كتبت: سكينة السادات

روى لى بلدياتى المهندس (محمد. ع) 44 سنة صاحب شركة كمبيوتر محترمة بدون أن يشعر بأى إحراج أو خجل أنه جاء من أسرة فقيرة جدا فوالده مزارع لم يكن يملك سوى عدة قراريط أرض وأمه كانت تبيع الجبن والطيور والمنتجات الحقلية فى السوق لكنهما الأب والأم .. بفضل الله وبفضل كفاحهما استطاع أن يخرجا إلى الحياة مهندسا وطبيبا وأن يجهزا الابنة بأحسن جهاز.

وقال البشمهندس .. إن والده تحدث مع أحد بلدياته وكان صاحب شركات معروفة فى القاهرة وتوظف محمد فى إحدى شركات الكمبيوتر منذ التحاقه بكلية الهندسة بجامعة القاهرة وكان الرجل عطوفا كريما حنونا ولم يكن له أولاد وبعد أن تخرج محمد رأى شريكه الكبير أن يفتتح شركة جديدة فى حى جديد وصار محمد شريكا ومديرا وبادر الباشمهندس ببناء بيت جديد لأمه وأبيه واشترى لهما فى البداية فدانا من الأرض ثم فدانا آخرا وكان ينفق على أخيه الصغير فى كلية الطب ويرسل الهدايا المالية والعينية لأخته الوحيدة .

وكان أن نجح المكتب الجديد وصار إيراده أضعاف المكتب الأصلى ولم يكن محمد يتنبه إلي أنه قد صار فى سن الخامسة والثلاثين إلا عندما تبكى أمه وتطالبه بالزواج قبل أن تموت وظل ناسيا نفسه حتى رآها فى إحدى الحفلات الخيرية التى أخذه إليها شريكه الكبير الذى كان مساهما فى الجمعية التى أقامتها وهناك رأى (فلقة القمر) التى شغلت باله وكان شريكه يعرف أسرتها الثرية فهى ابنة رجل أعمال غنى جدا وأمها سيدة أعمال أيضا وعرف أنها تزوجت سابقا ولم توفق إذ اكتشفوا أن زوجها الثرى كان مريضا نفسيا وأنه كاد يقتلها ذات ليلة وطلقت منه دون أن تنجب وعندما طلب شريكه الكبير منها أن تجلس معهما قليلا وتتعرف على الباشمهندس محمد بهره جمالها وخلقها وأدبها وانشغل بها!

 

واستطرد محمد .. لأول مرة .. ومن أول نظرة يعرف الحب قلبى ولم يهمنى مطلقا أنها تزوجت مسبقا ولم تنجب ولم يهمنى سوى أننى رأيت فيها الإنسانية التى أريد أن أضمها إلى صدرى وأن أمنحها قلبى البكر !

حدثتها .. وتذرعت بأننى أريد أن أرسل (شيك) التبرع للجمعية وقال أبى الروحى شريكى :

- يا بنى ادخل فى الموضوع بين لها أنك تريدها فى الحلال .

وقلت له : لكنك قلت لى أنها تعقدت من الزواج بعد زيجتها الفاشلة .. قال :

- يا عم .. جرب .. يمكن قلبها يرق لك !

وفعلا .. تقابلنا .. لمدة شهرين وأزعم أنها أحبتنى واتفقنا على الزواج وصارحتها بكل شىء عنى ودعوتها مع شريكى ومجموعة من الأصدقاء للذهاب إلى قريتى و«داريت» على أمى شيئا واحدا وهو أنها كانت متزوجة قبلى وكادت أمى تطير من الفرح ورأيت عروسى ترتدى ثوب أمى الفلاحى وتربط رأسها بمنديل (بأوية) فلاحى فكانت مثل القمر وتركت لها مسألة إقناع أهلها الأثرياء بزواجنا!

وتزوجنا يا سيدتى ولم يطلبوا منى الكثير وحملت زوجتى وأصبح لنا ثلاثة أولاد وكانت زوجتى تختفى كثيرا بدعوى ذهابها إلى الجمعية الخيرية التى ترأسها أمها وذات مرة تعب أحد أبنائى فى المدرسة فسألت عنها فى كل مكان ولم أجدها فساورتنى الشكوك القاتلة رغم أنها تتمتع بأخلاق كريمة وأخيرا قالت لى إحدى صديقاتها إنها لابد وأن تكون عند فلانة هانم فهم يجتمعون هناك كل أسبوع .

وذهبت إلى المكان الذى عينته فوجدت زوجتى ومعها مجموعة من سيدات من أشهر سيدات المجتمع .. ماذا يفعلون ؟ يلعبون الكوتشينة !!

أسقط فى يدى .. ولأول مرة أرفع صوتى وألومها فقالت :

- إننى أتسلى فقط .. الأولاد فى المدرسة والطاهى والدادة فى البيت .. إنها مجرد تسلية !! قلت لها .. هذا حرام وعيب .. قالت .. أنا لا أضع قرشا حراما فى جيبى مجرد تسلية ! ماذا أصنع يا سيدتى ؟

 

لك حق أن تنزعج فقد كان يجب أن تقول لك من البداية إنها تلعب الكوتشينة مع صديقاتها كتسلية وليس كقمار لأن القمار حرام شرعا إذن فإن غلطتها الوحيدة هى عدم مصارحتها لك بالأمر وربما هو من أجل ألا تغضب منها وأنت والد أبنائها الذى تحبه ربما تقلع عن هذه العادة من أجلك ! زوجتك تحبك فلا تفرط فيها ! 


 

 

المصدر: مجلة حواء-سكينة السادات

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,692,791

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز