كلُّهم يحبونها

كتبت :ايمان حسن الحفناوي

أكتب هذا الكلام قبل ساعات من عرس كنا ننتظره طويلا، حيث نصطف جميعا في طابور الحرية والإرادة، نختار الفارس الذي سنزف له مصرنا الحبيبة، وأيا كانت أيديولوجية القادم وخلفيته الفكرية، فسوف يأتي باختيارنا، لذلك قد أصبحت الأمانة كبيرة علي كل مصري ومصرية، وسيحاسبنا الله إن تراخينا، أو تهاونا في الاختيار..

هذا ما أتمنى أن تفهمه كل أم، وتهمني هنا الأم بالدرجة الأولى، لأنها تؤثر بشدة في أبنائها مهما تصورت أن تأثيرها ضعيف، لذلك فنساء مصر مسئولات أمام الله عن اختيارهن، هن أيضا ولو بشكل غير مباشر مسئولات عن إيجابية الأبناء، وحشدهم للذهاب لصناديق الاقتراع، وحتى أحيانا يصبحن مشاركات في هذه الاختيارات. وإذا تعللت أي أم وقالت أنها لا تأثير لها البتة عليهم، فهذا إنما يدل على خلل في التواصل والعلاقة بينها وبين أبنائها، تصبح أيضا مسئولة عنه بشكل أو بآخر.

لابد أن تشعر المرأة بأهميتها، فالمرأة ولا شك تحدد شعبية الرجل بدرجة كبيرة، حيث أن النساء يملكن قاموسا من التعبيرات المقنعة، ويستطعن المناقشة باستفاضة ويقضين وقتا أطول مع الأبناء.

المرأة أيضا - وهذا ما لاحظته في الفترة الماضية- صارت تتابع باهتمام ما يتم تناوله علي شاشات التليفزيون من حوارات مع المرشحين، فأصبح لديها قدرا لا بأس به من المعلومات، هي أيضا من يلجأ إليها ابنها أو ابنتها لتريها آخر ما يتم تداوله عن المرشحين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيفتح باب النقاش بينها وبين الأبناء، هي أيضا من تتابع الخادمة مثلا أثناء ترتيب البيت، لذلك يمكنها من خلال هذه المتابعة أن تناقشها وتفهمها أهمية صوتها وتحاورها فيمن تريد انتخابه، وتوضح لها بعض النقاط التي استغلقت عليها، ولكن شريطة أن تكون أمينة بحيث لا تجعل هذه الخادمة مجرد ببغاء لما تريده هي، المرأة أيضا تتعامل مع حارس العقار وزوجته وأبنائه، ومن ثم يمكنها أن تغرس بداخلهم ايجابية الوعي لحثهم على المشاركة وتوضيح النقاط المهمة في برامج المرشحين..

المرأة يمكنها أن تفعل الكثير، وهو ما سيعود عليها رخاء ونجاحا لبلدها وبالتالي لها ولبيتها.. ليت النساء يفهمن قدرهن الحقيقي الكبير كما هو في الواقع، فهذا الفهم سوف يمكنهن من أن يفعلن الكثير.

وقبل كل شيء وبعد كل شيء، لابد أن نعرف أن كل من رشح نفسه إنما يحب مصر، لكن يأتي حبه لها من منظوره الخاص، فمعنى أن أرشح نفسي لهذا المنصب، هو أنني أتحمل التعب والإرهاق، أتحمل الشكوك ومحاولات التهديد، أتحمل تصيد أخطائي بل وتلويث السمعة أحيانا.. لماذا يتحمل كل هذا؟ ولماذا يتحمل أن يصبح في امتحان صعب، يقف في طابور يعرض نفسه على الناس ليحظى بالقبول أو تكلل مساعيه بالرفض؟

لأنه يحب بلده ويريد أن يفعل لها شيئا، فعلينا أن نشكرهم جميعا لأنهم صمدوا للنهاية وتحملوا هذا الامتحان الصعب.

إذا أردتم أن تعرفوا مشاعرهم جيدا فسأقرب لكم الصورة، تخيلوا فتاة جميلة، الكل يتمناها، لكن الفتاة مهرها صعب والفوز بها غير مضمون، بعض الشباب لن يتقدم لأنه يخاف الرفض، ولعلمكم الرجل يرتعب من أن يتم رفضه، رغم ذلك يتقدم للفتاة ثلاثة عشر فارسا، وكل منهم يعرف أنه سيتم اختيار واحد فقط، وعلي كل منهم أن يجهز نفسه للحظة الرفض الفظيعة.. تخيلوا معي هذه الحالة النفسية لتعرفوا كيف أحب هؤلاء الرجال مصر، حتى لو اختلفنا في نوعية حب كل منهم لها، فهناك من يحبها بتملك وهناك من يعشقها ويتمنى إسعادها فعلا، وهناك من يتودد لها لأنه يريد مصاهرة علية القوم، وهناك وهناك وهناك.. لكن في النهاية، كما قلت كلهم يحبونها، وسألت ربي العلي القدير أن يعطيها لمن يستحقها، وأن يعوض صبرنا خيرا في إنسان يقدر حجم هذا البلد العظيم، ويفهم قيمة هذا الشعب المخلص .

المصدر: مجلة حواء- ايمان حسن الحفناوي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 522 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,839,899

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز