كل سنة وأنت متراقب

كتبت اميرة اسماعيل

ماذا لو قدمت لك زوجتك دبلة هدية لتتبع خطواتك ؟! .... تلك ليست نكته على فكرة , لكنها أحدث هدية يتبادلها العشاق في عيدهم .. فقد ظهر على الساحة التكنولوجية اختراع جديد يـبدو أنه سيكون رائجاً في مجال الحيــاة الزوجية والعـلاقات العاطفية .. الاختراع عبارة عن خاتم زواج يتيح لطرفي العلاقة تتبع الآخر في أي مكان يذهب إليه لذا أطلق عليه البعض اسم " لا خيانة بعد اليوم".

فهل يقبل المصريون على هذا الاختراع أم أنها دعابة تكنولوجية فقط ؟! .. هذا ما سنراه خلال السطور التالية >>

- تقول نهى إسماعيل (31سنة) طبيبة لا أعتقد أن هذا الاختراع ملائم للمصريين فسيعتبره الكثيرون عدم ثقة بالطرف الأخر وقد تحدث مشاكل لا حصر لها نتيجة لهذا الخاتم الذى يخترق الخصوصية بشكل مفزع ولا أفكر يوما بإهدائه لزوجي ولا أتوقع منه أن يفعل هذا أيضا.

- وتضيف فاطمة أحمد (33سنة) أن هذا الخاتم مجرد ثورة تكنولوجية لن يسعد بها الأزواج لأن هناك أمورا قد تخفيها الزوجة حتى لا تسبب مشاكل مع زوجها ولا تصنف بأنها خيانة أو كذب ولكن بعض الخصوصية يجعل الحياة أكثر استقرارا خاصة مع الزوج الشرقي وإذا أهداني زوجي هذا الخاتم سيكون لمجرد المزاح فقط ولن أعتبره شكا في سلوكي أو نقصا في شخصيته.

المعدن الأصيل

- " لا أمانع في اقتناء هذا الخاتم ولا أعتبره أمرا مهما في حياتي " هذا ما أكدته أميمة حسن (44سنة) ربة منزل , وتضيف كل إنسان واثق من أفعاله وتصرفاته ولست قلقة أن أتبادله مع زوجي فالمعدن الأصيل والعشرة الطيبة ليست بحاجة لمراقبة ونحن كمجتمع شرقى لا يفضل التدخل فى كل تفصيلة فى حياتنا لأن هذا منبع المشاكل جميعها.

- بينما ترفض بسنت عبد السلام (22سنة) طالبة , فكرة هذا الخاتم وتعتبره مجرد دعابة لن يطبقها الشباب لسببين وهما ثمنه المرتفع والأخر نظرة الطرف الأخر له كنوع من التشكيك فيه مما يفتح الباب لمشاكل عديدة .

الخيانة رجل !

- هذا عن رأى النساء فكيف يرى الرجال هذا الاختراع الفاضح لخطواتهم ؟!..

- " المشكلة ليست في الخاتم بل ف الفكرة " هذا ما بدأ به محمود عبد الفتاح (27سنة)كيميائى ويستطرد قائلا: الخيانة وإن كان المتهم الأول بها هو الرجل فلا تتأكد المرأة أنها بذلك ستمنعه من فعل هذا بل عليها اختيار شريك الحياة الذى يقدرها ويحترمها ويحافظ على أسرته وبهذا لن تكون بحاجة لهذا الاختراع.

- ويرى عبد السلام محمود (35سنة) مهندس: أن هذه التجربة ستفيد من يريد تعقب أي شخص وليس المرتبطين فقط ولكنها لا تصلح للعلاقات الإنسانية والعاطفية السوية لأنها تنفى الثقة بالنفس والثقة بالأخر على حد سواء ولن أفكر يوما فى إهداء زوجتي هذا الخاتم لأننى أثق بها وليس لدى الوقت لتتبعها فى كل صغيرة وكبيرة.

- ويؤكد هانى محمود (38سنة) طبيب, أن معرفة كل كبيرة وصغيرة لن يجلب إلا المشاكل المتزايدة وسيكون هذا الخاتم نقمة على من يقتنيه ومن رأيى أن هذا الخاتم قد يناسب المجتمعات الغربية لأنها لا تمتلك نفس العادات والتقاليد الشرقية وبالتالى لن تتعامل مع الأمر مثلما سيفعل أي شرقى.

- "أمر طبيعي أن أهدي خطيبتي هذا الخاتم وأن رفضته قد أشك بها" هذا ما أشار إليه أحمد جمال (30سنة), فالرجل الشرقي يحب أن يعرف كل ما تفعله زوجته فى غيابه فى حين أنه يرفض هذا منها ولا أنكر أن تواجد مثل هذه الاختراعات بين الشباب سوف يخلق مشاكل لا حصر لها ولكنه أيضا سيريح البعض الآخر ممن يتقبلن الفكرة.

التقليد الأعمى

- وتعلق الكاتبة هالة البدرى على الأراء السابقة قائلة : لاشك أن الشخص الواثق بنفسه ليس بحاجة لهذا الخاتم .. فمنذ سنوات ظهر جهاز تتبع المكالمات وقد انتشر بكثيرة فى الشوارع وبأسعار زهيدة مما يحرض البعض على شرائه ولو من باب المزاح وهناك من اشتراه لتتبع مكالمات الأزواج وهذا يعكس خلل فى الشخصية , وبالطبع هناك الملايين ممن رفضوا هذه الفكرة لأن لديهم ثقة وإيمان بالشخص الذي تربطهم به علاقة حب صادقة .. كما يلعب أسلوب الشخص في التفكير و مدى قدرته على المواجهة دورا أيضاً هذا يتوقف أيضا حيث يلجأ البعض لوسيلة التتبع لفقدان قدرته على المصارحة أو السؤال المباشر.

- و تضيف البدرى أن فكرة هذا الخاتم من الممكن أن تلاقه قبول في أوساط الشباب ولكن من باب الترفة والتقليد الأعمى وليس إيمانا بمبدأ الخاتم ومن يفكر فى اقتنائه أو إهدائه سيعتبر الأمر "نكبة" سوداء لأن معناه عدم الثقة وأن هناك أمورا خاطئة تحدث فى الخفاء.

- فى حين يفسر د. شحات زيان أستاذ علم النفس الاجتماعى هذه التجربة التكنولوجية أنها تطبق حسب الفئات العمرية والمجتمعات ولكن دعونا نتفق على مبدأ " الوسوسة" الذى يخلق الشك فى الآخر وهو أمر مرفوض إنسانيا ومجتمعيا وهذا يعكس خللا في الشخصية

ويطرح د. شحات سؤالا قائلا : قبل أن تهديه للطرف الأخر فكر إن تلقيته أنت هل سترضى أن تكون فى موضع شك ومراقبة؟ لا أظنك ستقبل على شرائه أو حتى طرح الفكر.

وجدير بالذكر أن الشباب قد يدفعهم حب التجربة فى اقتناء هذا الخاتم ولكنه سيقتحم الخصوصية لهذا أنصحهم دائماً بتحرى الدقة فى اختيار شريك الحياة .. وقتها فقط لن نحتاج للمراقبة والتتبع فهذه هى تصرفات الشخصيات السوية  

 

المصدر: مجبه حواء اميرة اسماعيل

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,468,342

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز