<!--
<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->
الخلع أولاً في اللغة فراق الزوجة على مال مأخوذ من خلع ثوبه، لأن المرأة لباس الرجل، وقضية الخلع فى مصر أثارت جدلاً كبيراً بين الأوساط المختلفة فى داخل الشعب المصرى, رغم أن هذا الأمر موجود فى كل المحاكم العربية، وبعض الدول الإسلامية دون أى مضض أو تهكم إلى آخر ما تم فى هذه القضية لأنه شرع أحله الله, فالطلاق والخلع لتحقيق التوازن بين الزوجين.
فلا يحرم أحدهما من إنهاء الحياة الزوجية إذا توافرت لذلك الشروط الشرعية, وهو عدالة لأن القرآن الكريم يبين" ولهن مثل الذى عليهن"( , ونبى الإسلام الذى يقول:"النساء شقائق الرجال", ويؤكد هذا الحق للمرأة الذى قامت الدنيا عليه ولم تقعد فى الآية الكريمة فى قوله سبحانه) لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلا أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) سورة البقرة »229«.
وفى هذا المقام يقول الفيلسوف الفقيه ابن رشد فى كتابه بداية المجتهد»جزء ٢ صفحة 50 «إنه كما جعل الطلاق بين الرجل إذا »فرك« المرأة أى كرهها وجعل الخلع بين المرأة إذا فركت الرجل .
وعن ابن عباس فى قوله: »أول خلع فى الإسلام كان خلع امرأة ثابت بن قيس، والتي أتت النبى - عليه الصلاة والسلام - فقالت: يا رسول الله ما أعتب على زوجى فى خلقه ولا دينه، ولكنى أكره الكفر فى الإسلام، فقال لها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: أتردين عليه حديقته، قالت: نعم، فقال: الرسول لزوجها: »اقبل الحديقة وطلقها فطلقها«، وسار الفقهاء على هذه الواقعة فى توضيحات طويلة, كيف يقع الخلع وما حجم وكم الفدية فى حالة الخلع, وهناك عشرات الاجتهادات فى هذه القضية فى مسألة الخلع ومقداره لا داعى لأذكرها للقارئ, ولكن انتهى إلى جملة موجزة وهى أن العدل الإلهى لحقوق المرأة إذا بغضت الرجل، فلا تقف مجرد التعذيب لها فى علاقة زوجية دون فائدة يرجى منها, فسوف تغيب الودودية والعلاقة الطيبة والمودة والسكن وتنتهى الرحمة, فأى علاقة تبقى عليها فى هذا الجو الممتلئ بالكراهية والنفور, فكان الخلع فى التشريع الإسلامى أعبر عنه"فك رقبة المرأة", طالما أصبحت علاقة فقدت مدلوليتها وبعدت الشقة فى هذا البيت لكى يكون سكينة ومودة ورحمة، وأبناء يحسن تربيتهم إلي آخر ما يوجد فى بيت الزوجية. فى نقاط سريعة الجوانب الشرعية والأخلاقية التى يجب مراعاتها عند تطبيق الخلع:
- إنه لا يجوز شرعاً الإقدام على الخلع من قبل المرأة إلا فى حالات أن تخشى المرأة أن تقع فى عنت, وفيما تخشى أن يعاقبها الخالق سبحانه وتعالى وهو أعلم بما تخفى النفوس, وأنها إذا وجدت أى سبيل للإصلاح لا نترك الفرصة فى السعى له وقبوله, وإذا أرادت المرأة والرجل الإصلاح يوفق الله بينهما, وأن تتذكر التحذير النبوى بأن المرأة التى تطلب الطلاق أو الاختلاع دون سبب جوهرى حرام عليها رائحة الجنة وتبوء بغضب الله.
- سماحة النفس وكرم الأخلاق وتوفر المروءة عند الرجل عند طلب الفدية من المرأة، والبعد عن الابتزاز والمغالاة بهدف التذليل والتضييق على المرأة وإكراهها على عشرة لا يرجى منها سكن أو مودة أو فيها رحمة من الطرفين، فإعضال المرأة حرمه الله سبحانه (لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاّ أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( البقرة»229«.
عن ابن عمر عن رسول الله قال: »إن أعظم الذنوب عند الله عز وجل رجل تزوج امرأة، فلما قضى حاجته منها طلقها وذهب بمهرها«.
- مراعاة البعد عن التجريح والتشهير سواء من الرجل للمرأة أو من المرأة للرجل(وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) البقرة»237«, وأن الحياة الزوجية كان فيها الأيام الحلوة, فيجب على الرجل والمرأة أن يتذكرا الجوانب الحلوة حتى يخرجا من تجربة الخلع والطلاق بأقل الخسائر النفسية والاجتماعية والأخلاقية, وهى من الأمور التى حرص الإسلام على تأكيدها, وعلينا أن نفقه عظمة ما ورد فى قوله سبحانه (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
- الحرص كل الحرص أن تبتعد الأسرة التى ألجأتها ظروفها إلى الطلاق أو الخلع من تفادي آثار هذا العمل بقدر المستطاع على الأبناء حتى تخرج الأسرة بأقل الخسائر من محنة فشلها.
- مناشدة الرجل ألا يسرف فى عناده والذى يتصوره أنه جزء من مفهوم الرجولة أو يسيء مفهوم القوامة والتفضيل بشكل يبتعد عما جاء فى الشرع أو ما قصد منه فى واقع مسئوليته عن أسرته وأولاده.
- دعوة الرجل والمرأة بأن يعيدا قراءة أوراق الأسرة على ضوء شرع الله وفى إطار مستجدات العصر، وهو أمر ضرورى حتى نصلح الكثير من ثقافة الموروث البيئى وتحكيم شرع الله الحكيم الذى يصلح لكل زمان ومكان إذا وجدت العقول البصيرة لأقوال الأسرة، حتى نتخفف من الصدامات الحادة والتى تؤدى فى النهاية إلى ارتفاع نسبة الطلاق، والآن أصبح قانون الخلع فى دائرة واقع المحاكم والتطبيق العملى .
- دعنى أقل لك أيها الرجل أليس أمر يشرفك أن زوجة اليوم التى وصلت إلى ما وصلت إليه من مكانة متميزة وقدرة على الاستقلال والحياة المتميزة، ومع ذلك لأنك إنسان عظيم حلو العشرة تتحلى بالخلق الحسن ولذلك فزوجتك تتمسك بعشرتك وتحرص على ودك ولا تفرط فى بيتك ومسئولياته المتعددة والتى تقع فى معظم الأحيان على المرأة ؟!
أما عن المرأة فأقول لها أتمنى أن تستفيدى بالوعى الثقافى فى قضايا المرأة على المستوى الذى لا يجعلك أن تندفعى للخلاص من الأسرة لأتفه الأسباب .
وأخيراً أقول لك عزيزى الزوج وعزيزتى الزوجة لا يوجد أعظم شئ فى الدنيا قدر بيت يملؤه المودة والحرص على ديمومة الحياة الزوجية لأنها أرقى ما يسعد الإنسان الرجل والمرأة.
ساحة النقاش