حكايتى عن بهية المصرية التى يعطلون لها قانون الاستضافة.. فقد تكون هى الطرف غير الحاضن لأطفال الطلاق وتحتاج لتنظيم العلاقة بينها وبن طليقها بقانون يضمن مصلحة الطفل واستقراره النفسي، أو قد يكون الطرف غير الحاضن هو الأب الذي يحتاج إلى تنظيم العلاقة بينه وبين طليقته خاصة وأن القانون الحالى للرؤية لا يساعده على رؤية طفله لفترة مناسبة وكافية.
ليس هذا فقط ولكن فكرة أن الأب يذهب لرؤية ابنه ويمضي فى دفتر بالحضور ليأتى الطفل مع أمه أو أحد ذويها داخل مركز من مراكز الشباب أو مقر لحزب ما.. يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسى غير عادى ولا يسمح أبدا بأن يمارس الأب دوره الأبوى فى التربية والتنشئة.
وقد أثيرت مشكلة تعديل قانون الأحوال الشخصية ككل تحت قبة البرلمان من آن لآخر، وكان هذا جزءا منها خاصة ما يتعلق بمناقشة قانون تحويل رؤية الطرف غير الحاضن لأطفال الطلاق إلى استضافة، حيث تم تقديم قانونا يشمل تعديل بأحقية الرؤية تحت مصطلح الاصطحاب بخمس ساعات أسبوعيا، ومشروع آخر ينص على أحقية الاستضافة لأيام للطرف غير الحاضن، ومنح الأب القدرة على التعامل مع طفله بشكل سوي، فيستطيع استضافته فى أجازة نصف العام وآخر العام حتى يحدث تواصل للأرحام كما أمرنا الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز، وحتى يستطيع هذا الطفل الاتصال بذويه لأبيه مثل الجدة والعمات اللائى من الممكن أن يكن لم يرين هذا الطفل منذ سنوات.
وقد ثارت بعض الأمهات الحاضنات ثورة عارمة مؤكدات أنه لا توجد ضمانات تضمن لهن عودة أطفالهن، وأنه فى بعض الحالات قام بعض الآباء بخطف أطفالهن والذهاب بهم بعيدا عن الأم وهى لا تعرف مكانهم، وأن فى كثير من الأحيان يكون الأب قد تزوج بأخرى وذهابهم عند هذه الزوجة الجديدة قد يضر بهم أشد الضرر.
المشكلة شائكة، ولكن علينا فى البداية أن نؤكد أن فكرة الاستضافة والرؤية واردة فى بعض أحكام الشريعة الإسلامية، حقيقة لم يذكر صراحة فى القرآن أو السنة لفظ الرؤية أو الاستضافة وتحديد مدة الرؤية ولكن استدل على هذا فى سورة الأنفال «وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله إن الله بكل شيء عليم ،» وفى سورة البقرة «لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده » صدق الله العظيم، أيضا فكرة وجود بعض الآباء الذين يقومون بخطف أطفالهم أو عدم الإنفاق عليهم لا يمنع من حق هذا الصغير فى الاستقرار النفسي.
ويبقى السؤال مطروحا لماذا تأخر قانون الاستضافة حتى الآن؟
ساحة النقاش