د. صباح السقارى:ليس العيب فى الإسلام

ولكن فى بعض العادات والتقاليد

كتبت : ايمان الدربي

  الخواطر والساؤلات التى تدور فى ذهن الكثيرين عن د. صباح السقارى .. أمينة المرأة بحزب الحرية والعدالة عن وسط القاهرة متعددة بعدما قررت أن تدخل غمار المنافسة على رئاسة الحزب وتنافس رموز الجماعة كالعريان، والكتاتنى، قابلناها وناقشناها وهى بدورها أكدت أن المرأة بالحزب لها دور سياسى واجتماعى مؤثر، وأشارت إلى تجربة البرلمانيات الإخوانيات فى البرلمان المنحل، وما هي الرؤية المستقبلية لوضع المرأة المصرية كما يراها الحزب .. د. صباح ترى أن المشكلة لدينا تكمن فى العادات والتقاليد وليس فى التيار الإسلامى الذى يصوره البعض على أنه فزاعة.

كل هذه الأمور وغيرها كانت فى هذا الحوار 

صباح السقارى...أول امرأة ترشح نفسها لرئاسة حزب الحرية والعدالة. سألتها فى البداية عن أسباب ترشحها لرئاسة الحزب, فقالت: و لم لا أرشح نفسى؟ فهذا حقى السياسى داخل الحزب من منطلق الديمقراطية, فقد كنت من مؤسسى الحزب ورشحت نفسى لعضوية المؤتمر العام لحزب الحرية والعدالة و نجحت بأصوات الرجال والنساء من الحزب وكانت أصوات الرجال أكثر من أصوات النساء , ورشحت نفسى فى انتخابات الأمناء المساعدين ووصلت للتصفيات النهائية, و أنا على يقين من كفاءتى و تميزى. و بالتالى عندما فُتح باب الترشح لرئاسة الحزب قدمت أوراقى إنطلاقا من مبدأ المساواة, فلا يوجد ما يمنع سيدة من الترشح لرئاسة الحزب رغم علمى أنها مسئولية كبيرة ومهمة صعبة. ومن حق المؤتمر العام اختيار الشخص المناسب للرئاسة.

أشارت د. صباح إلى أن أهم ما يميز برنامجها الانتخابى هو اعتماده على كوادر الشباب من الجنسين داخل الحزب فهى تثق فى قدراتهم وإمكانياتهم من خلال وضع دور بارز لهم و تفعيل هذا الدور وعمل بنك أفكار لكل ما يقدمونه من أفكار جديدة مبتكرة, وتقديم الدعم لتنفيذ تلك الأفكار, مع الاهتمام بالمرأة فى الحزب بشكل أساسى فلازالت المرأة من أولى اهتماماتها . وأضافت سأركز على قضايا الشباب والمرأة لأن كل المشكلات من بطالة وفقر وجهل ومعاناة فى الأمن والمرور ونقص الوقود يؤثر على المرأة وبالتأكيد حل مشكلاتها هى حل لمشكلات المجتمع بأكمله.

نساء الحزب

  سألتها.. هل للنساء دور مؤثر فى حزب الحرية والعدالة، أم يتم إقصاؤهن، وهل يعنى تعدد الطوائف الممثلة فى الحزب واختلافها بين أقباط ومفكرين وغير محجبات وعلماء إخوانيين أن هناك فرصة لتعدد واختلاف الأفكار؟

- عدد النساء بالحزب ألف امرأة من إجمالى ثمانية آلاف عضو.. أى أن النساء يمثلن ثمن عدد الأعضاء.. هل هناك أى حزب من الأحزاب الليبرالية لديها عدد من النساء بهذا الكم؟ أعتقد لا.. فالتمثيل النسائى غالباً فى تلك الأحزاب ضعيف جداً.

وترشحى أقوى رد على إدعاء إقصاء النساء فى الغرب..

وأكملت أنا عن نفسى كان لى العديد من الأدوار الفعالة من خلال ما تبوأته من مناصب كأمين المرأة بشرق القاهرة، وأمين عام مساعد أمانة المرأة بالقاهر.

وبالطبع المرأة لها دور مؤثر وفعال بالحزب.. فأنا تربيت كأخوانية أن المرأة لها كرامتها ودورها السياسى والاجتماعى الموثر.

أما عن تعدد واختلاف النوعيات الممثلة بالحزب فبالطبع تعنى تعدد الآراء ووارد أن يحدث اختلاف وليس خلاف.. بمعنى أن هناك مشتركات ثابتة لن تؤدى إلى خلاف أبداً.

l ألا ترين أنه كان هناك أخطاء للبرلمانيات الأخوات فى البرلمان المنحل؟ وهل كان هذا الدور المنتظر منهن

- هناك أخطاء لا أنكرها.. أخطاء فى ممارسة السياسة.. نحن أول مرة نمارس عملاً برلمانياً حقيقياً.. أول مرة ندخل البرلمان.. أول مرة يؤدى البرلمانيون دورهم الحقيقى وليس دور تمثيلى كالبرلمانات السابقة، وكان الإعلام ينقل على الهواء.

ولم يكن هذا الدور المنتظر من كل البرلمانيين والبرلمانيات فى البرلمان المنحل بصرف النظر عن انتمائهم الحزبى.

  هناك تخوفات مازالت موجودة يروجها البعض من فرض الحجاب بالقوة من قبل الإخوان وأن لديهم عقيدة وأيدلوجية تؤكد على ذلك؟

- على العكس تماماً، فعقيدتى وأيدلوجيتى التى تربيت عليها أنه لا إكراه فى الدين «أفأنت تكره الناس أن يكونوا مؤمنين».. إذا كانت تلك عقيدتنا أنه لا يوجد حق على الناس بإكراههم فى توحيد الله إذن فمن باب أولى أنه ليس لنا حق على الناس بإكراههم على ارتداء زى معين..

  كيف تم التخطيط لوضع المرأة المصرية ومستقبلها من خلال حزب الحرية والعدالة؟

- المرأة المصرية لها دور مباشر فى المجتمع وآخر غير مباشر، ويتمثل الدور المباشر فى دورها فى المجتمع السياسى بأن تصبح برلمانية ونقابية ونائبة فى الرئاسة وأن يصبح لها دور فى كل الأوضاع السياسية المطروحة على الساحة، أيضا دورها الاجتماعى والاقتصادى من أن تدير العديد من الأعمال والمشروعات، فمرجعيتنا الإسلامية تشير إلى السيدة «خديجة» سيدة الأعمال التى كانت تدير عملها بنظرة اقتصادية عالمية وتستعين بالرجال، وقد استعانت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليتاجر لها فى مالها الذى لم يترفع أو يتكبر أن يعمل لدى امرأة، هذا تأصيل شرعى للسيدة «خديجة» سيدة الأعمال صاحبة الخبرة الاقتصادية فى التجارة بما يدرس الآن.

ونحن على يقين أنه عند تبنى أى مشروع تغيب عنه الرؤية النسائية يكون ناقصا. والنهوض بالدور غير المباشر الذى تقوم به المرأة المصرية التى تربى أبناءها.. فهى تربى أجيالا.. فهذا دور مهم أيضاً لا يمكن انكاره.

تمثيل نسائى نقابى

  د. صباح لو رجعنا لدور المرأة فى حزب الحرية والعدالة ما هو دورك فى أمانة المرأة؟

- فى الحزب أقوم بتوعية سياسية للمرأة، فنحن مررنا بمراحل انتخابات تشريعية خصوصاً تلك البعيدة عما يحدث على الساحة السياسية فكثير من النساء ليس لهن آراء وليس لهن دور أيضاً..و من خلال أمانة الحزب نسعى لأن يصبح للمرأة دور فى الاقتصاد الحر ويكون لها قدرة على عمل مشروعات اقتصادية ويتم الأخذ بيدها وعمل العديد من المشاريع التى تحفظ ماء وجه المرأة المحتاجة ونعلمها مهارات يدوية ونسوق لها حتى لا تمد يدها كل شهر، أيضاً طالبنا أن يزيد عدد التمثيل النسائى فى النقابات وأن يتم التعامل فى كل المؤسسات على أساس الكفاءة وليس الجنس وعلى لسانى «ليس العيب فى الإسلام ولكن فى المجتمع الذى يعامل المرأة طبقاً للعادات والتقاليد»

  معنى هذا أنك ترين أن المشكلة فى العادات والتقاليد التى هى فى الغالب عادات ذكورية وليس فى التيار السياسى الإسلامى؟

- صحيح.. فأنا أنتمى لهذا التيار ولن أسمح لأحد أن يهين كرامتى أو يقصينى عن مهمة أملك القدرة على أدائها بشكل متميز لمجرد أننى امرأة ولن أسمح أن يتدخل أحد ليسيطر على ذمتى المالية وعلى فكرى أو يتخذ لى أى قرار حتى لو كان أقرب الناس إلى.

حتى فى جماعة الإخوان لا تخرج أية خطة عمل إلا عندما ندرسها كمجموعة نسائية ونعطى مقترحاتها التى توضع فى الاعتبار وتنفذ.

  كيف ترين الإعلام وعلاقته مع التيار الإسلامى؟

- أتحدث بصدق وشفافية نحن نعانى من هجمة شرسة جداً من الإعلام قبل الانتخابات التشريعية وحتى الآن هجمة لم يشهدها أى تيار آخر.. قبل الانتخابات الرئاسية وأثناء وجود البرلمان، ولذلك وبفضل الله عملنا ما يسمى بالآلة الإعلامية الشخصية نزلنا وسط كل الطوائف النسائية فى المجتمع وعملنا توعية فى الانتخابات الرئاسية ولقد نزلنا الشارع لكل الكتل النسائية بكل مستوياتها لتصحيح الصورة التى رسمها الإعلام وكان هذا من ضمن الأسباب التى نجحت د. مرسى كرئيس للجمهورية.

التيار الإسلامى ليس فزاعة وله من المشاريع النهضوية والقدرة على النهوض بالمجتمع عكس الصورة التى يحاولون توصيلها للناس.