 سنة- فهو يجب أن يزوجنى رجلاً ذا مستوى مادى عالٍ وها أنا الآن تمر على الأيام ولايتقدم لخطبتى أحد بسبب تعنت أبى ومغالاته.
العند
أما «ش.ص» -22 سنة- تقول: ظروفى العائلية وانفصال والدى عن أمى جعلنى لا أثق فى الرجال ولا أهتم بأمر الحب والعواطف، فبالفعل تقدم لى شاب يعمل عامل فى أحد المصانع، وطلب يدى من زوج أمى فوافقت كى أتخلص واهرب من المعيشة معه وتحمله نفقاتى كنت أعامل خطيبى بنوع من الجفاء وعدم الاهتمام، فهو كان يريد الخروج معى وأنا رفضت ذلك، كان يطلب منى سماع كلمات الحب لكننى كنت لا استطيع نطقها فشعر بأننى أكرهه رغم إعجابى به، لكننى لا أقدر أن أعبر عن مشاعرى له ما جعله يتركنى وفسخ الخطوبة وحقاً أنا ندمانة على خسارتى له.
ويحدثنا د. عبد الفتاح درويش - أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية- عن التوابع النفسية لقرار فسخ الخطبة يقول: إن فسخ الخطبة يؤثر نفسياً على الفتاة والشاب فيحدث صدمة لدى الطرفين، وتتأثر أكثر الفتاة بهذا القرار وتتألم بشدة وتتساءل لماذا حدث كل هذا؟
لذلك قبل اتخاذ هذا القرار الصعب لابد من الرجوع إلى الأهل، لأخذ رأيهم والتفكير بتروٍ وموضوعية قبل القدوم على هذه الخطوة.
ويشير د. درويش: إلى وقوع الكثير من الشباب والفتيات فى بعض الأخطاء دون وعى، كتدخل الأهل فى مشاكلهم أثناء فترة الخطوبة وفقدان الاحترام لدى الطرفين، والانسياق وراء العاطفة ونسيان حجر الأساس الذى يقوم عليه الزواج الناجح، وهو التكافؤ والقبول والتوافق النفسى والاجتماعى.
ومن أجل خطوبة وزواج ناجح، انصح بضرورة الاستماع للآخر والمناقشة والحوار الهادئ بين الطرفين، ومشاركة الأهل والحرص على تحقيق التوازن والاستقرار الأسرى بين العائلتين
ساحة النقاش