إلى السيد رئيس الجمهورية .. إنها قضية ملحّة وحتمية ولا يمكن التغاضى عنها أو إرجائها فهى قضية الأمة.. من يصدق أن أمة ضربت جذورها فى الزمان سبعين قرنا، ونسبة الأمية فيها 40% ؟! علاوة على أمية ثقافية وفكرية وأخرى تبلغ 50% من الستين الباقية!.. أى أن 10% فقط هى وزن وثقل هذا البلد العريق!.
إنها مشكلة أزلية بل أم المشاكل وبيت الداء، والطاعون الذى يتفشى فى جسد الأمة العربية وليست مصر وحدها.. وهى السبب الرئيسى والمباشر فى التخلف فى شتى مناحى الحياة، وماذا بعد التخلف إلا السقوط فى الهاوية؟!.
إن أول أمر لرسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم - هو "اقرأ".. وجاء مرتين، ثم جاء ذكر القلم.. وكأن سبحانه - جلّ شأنه - يقول: اقرأ، ثم اقرأ.. ثم اكتب.. فالقراءة والكتابة هما المدخل الطبيعى إلى التعلم .
لقد طالبت ثورة 25 يناير بضروريات الحياة ويبدو أنها نسيت محو الأمية!.
وبعد.. ألا يستأهل الشعب وزارة جديدة لمحو أميته؟ ولتكن تحت إشراف رئيس الجمهورية مهمتها بل لزاما عليها محو أمية أبناء الشعب، وعلى الأخص المرأة وتحريرهم من الجهل.. وفى غضون ثلاث سنوات كحد أقصى، وعسى أن تسرى العدوى إلى سائر البلاد العربية .
بنى وطنى: العالم يجرى من حولنا، ولقد تفوق علينا الغرب وتجاوزنا بعقود كثيرة ليس إلا بالعلم.. العلم والوعى صنوان، وإذا كانت القراءة والكتابة هى مدخل العلم، فالوعى هو المدخل للحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية وكل شىء.
القاهرة..حمدى عمارة
ساحة النقاش