كتبت : فاتن الهواري

المرأة دائما تدفع الثمن وتكون الضحية في الحروب والمرأة السورية تدفع ثمن ديكتاتورية بشار الأسد الذى تجرد من كل أنواع الرحمة ودفعها للهرب من بلدهما وبعد أن كانت معززة مكرمة أصبحت لاجئة فى بلاد الله

لا أحد يستطيع أن ينكر دور مصر وترحابها بالسوريين النازحين من جحيم الأسد وهذا ما قالته لى سيدة سورية رأيتها فى أحد المولات فى مدينة نصر فقالت الشكر كل الشكر للمصرية ولضباط الجوازات الذين يعملون فى المطار بكل الحب والاحترام ..

وأمام لجوء السورية إلى مصر وإلى البلاد العربية أفتى أحد شيوخ الجزيرة العربية بالزواج منهن ولو على أساس فترة محددة كنوع من أنواع المساعدة وبئس الفتوى فظهرت تسعيرة للزواج من السورية وكأنها سلعة تباع وتشترى وهذا يعتبر نوعا من أنواع الاتجار بالبشر وإهانة للمرأة السورية وآدميتها .. وليس من الأخلاق أن نستغل ظروفها التى تمر بها ونجبرها على الزواج بالاكراه وبشروط معينة حتى نضمن لها البقاء بعيداً عن وظنها ..

ولمعرفة رأى الدين قال لنا الدكتور محمد نجيب عوضين- استاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة:

زواج المصرى من السورية مقبول ولا يوجد فيه حرمانية فإذا لجأت سورية لمصر وكان ظروفها تسمح لها بالزواج مطلقة أو أرملة أو لم تتزوج من قبل وأرادت أن تتزوج مصرى زواجا دائما مستقرا وخصوصاً المرأة السورية جميلة وماهرة وست بيت شاطرة فهذا زواج متكامل الشروط .

أما إذا كان نتيجة للعوز والأحتياج وليس لها دخل ولا أحد يصرف عليها ، فهناك بعض من الناس حددت تسعيرة لهما ويزوجوهن وكأنه زواج مسيار ويتزوجها لفترة محددة «وكل واحد يروح لحاله» فهذا مرفوض .. ولا يوجد فرق فى الزواج بين مصرية وسورية أى امرأة تتوفر فيها الشروط ..

والزواج من باب التكافل ليس فيه مشكلة، امرأة لا تجد من يرعاها ويعفها ويسترها ولا يتركها فى الطـريق لأحد يعتدى عليها ولا ترجع لبشار للأسد يقتلها ..

وفى حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم - من ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والأخرة، والله فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه .. ويتزوج بعقد شرعى يرضى ربنا ويكون لها تأكل الحقوق أما لا يكون لها حقوق عنده ولا يكتب الأولاد باسمه وليس لها مؤخر ولا أثاث فهذا حرام وباطل ..

وإذا كان الزواج فى السر خوفاً من الزوجة المصرية أو فى مقابل مبلغ زهيد من المال أو سرى كل هذا مرفوض ..

أما إذا كانت مسكينة وطيبة وتحتاج للمأوى ويتزوجها من باب أو يعفها فهذا مقبول .. وإذا كان عندى ظروف تسمح لى بالتعدد أو الزواج لأول مرة إما يستغل ظروفها ويتزوجها بـ 500 جنيه فقط فهذا إتجار بالبشر والصورة تكون سيئة طبعا وكلام فارغ، ولكن لابد أن يكون زواجا طبيعىا وبشهود ومهر ولى وحياة مستقلة ولابد من الرضا والقبول فهذا هو الزواج الصحيح ... وهذا ليس تعصباً للمرأة السورية فأنا أفضل الزوجة المصرية على أى سيدة أخرى ولكن السورية أختى ..

وزواج المصرى من سورية ومن نفس الثقافة والهاوية أفضل بكثير مما حدث وتزوج 25 ألف مصرى اسرائيليات وأولادهم يحملوا الجنسية اليهودية (صهانية) فعندنا قريتان فى الدقهلية فيها ما لا يقل عن عشرة آلاف مصرى عايش فى إسرائيل ومتزوجون اسرائليات .. ولم يحدث أى رد فعل وعندما بدأت الناس تتحدث قالوا دول عرب إسرائيل ..

والشباب الذى يذهب اوروبا علشان يحصل على الجنسية ويتزوج امرأة عندها 70 سنة لمدة شهر أو شهرين ويتركها هل هذا صواب فمن باب أولى نحمى شبابنا .. وزواج المصرى من أى امرأة عربية بضوابط الشرع الصحيحة لا حرج عليه وتكون امرأة عاقلة رشيدة تأخذ حقوقها بالكامل وأى خلل يخل بضوابط الشرع ويحرم المرأة من حقوقها ويجعلها سلعة تباع وتشترى يكون عقد باطل .

المصدر: مجلة حواء- فاتن الهواري

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,173

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز