أطفال لأمهاتهم:

توتة توتة ما فيش حدوتة

 

كتبت : منار السيد

حلت قنوات الأطفال الفضائية محل حدوتة الأم التي تربت عليها أجيال سابقة، وكان التصاق الابن بأمه باعثا للدفء والحنان ويخلق جسر الود لتبث الأم من خلاله قيمها وأخلاقها إلي وجدان الطفل. وأهملت بعض الأمهات دون سبب جدير بالاحترام هذا السلوك، فأمهات الماضي كن أكثر انشغالا من أمهات اليوم اللائي وفرت لهن التكنولوجيا الكثير من الجهد والوقت .. فما قيمة حدوتة قبل النوم في حياة أطفالنا وما هو دورها في تشكيل وجدانهم .. هذا نعرفه في السطور التالية 

تتحدث فى البداية ليلى عبدالمنعم - 28سنة - مدرسة لغة إنجليزية قائلة : إنها تحرص على أن تروى ليلا لطفلها الذى يبلغ من العمر عاما ونصف العام حكاية تعتمد من خلالها على توصيل رسالة تعليمية لطفلها سواء كان تعليمه سلوكا إيجابيا (كعدم الكذب، مساعدة الآخرين، حب الله)، وغيرها من الصفات الحسنة يتم تبسيطها فى شكل حكاية تتضح فى ظاهرها أنها ترفيهية ولكن يبطن فى داخلها هدف رائع ومثمر. وتضيف أنها تحرص شهريا على شراء مجموعة قصصية مبسطة للطفل يتم سردها خلال الشهر لتغيرها فى الشهر التالى، وتؤكد عبدالمنعم أنها تجعل طفلها الصغير يتجاوب معها خلال الحكاية بسبب صغر سنه ولكنها حريصة على أن تزرع هذه الصفات فيه منذ الصغر.

التأليف

وترى مى محسن - 23 سنة - ربة منزل أنه من المهم أن يشعر الطفل بالأمان قبل نومه حتى لا يصاب بكوابيس أو خوف أثناء تلك الفترة، ويتمثل الأمان فى صوت أمه الحنون سواء كان بالحديث إليه أو برواية حكاية له حتى ولو ستقوم هى بتأليفها مثلما أفعل مع ابنتي التى تبلغ من العمر «عامين» لأنني قمت بتعويدها على رواية حكاية لها يوميا حتى نفد كل ما فى ذاكرتى من حكايات، فاتجهت لتأليف حكاية يومية فيها الجانب الترفيهى والتعليمى، ووجدت أننى أصبحت بارعة فى تأليف حكايات لطفلتى.

القرآن الكريم

وتحرص هناء شحاته - 33 سنة - موظفة على تلاوة آيات قرآنية لطفلها قبل النوم مباشرة حيث تقول : اعتدت مع أبنائى على ذلك، حيث لدى ثلاثة أبناء أكبرهم فى الصف الثالث الابتدائى وأصغرهم يبلغ عمره ثلاثة أعوام فأتلو عليهم آيات من القرآن الكريم قبل النوم لبعث الطمأنينة فى نفوسهم، وأيضا لمساعدتهم على حفظ القرآن الكريم، فالتكرار يوميا على تلاوة آيات وأجزاء من القرآن يساعدهم على حفظه بسهولة، وبالتجربة لم أجد أى صعوبة فى حفظ أبنائى للقرآن الكريم.

الغناء

وتتبع سما المصرى - 26 سنة - مدرسة تربية موسيقية أسلوبا خاصا مع طفليها التوأم اللذين يبلغان من العمر عامين ونصف العام ، حيث إنها اعتادت على الغناء لهما قبل النوم مباشرة، وتضيف : اشتريت مجموعة اسطوانات غنائية للأطفال وقمت بحفظها لترديدها على أطفالى قبل النوم، وبالمتابعة وجدت أن أطفالى ينامون والابتسامة تملأ وجوههم، وقبل اتباعى هذا الأسلوب كانا دائمى البكاء والاستيقاظ ليلا، أما الآن فهما ينالان قسطا كافيا من النوم دون قلق.

الذاكرة

تعلق د. فادية محمد -أستاذة الطب النفسى بجامعة الأزهر - على السابق بقولها: إن هناك خطأ شائعا بين الآباء والأمهات تجاه أطفالهم وهو تركهم أمام شاشة التليفزيون بقنواته المختلفة سواء كانت «أفلام كارتون» قنوات الأغانى الهابطة لأنها تجذب الطفل إليها بالموسيقى الصاخبة حتى يخلد الطفل للنوم، دون نظر الآباء باهتمام تجاه خطورة هذا الأمر، حيث من الخطأ أن ينام الطفل على مشاهد عنف أو كلمات الأغانى الهابطة، لأن ذلك ينطبع بشكل سلبى على ذاكرة الطفل «ذاكرة المدى الطويل» ويتحول ذلك إلى سلوك سلبى فى تصرفاته عند استيقاظه أو فيما بعد، فآخر سلوك قبل النوم يظل عالقا فى ذاكرة طفلك، وتجهل بعض الأمهات أهمية أن ينام الطفل على صوت أمه وهى تحكى له حكاية مفيدة وهادفة أو تنشد له أنشودة رقيقة بصوتها العذب حتى ينام فى هدوء، لينعكس ذلك فى صورة أحلام سعيدة خلال نوم الطفل.

السلوك الايجابي

وتؤكد فادية أنه يجب على الأم ألا تستهين بصغر سن طفلها لتقول إنه مازال صغيرا لا يفهم شــيئا وكثيرا من هذه العبارات التى ترددها الأمهات، وهذا خطأ شائع أيضا تقع فيه الأمهات، لأن الطفــل يبدأ من عمر 6 أشهر مرحلة الإدراك والانتباه لما يثار حوله ومحاولة التعرف على الآخرين وتقليد سلوكهم، وتخــزين ما يتردد عــلى أذنيه، لذلك يجب أن ينتبه الآباء إلى ما يرددونه أمام أطفالهم وأن يختاروا الألفاظ والكلام التعليمى الهادف، لذلك يجــب تعويد طفــلك على حكاية تعليمية مفــيدة منذ الصغر.

 

المصدر: مجلة حواء- منار السيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,678,786

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز