ثمن الأنوثة

 

كتبت : مروة لطفي

أكتب لك بعد أن ضاقت بى الدنيا وباءت محاولات هروبى من أزمتى بالفشل.. فأنا سيدة أبلغ من العمر 29 عاما نشأت فى إحدى محافظات الصعيد وما أدراك النشأة المغلقة التى تعيشها نساء الوجه القبلى.. وما بها من عادات وتقاليد لا تفرق بين متعلم وأمى.. فرغم إنهائى لدراستى الجامعية إلا أن ذلك لم ينحنى فرصة اختيار شريك حياتى.. فكانت النتيجة قبول عريس مناسب من وجهة نظر والدى.. وبالفعل .. تزوجت دون أن أعرف شيئا عن ماهية العلاقة الزوجية سوى نصيحة والدتى بضرورة الإصغاء لأوامره وتنفيذ طلباته وهو ما حرصت عليه منذ اليوم الأول لزواجى.. فهل أرضى ذلك زوجى؟!.. لقد دأب على تعذيبى بالضرب والإهانة تارة.. واتهامى بالبرود وانعدام الأنوثة تارة أخرى.. وبعد عدة أشهر من زواجنا ألقى علىّ يمين الطلاق دون أى ذنب اقترفته سوى إصغائى لأوامره وعدم الإفصاح عن العجز الجنسى الذى يعانيه.. هكذا.. انتهت علاقتى الزوجية لأدخل دائرة لا نهائية من الانهيارات العصبية والنفسية بسبب تلك العادات الصعيدية التى تحمّل المرأة فشل حياتها الزوجية.. الأمر الذى أدى لمحاولة انتحارى مما أجبر أسرتى على الموافقة على عملى بإحدى الجمعيات بمحافظتنا لعل ذلك يساعدنى على النسيان.. وهناك التقيت به.. إنه رئيسى فى العمل الذى يبكرنى بعشر سنوات وله زوجة و3 أبناء، وقد غمرنى بالاهتمام والحنان مما دفعنى للانجذاب إليه.. ودون تصريح منى أو منه وجدت شيئاً ما لا أستطيع وصفه يقرب بيننا!.. وكثيرا ما أتساءل هل يحبنى؟.. وما هى نهاية علاقتنا؟ خاصة أننى أرفض وضع الزوجة الثانية كما لا أرضى لنفسى بالتسبب فى خراب بيته؟!.. لا أعرف بالضبط.. ماذا أريد.. فكل ما أعرفه هو ولعى الشديد بهذا الاهتمام الذى لم اعتده من قبل.. ماذا أفعل؟!

م.أ «أسوان»

- على الرغم من المجتمع المنغلق الذى دائما ما يحمل المرأة عبء الفشل الزوجى.. إلا أن ذلك لا يعنى أن تدخلى نفسك فى دائرة لا نهائية من التخبط وفقدان الثقة.. والنتيجة تلك المشاعر غير محسوبة العواقب التى تعانيها، خاصة أن بعض الرجال لديهم حاسة سادسة للمرأة المجروحة فى مشاعرها.. ومن ثم يحيطونها بوابل من الكلمات المعسولة بهدف التسلية وإثبات قدرتهم على امتلاك قلوب النساء.. وأعتقد أن رئيسك فى العمل ينتمى لهذه النوعية.. لذا عليك بترشيد مشاعرك حتى لا تبددينها هباء فيما لا ينفع تحت لافتة «ظمأ المشاعر» فهذا النوع من العلاقات كالرمال المتحركة التى يغرق داخلها كل من يقف عليها..

ونصيحتى لك أن تحاربى مشاعرك السلبية عن طريق البحث عن عمل آخر وأهداف أخرى كهوايات كامنة داخلك سواء كانت ثقافية، فنية، كأشغال يدوية وغيرها.. والأهم أن تعيدى تأهيل ثقتك فى نفسك.. وكونى على يقين أن نظرتك لذاتك وظروفك تنعكس على الآخرين.. فإذا نظرت لها بثقة واعتزاز انعكست رؤيتك على المحيطين، أما إذا حدث العكس فسوف يقدم عليك مدمنو العبث بالمشاعر أو تدخلين نفسك فى علاقة زوجية جديدة فاشلة بينما يهرب منك أصحاب سمات الرجولة الحقيقية ولك حرية الاختيار.. وأدعو القراء للتعليق على هذه المشكلة عبر بريد المجلة الإلكترونى

ومضـــــــــــةحـــــــــــــــــــــــب

الجولة القادمة

هل جربت أن تعيش الحلم؟!... تصدقه.. ترسم آمالك وتخطط لأيامك وفقا لما تمليه عليك أوهامك!!.. تمحو شخابيط الماضى الموحشة من على جدار القلب وكلك رجاء أن يأتى الغد حاملا معه فرحة العمر..

تنظر للمستقبل.. فتلوح لك السعادة من بعيد مؤكدة على إمكانية طرقها على أبواب عمرك الذى أضعت أحلى سنواته جريا وراء سراب!

خيالات.. طموحات.. أمنيات عديدة ذهبت جميعها فى خبر كان والسبب ببساطة حماقتى التى أوقعتنى فى حبائل وعودك الكاذبة.. ودفعتنى إلى الدوران حولها على مدار 540 يوما حتى سقطت ألاعيبك فى عرض البحر ومعها تبخرت أحلامى فى الهواء..

لذا أبشرك بفوزك فى الجولة الأولى لكن لا تزال بيننا جولات حتى أثأر لكبريائى الذى أهدرته فى نيل رضاك!..

قالوا عن الحب

الحب تجربة حية

لا يعانيها إلا من يعيشها

سيمون دي برافو

المصدر: مجلة حواء- مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 732 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,700,043

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز