كتبت: منال عثمان

أول رد فعل لنا ونحن نمر بعيوننا على هذا الخبر أن الأمم المتحدة بعد لقاءات عدة ومداولات بين أعضائها ومشاورات منذ يونية 2012 اختارت يوم 20 مارس من كل عام يوم السعادة ، وقد اعتمدته فى دورتها الـ66 يوما دوليا للسعادة أى يحتفل به العالم كله .. ابتسمنا ولعلها الابتسامة الأولى بعد فترات عصيبة نمر بها جميعا والوطن هكذا يعافر ونعافر معه لنخرج من عنق الزجاجة هذا الذى لا جدال حطم أرواحنا قبل عظامنا .. ما هذا الترف الذى تعيش فيه الأمم المتحدة ودولها !!! عن أية سعادة يتحدثون ؟؟؟ لغونا وكلامنا وسمرنا فى الليالى الكاحلة لا ترد فيه هذه الكلمة أبدا >>

الآن نحن نتحدث عن الغلاء.. لقمة العيش .. الكوبونات .. السولار.. البلاغات .. نعم نراه ترف ورفاهية أكثر ماتثيره داخلنا هو الغيظ ، وكأنهم كلهم أصبحوا مثل البلد الأوروبى الذى من وفرة ثرائه واستقراره والنعم الذى يعيش فيها أفراد شعبه ينتحرون !! فقد تذوقوا السعادة حتى الثمالة لكن نحن لا نعرفها بمنطقها الشائع ... حقيقى لا نعرفها ويبدو أننا لم نعرفها أبدا على مدى تاريخنا .. فمصوغات ترشيح يوما للسعادة كما جاء فى الكتابات أن الأمم المتحدة تجد أن السعادة هدف كل الناس تسعى إليه - بمفهومها الشامل طبعا - والكل يبذل كل ما فى وسعه شريطة أن يحمل داخل حلمه بالسعادة وهو يسعى إليه الآخر والآخرين لأن لا سعادة تشعرها وأنت وحدك السعيد ..فالحاكم يسعى لصالح شعبه واستقراره وأمن بلاده والفرد يسعى ويتحرك تحت مظلة القوانين ليوفر سعادة لنفسه ولمن حوله .. على أية حال السعادة - لا ننكر- هدفا منشودا دائما على كافة المستويات وما نعانيه شعوبا ودولا لا صلة للأمم المتحدة به فهى أنشأت أساسا من أجل السلام وسعادة البشرية.. وبالطبع لديها مناقشات بخصوص الربيع العربى وثوراته لكن أيضا لديها اهتمام بالسعادة كمعنى ومغزى كما اهتمت بها السينما المصرية بمفهوم أقل شمولية بالطبع .. من خلال أفلام سينمائية حملت عناوينها كلمة السعادة ونحن نرصدها لك وستكتشف أن السينما بحثت عنها منذ زمن بعيد جدا.

موعد مع السعادة

وبدأ البحث تحديدا عام 1948 عندما لعبت الراحلة أمينة رزق بطولة فيلم اسمه (السعادة المحرمة) أمام محسن سرحان وكتبه وأخرجه المخرج (السيد زيادة ) ودارت أحداثه حول رجل مسن يحب شابة حسناء لكنها تحب آخر ويستطيع المسن الاستيلاء عليها ويتزوجها رغما عنها وتظل هى على العهد باقية فى حبها- فلا أحد يملك قلبه - فى صمت مما يزيد غضب زوجها منها ويدلل ابنه الذى أنجبه منها ويفشل ويحرمها من ميراثه الكبير بعد موته ويعود الحبيب بعد أن تصورت أن زوجها قتله لكنه ينجو من الموت وتختار أن تعيش معه مضحية بكل شىء ، وفى عام 1954 أنتجت السيدة فاتن حمامة ولعبت بطولة فيلم (موعد مع السعادة ) أمام عماد حمدى وأمال فريد وصغيرتها وقتها نادية ذو الفقار وأخرج الفيلم عز الدين ذو الفقار.. ودارت أحداثه حول الفتاه (إحسان) التى تعشق الشاب الثرى الذى تعمل لديه عندما يأتى للصيد مع أصدقائه لكنه لا يشعر بها فتحاول لفت انتباهه وهو مخمور ويقع المحظور وتحمل الفتاة ويسافر الشاب للخارج لاستكمال دراسته كطبيب وترحل هى إلى القاهرة وتلد طفلة جميلة وتعمل ممرضه فى إحدى المستشفيات ويعود الشاب ليعمل بالصدفة فى نفس المستشفى ولا يتذكرها وتنشأ بينهما صداقة بعد أن أخفت عنه ما حدث فى الماضى ويتوصل أهلها لمكانها ويحضرون لقتلها فتعترف لوالدها بالحقيقة ويتزوجها الشاب الذى أحبها وعرف أن سعادته معها.

لحن السعادة

وهذا الفيلم أخرجه حلمى رفله عام 1960 ولعبت بطولته الجميلة إيمان أمام محرم فؤاد وزكى رستم .. ودار حول شابين تجمعهما قصة حب كبيرة ويحلمان معا بعش صغير وسعادة تجمعهما لكن خال الشاب الثرى الذى يرفض الشاب أن يعيش تحت أوامره وأفكاره الرجعية وتزمته المبالغ فيه يهدم كل حلم يقربهما إلى أن تقع أحداث تجعله يتراحع عن أفكاره وتجمع السعادة بين الحبيبين، وفى عام 1968 لعبت النجمة المعتزلة شمس البارودى بطولة فيلم اسمه (فندق السعادة) أمام أحمد رمزى والكوميدى اللبنانى الراحل شوشو ودار حول خادمان يحولان قصر من يعملان عنده إلى فندق ويعود صاحب القصر فجأة ويثور رافضا هذا التصرف ويصر أن يطرد الفرقة الاستعراضية التى تقيم فى قصره لكن مايمنعه أنه أحب بطلة الفرقة ووجد سعادته التى كان يبحث عنها أخيرا معها فيوافق على تحويل القصر إلى فندق فعلا ويطلق عليه فندق السعادة وقدم النجم أحمد عز مؤخرا فيلمه "365 يوم سعادة"

السعادة كلمة فعلا بمجرد المرور بعينيك على حروفها تبتهج.. نحلم بها جميعا بكل ملحقاتها من فرح وسرور وغبطة و.. و.. ونتمناها كل يوم وليس يوم 20 مارس فقط الذى حددته الأمم المتحدة {

الفن لحظة

 

أحيانا وسط الغيم تبرق بارقة أمل تعنى لعاشقى الفن ومحبيه بكل ألوانه أننا مازلنا قادرون .. فنحن بلد قد تلتف حبائلها وتتعقد كل أمورها لكن حين تأتى الانفراجة تفرز فنا.. وتنتشر القدرات فى كافة الساحات الفنية.. هكذا عهدنا أنفسنا وعرفنا من تاريخنا وأصولنا التى تعشق الفن مثلما نعشقه و أكثر.. ومع انطفاء العديد من المصابيح الفنية الوقادة كنا نشعر بأسى حقيقى خصوصا المصابيح المسرحية.. فنحن منذ عرفنا المسرح ومؤثراته وتأثيره لنا وضعنا العربى المميز جدا مسرحيا.. فتاريخنا شاهد منذ جورج أبيض ويوسف وهبى والريحانى والكسار و.. و.. أننا علامة بارزة فى جغرافيا وتاريخ المسرح العربى لكن الظروف تغيرت والملمات الوقتية- إن شاء الله- ألمت بنا فتوقفت كل التروس الفنية وليس فقط الأعمال بل المهرجانات والاحتفاليات.. لكن الحقيقة منذ أيام هبط علينا خبر وكأنه بلسم يشفى علتنا المسرحية.. بهذا اللقاء الذى جمع إدارة المهرجان القومى للمسرح رئيسه الفنان الكبير أحمد عبد الحليم ومديره الفنان ماهر سليم بوزير الثقافة صابر عرب.. إيذانا بعودة انعقاد دورة جديدة لهذا المهرجان المهم بعد توقف عامين، وقد عقدت بالفعل وكانت مشكلاتها كثيرة لكنها فعلا بارقة أمل رغم كل شىء فحال المسرح يحزننا كثيرا فقد تضحك لنا الأيام ويعود المسرح القومى لا نقول لسابق عهده لكن على الأقل تضاء أنواره وتهتز خشبته طربا بالمسرحيات المهمة ونجومه الكبار.. فماذا لو نظر المسئولين فى أمر المسرح بشكل حقيقى وهو من قالوا عنه أبو الفنون وقالوا أيضا صف لى مسرحك أقول لك من أنت ؟ فماذا لو جاء أحد فى هذا الزمن وقال صف لى مسرحك ماذا سنقول ؟ 

 

المصدر: مجلة حواء-منال عثمان

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,742,942

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز