أم على المعاش !

كتبت :مروة لطفي

قد تكون معاناتي متشابهة مع البعض إلا أننى لا أستطيع التكيف معها .. فأنا سيدة أبلغ من العمر62 عاماً , بدأت مشكلتي بعد وصولي لسن التقاعد .. ولكي تتفهمي سر حزني أود العودة معك إلى الوراء و بالتحديد من 37 سنة .. حين تزوجت بطريقة تقليدية من رجل لم أشعر تجاهه بأى نوع من العواطف التي كثيراً ما سمعت عنها .. و رغم ذلك فقد أنجبت منه طفلين ليعوضاني عن حرمان المشاعر فضلاً عن انشغالي بوظيفتي بإحدى الهيئات .. ليصبحا العمل و الأمومة الهدف الذي أعيش من أجله !.. هكذا , مضت الحياة حتى أصيب زوجي بورم سرطاني منذ 10 سنوات فقمت معه بما تمليه واجباتي الزوجية .. فبذلت قصار جهدي في خدمته حتى وافته المنية بعد 6 شهور من الألم .. ولا أنكر حزني عليه باعتباره من منحنى أغلى هدية و هما ابن تخرج من خمسة أعوام و يعمل حالياً بالخليج و ابنة مثالية كما يصفها الجميع سافرت مع زوجها إلى إحدى الدول الأوربية حيث يعمل .. بينما ظلت الوظيفة الهدف المتبقي لي .. و لأن دوام الحال من المحال .. فقد خسرتها هي الأخرى بسبب وصولى لسن التقاعد .. لتبدأ معاناتي مع الوحدة التى فشلت جميع محاولاتى فى مصادقتها أو التأقلم عليها حتى كدت أفقد عقلي من شدة الفراغ .. فهل من سبيل لمساعدتي ؟!

س ع "الحلمية الجديدة"

- يخطئ البعض عند اختزال أحلامه في هدف واحد ليجعله المعنى والأمل الذى يعيش من أجله .. فإذا ما تدخلت الظروف و حرمته منه دخل دوامة الحزن .. و هو ما تعانينه , فقد ألغيت مشاعرك و حصرت حياتك في دائرة الأولاد و العمل متناسية أن تربية الأبناء جزء لا يتجزأ من غريزة الأمومة , بينما الوظيفة جزء من مكملات الحياة و ليست كلها .. لذا يمكنك البحث عن غيرها لو ذهبت لأنه ببساطة قيمة العمل فى حد ذاته لا تزال باقية و من ثم عليك إيجاد أخر مناسب و إن لم يكن بأجر أو تطوعي بإحدى المجالات المجتمعية الخدمية و ما أكثرها .. كما في استطاعتك الانضمام لأنشطة اجتماعية من خلالها تتعرفين على أشخاص مماثلين لظروفك . أو استغلال هواياتك الكامنة سواء فى الطهى , التطريز أو غيرهما فى مشروع يدر عليك ربحا و يشغل وقت فراغك .. و لا مانع من السفر لزيارة أبنائك إن أمكن ذلك من وقت لآخر .. و تذكري أن الوصول لسن التقاعد لا يعني نهاية الحياة بل بداية لدنيا جديدة أكثر راحة و أقل توتراً بشرط معرفة كيفية قضائها .. و أدعو صاحبات الظروف المتشابهة بإرسال تجاربهن للاستفادة من خبراتهن أو المشاركة بالتعليقات عبر موقع المجلة الإلكتروني:

ومضـــــــــــة

حـــــــــــــــــــــــب

صورة فوتوغرافية

جربت تحتضن الوهم ! .. تلمسه .. تعيشه .. تعلق آَمالك و تخطط لآخر أيامك وفقاً لما تمليه عليك قناعتك !.. تحب .. تعطي .. تخرج أقصى ما عندك من مشاعر على أمل إيجاد من يقدرها في الكبر !.. و ما أن تصل إلى آخر محطة في العمر حتى تتبخر أحلامك في الهواء الطلق !.. فالكل مشغول بحساباته و أولوياته و لا يوجد ما يذكرهم بك إلا لقب مدون بأوراقهم الرسمية تحت خانة "أسم الأم" ... و هنا لا تجد سوى الريشة و الألوان لترسم لوحة خيالية لمائدة تجمعك بهم !.. فهل أسير ضد التيار إذا تمنيت أن تدب الروح في لوحتي الباهتة و تحولها إلى صورة فوتغرافية أسبوعية ؟! مجرد تساؤل من أم أنهكتها الوحدة ! ...

على هذه الأرض

ما يستحق الحياة ...

محمود درويش

مروة لطــفى

 

 

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 501 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,861,136

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز