العين والحسد
ll الناظر فى واقعنا بعين البصيرة يجد الأسرة المسلمة مستهدفة من أعداء الإسلام، حتى غدت حائرة بين هداية الإسلام وغواية الشيطان . من أجل هذا نجتهد فى طرح بعض الأحكام الفقهية التي يكثر التساؤل حولها بضوابطها التأصيلية من الكتاب والسنة ll
> هل الإصابة بالعين حقيقة ؟
وهل لها علاقة بقول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أكثر من يموت من أمتى بعد قضاء الله وقدره بالأنفس ) وما كيفية التحصين منها ؟
حقيقة العين مأخوذة من عان الفرد أى أصاب بعينه ، وتصيب تلك العين الناس بسبب الأنفس الحقودة الخبيثة ،غير الراضية عما قسمه لها من رزقه سبحانه وتعالى ، فتستعين بنظرها على نفاد حقدها ، كالسهام المسمومة ، المصوبة تجاه من تنظر إليه ، فتصيبه تارة ، وتخطئه تارة أخرى ، وربما رُدت تلك السهام على أصحابها فى حالة صلاح من صوبت إليه فحصن نفسه .
وللعين علاقة بقول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أكثر من يموت من أمتى بعد قضاء الله وقدره بالأنفس ) أى بالعين ، لذلك يجب على المسلم أن يحصن نفسه من الشياطين و من مردة الجن والأنس ، بقوة الإيمان بالله تعالى ، وحسن التوكل والاعتماد عليه سبحانه ، وعدم هجر القرآن ، باستمرار تلاوته طوال العام وليس فى شهر رمضان فقط ، والحرص على الأوردة الشرعية للصباح والمساء ، والتى منها كثرة قراءة المعوذتين ، وسورة الإخلاص ، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسى التى قال فيها المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( من قرأها فى ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) .. كذلك وتكرار قوله تعالى ( حسبى الله ، لا إله إلا هو عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم ) خصوصا فى حالة لقاء من يُظن أنه حاسد ، والاستعانة بالأدعية النبوية الواردة فى قول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق )، وأيضاً (أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ) ..مع الحرص على عدم إظهار النعمة أمام أعين المحرومين منها ، وخصوصا الجيران ، والأقارب، وذوى الأرحام خصوصا إذا كان لا يصلهم أو لا يتصدق عليهم منها .
?ما معنى الحسد ؟ وهل يمكن أن يحسد الفرد نفسه بغير قصد وما الخلاص ؟ وما هى درجات الحسد؟
الحسد هو تمنى زوال النعمة عن المحسود ، ولذلك أمر الله عز وجل الأمة فى شخص نبيها بالاستعاذة من الحسد فى قوله تعالى ( قل أعوذ برب الفلق ) إلى قوله ( من شر حاسد إذا حسد ) ، كما أن الفرد قد يحسد نفسه دون قصد ، إذا رأى ما يعجبه فى نفسه أو ماله أو أبنائه أو غير ذلك من نعمه تعالى عليه ، ولذلك فعليه أن يوكل إعجابه بهذه النعم إلى صاحبها سبحانه وتعالى مباشرة ، قائلاً كما علمنا سبحانه فى سورة الكهف ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) .
أما عن درجات الحسد فهى ثلاث درجات : أولها .. أن يحب الإنسان زوال النعمة عن أخيه ، وإن كانت لا تنتقل إليه فهو كاره لنفسه وللغير ، وثانيها..أن يحب زوال النعمة عن غيره ورغبته فيها لنفسه ، وثالثها..أن يتمنى لنفسه مثل نعمة أخيه ولا يتمنى زوالها عنه ، وهذه ليست من الحسد وهى من " الغبطة
ساحة النقاش